من أكثر الأشياء التي تثير الشفقة والرثاء ان بعض النساء يعتقدن ان تقليد الرجال في سلوكيات معينة، يجعل منهن أندادا لهم ويحقق المساواة المنشودة، ولا أتحدث هنا عن ارتداء النساء البنطلونات او مجاراة قصات الشعر الرجالية، ففي هذا المجال رد لهم نفر من جيل الشباب الصاع صاعين، فصار بعضهم يرتدي الأقراط (الحلق) في الآذان، ومقابل تقصير النساء شعورهن صار هؤلاء الشباب يطيلون الشعر ويكوونه ويملِّسونه ويسدلونه على الأكتاف بعد أن صار الحلاقون يملكون مهارات الكوافير!! بل أتحدث عن المجاراة في مجالات شديدة الضرر، مثل التدخين، ففي العالم كله صار المدخنون أقليات شبه مضطهدة، إلا في بلداننا حيث يعتقد معظم الشباب ان مظاهر الرجولة والصياعة لا تكتمل إلا بالتدخين، وهناك قلة قليلة من الشباب دون الخامسة والعشرين لا تتعاطى التبغ، وهناك نساء يرين انهن لسن أقل شأنا من الرجال ف«يعطونها» كأسا، أي يمارسن شرب الخمر، وما لا تعرفه هذه الفئة من النسوة هو ان تأثير الخمر والتبغ الضار يظهر أكثر في النساء منه في الرجال، ومؤخرا نشر مستشفى ايطالي نتائج دراسات (يمكنك مراجعة موقع مجلة ريبروداكشن بيوميديسين أونلاين)online biomedicine reproduction شملت مئات النساء على مدى عدة سنوات، ومؤداها ان التدخين يعجل بانقطاع الطمث عند المرأة، بل وقد يؤدي إلى إصابتها بالعقم لأن المواد الكيميائية التي يحويها التبغ تقتل البيض المخزون في المبايض، وكما هو معروف فان هناك رجالا يبحثون عن اي ذريعة «لتجديد شبابهم» بالزواج بأكثر من واحدة، وبالتالي فان فتاة جميلة للغاية لا تزال في مرحلة الدراسة وتمارس التدخين في الحمامات، ومطمئنة إلى ان جمالها سيضمن لها عريسا مثاليا كأبي الجعافر من حيث الوسامة والثروة والأصل الطيب.. فتاة كهذه قد تحقق حلمها بالفوز بعريس بتلك المواصفات، ولكنها تعد نفسها من حيث لا تدري لأن تكون لها ضرة أي زوجة ثانية او ثالثة بل وحتى أن تصبح هي (ذات نفسها) زوجة سابقة، لأن احتمالات العقم تزيد مع التبكير في تعاطي التبغ، وإذا أضفنا إلى ذلك ان العقاقير/الأدوية الكيميائية باتت قادرة على منع الحمل، وفي ضوء ثبوت ان تعاطي حبوب منع الحمل لبعض الوقت يؤدي إلى تأخير الحمل عند البعض لنحو سنتين، وأن هناك نساء يؤجلن الحمل باستخدام تلك العقاقير تفاديا لوجع الرأس ودوشة العيال او لأن وجود عيال قد يعيق طموحاتهن المهنية.. كل ذلك يجعلنا نستشعر الخطر نيابة عن هذه النوعية من النساء... بالعربي الفصيح فان السجائر يعجل ب«سن اليأس»، والسجائر مع حبوب منع الحمل قد يؤدي إلى العقم التام! والسجائر مع حبوب منع الحمل والكبسة، يؤدي إلى انتفاخ البطن بدون حمل، مما يوفر ذريعة للرجل للحصول على زوجة جديدة، وبعبارة أخرى فليس من المستبعد أن يتم إلزام شركات السجائر بان تكتب على علب منتجاتها: السجائر تسبب أمراض الرئة والقلب و«الضرّة»!! فهل المسألة «مستاهلة»؟ يعني هل من العقل ان تحرم امرأة نفسها من الإنجاب، وتعرض نفسها للطلاق او وجود ضرة لها، بسبب دخان يخرج من فمها وخياشيمها! وبالمناسبة فإن نفس الشيشة الواحد في حال دخوله الصدر يعادل عشرين سيجارة! أذكر هذه المعلومة لأن الشيشة بين النساء أكثر انتشارا من السجائر. جعفر عباس [email protected]
