حالة الفصام الشائعة هذه الأيام تجعلنا نعتقد في الأمراض المزمنة للذهنية المضطربة ما بين الواقع وتمثل الخيال في تبديها سلوكياً ووجداناً فكراً وإحساساً.. وبات مألوفاً أن نوهم البعض بحالات الشيزوفرينيا بدءاً من حالات الرغبة في العزلة والسبهللية والاعتقاد في بعض الغرائب وعدم القدرة على الإفهام والتفهم.. وجدت في صندوق الوارد هذه الرسالة من الأخ «ياسر محمد عثمان» تحت عنوان «شيزوفرينيا ضارب» يقول فيها الآتي: «إحصائية جابتا الجرايد ارتفاع نسبة المصابين بالاكتئاب والشيزوفرينيا في السودان.. الاكتئاب هو الحزن الكان الرسول عليه السلام يستعيذ منه.. بس الشيزوفرينيا دي ما عرفتها شنو؟ .. الحزن في السودان شيء طبيعي جداً لعدة مببرات.. المعوقات الكتيرة البتلاقيك تعرقل ليك طموحاتك الصغيرة والكبيرة والمتوسطة.. وإذا صبرك قل بتخليها والحسرة ما حتخليك.. نسأل الله العافية».. وفي معوقات باطلة بتشتغل ضدك وأنت ما جايب ليها خبر.. دي ليها تأثير كبير في الشيزوفرينيا الحاصلة.. بعدين في مشكلة كبيرة بنعانيها نحن السودانيين عموماً.. ما في برنامج حل مقنع للقضايا البتهم الجميع.. مثال انتوا جماعة «....» دايرين شوية... بعدين دايرين الأطباء يقولوا دايرين منكم شوية تعاون لوصفة طبية نقدما للمرضى ولازم القرآن ما الغنا والموسيقى يكون في كل بيت.. يعني ليه نعرض عن ذكر الله وكلام الله.. أما المثقفون ما تكون لغتهم «باراسيكولوجي. وكاريزما وعقل جمعي.. الشيطان وديتو وين.. في الحديث والدعاء «اللهم أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال...» ... ياسر محمد عثمان من المحرر: شكراً أخي ياسر على إشراك القراء معك في حديثك الهامس على الورق.. أكثر ما أعجبني «سؤالك عن الشيطان الذي يسكن مجرى الدم».. ذلك الشرير رمز القباحة واللؤم في التاريخ الإنساني.. رمز النصف المقبوح للخير والعدو الذي ينازعنا ما بين الفطرة السليمة القويمة والأخرى المنحرفة «التافهة» كما يستخدم الآخرون هذه الكلمة في هذه الأيام.. إذن حالات الفصام تتداخل على تخوم الحالة الشيطانية فتضرب جذورها في جينات البشر وتطرق موارد الوراثة حتى يبيت الأمر في حكم التوارث والفكر والحالة الضلالية.. إذن علينا أن نبحث عن الشيطان «حتى نتجنبه» ونتحاشى فقدان البصيرة.. إذن علينا علاج أرواحنا قبل أن نبحث عن الأدوية للبدن واللحم والدم.. إذن لا أريد أن نقول وصفات اعتقد فيها وأفتي بلا وعي فيصبح الأمر في واقع التعالج والانتهاج.. إذن ما هي المشكلة الأساسية وما هي أبعادها.. ولماذا أصبحنا على مرمى من الحالات النفسية والاجتماعية الناشز. إذن إن كانت الشيزوفرينيا والاكتئاب حالة من حالات البلاد هذه الأيام.. فالمرجع والأساس أن نغذي الأرواح بشيء من النضج الإنساني... آخرالكلام... «كلو ضارب في حشاهو» البقول الحقيقة والبقول غيرها.. ففي هذه الأيام يختلط العذب مع المالح.. الصالح مع الطالح إلا من رحم ربي.. شكراً أخى ياسر بقدر ما أهديت المساحة كلمات معبرات.. بقدرما انطوى كلامك على دعوة للخير. مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]