واشنطن (رويترز) - قال محللون ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيسعى هذا الاسبوع لاقامة علاقة جديدة تقوم على التعاون مع امريكا اللاتينية لكن رفض الولاياتالمتحدة تغيير موقفها في بعض القضايا ذات الدلالة الرمزية الكبيرة مثل كوبا والهجرة قد تحد من تأثير جهوده. ويتوجه اوباما الى المكسيك يوم الخميس في اول زيارة له للمنطقة كرئيس دولة كما سيزور ترينداد وتوباجو يوم الجمعة للمشاركة في القمة الخامسة للامريكتين. ومثلما فعل في قمة مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية الرئيسية في لندن يعتزم الرئيس التاكيد على الاستماع الى قادة المنطقة والعمل على تحقيق الاهداف المشتركة. وقال اوباما في خطابه الاذاعي الاسبوعي يوم السبت "ينبغي ان نجد مصالحنا المشتركة وأن نعمل انطلاقا منها." وقال جيفري دافيدو مستشار اوباما الخاص بشأن القمة ان هناك مساعي لاستخدام لهجة جديدة في المشاورات والانشطة الدبلوماسية التي تسبق القمة. والتقى اوباما بالرئيس المكسيكي فيليب كالديرون قبل توليه المنصب كما زار عدة مسؤولين في الحكومة امريكا اللاتينية. وقال دافيدو "اعتقد انه مع الاقدام على ذلك في وقت مبكر بالنسبة للادارة... فمن الممكن بشكل مشروع اعتباره بداية جديدة". وقال محللون ان شعبية اوباما مقارنة بالرئيس السابق جورج بوش واداءه في قمة العشرين يمنحانه قبولا كبيرا بين نظرائه من القادة عندما يبدأ الزيارة غير ان الكثير يتوقف على تعهده بالانصات والتعرف. وقال لويس البرتو مورينو رئيس بنك التنمية الامريكي في مؤتمر صحفي "ما يهم هو ما سيحدث بعد ذلك. اذا كانت الولاياتالمتحدة... تقول انها مستعدة للانصات والتعرف... فينبغي الاستجابة." وتابع "وفي هذا المقام هناك عدد من القضايا التي يجب عدم حذفها من جدول الاعمال.. أمور مثل كوبا.. أمور مثل الهجرة." ومن المؤكد ان تناقش هاتان القضيتان برغم انهما غير مدرجتين في جدول الاعمال. فمن المتوقع ان يسعى الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز وغيره من الرؤساء الذين يشاركونه توجهاته الى اعادة كوبا الى منظمة الدول الامريكية. وسيسلط النقاش بشأن كوبا الضوء على الخلافات بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة. وقالت واشنطن انها لن ترفع الحظر الذي تفرضه منذ 47 عاما على الجزيرة الشيوعية. لكن اوباما ينظر في تخفيف القيود المفروضة على زيارات العائلات والتحويلات المالية الى كوبا وهي خطوات يعتبرها كثيرون غير كافية. وقالت جوليا سويج رئيسة دراسات امريكا اللاتينية في مجلس العلاقات الخارجية "الاجراءات التي تبدو الادارة مستعدة لاتخاذها بشأن سفر الاسر الكوبية الامريكية محدودة الاثر وضيقة النطاق الى حد قد يأتي بنتائج عكسية بالنسبة الى هذه الادارة التي لا تريد ان تكون كوبا موضوع القمة فيجعلها قمة بشأن كوبا." وقال محللون ان هذا سيكون خطأ نظرا لان القضية الرئيسية التي تواجه القادة هي الازمة الاقنصادية العالمية. وأفضل ما يمكن أن تساعد به الولاياتالمتحدة في تحسين الوضع باعتبارها الشريك التجاري الرئيسي لامريكا اللاتينية هو انعاش اقتصادها. وقال بيتر ديشازو مدير برنامج الامريكتين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "انتعاش الاقتصاد الامريكي هو العامل الاساسي وسينتظر الجميع من الرئيس اوباما وصفه لخططه في هذا الصدد." وقال مورينو ان النمو الاقتصادي بنسبة خمسة في المئة على مدى خمس سنوات انتشل 40 مليون شخص في امريكا اللاتينية من وهدة الفقر المدقع لكن تراجعا بنسبة واحد في المئة في الناتج المحلي الاجمالي جراء الركود العالمي سيعيد 15 مليون شخص الى هذا الوضع مجددا. وقال اريك فارنزوورذ نائب رئيس مجلس الامريكتين "افضل سبيل لمساعدة نصف الكرة الغربي هو اصلاح الاقتصاد الامريكي ومقاومة النزعة المفهومة لكنها ذات نتائج عكسية نحو الحمائية على صعيد التجارة والاستثمار." وقال كثير من المحللين ان سعي امريكا اللاتينية الى اتباع سياسات اقتصادية حكيمة على مدى العقد الاخير مثل خفض الديون وفتح الاسواق والتجارة الحرة جعلها أكثر قدرة على تحمل الركود العالمي. واضافوا ان المنطقة تحتاج الان الى ان ترى الولاياتالمتحدة تقدم على تجرع الدواء نفسه. وقال مصطفى موهاتاريم كبير الاقتصاديين في شركة جنرال موتورز "اعتقد اننا في حاجة الى ارسال اشارة قوية جدا الى العالم عموما وامريكا اللاتينية على وجه الخصوص تفيد بان النصائح التي اسديناها لهم في وقت سابق تنطبق علينا أيضا."