تفاقمت في الآونة الأخيرة نسبة الفتيات والسيدات اللائي يُدخن السجائر والشيشة بعد أن كانت المُدخنات في السابق يختبئن ويتواريْن خجلاً عن الأنظار لتعاطي (الدخان) ولكن الظاهرة أصبحت عادة ووسيلة للتفاخر وكسر القواعد والقوانين والأعراف على (عينك يا تاجر). وحول تفشي الظاهرة وأسبابها ودواعيها طرحت (الأهرام اليوم) عدداً من الأسئلة على مجموعة من المُدخنات والرجال واستصحبت رأي الأطباء. فماذا قالت (الحلوات) وهن يمسكن بخراطيم الشيشة و(يشفطن) دخان المعسّل (أبو تفاحتين) بعيون نصف مقفلة؟ ٭ كسر الروتين: (أ.ي) قالت إن المُدخِّنات يُفضلن تعاطي السجائر والشيشة في صالونات التجميل واستراحات الطالبات بالجامعات لأنها أماكن تتمتع بالخصوصية ولا تخترقها عيون الرجال أو الشرطة. وأضافت أنها تعلم خطورة تأثير التدخين على صحة المرأة والرجل إلا أنها تتمسك بالشيشة على وجه الخصوص لكسر الروتين والملل وإدخال القليل من المتعة. وأشارت إلى أن الشيشة تريح أعصابها وتهدئها. ٭ مزاج: فيما عبّرت السيدة (ب،ع) وهي تنفث دخان سجارتها بأن التدخين يرتبط عندها بالمزاج ليس أكثر. ولا تستطيع الإقلاع عنه ولا تنوي ذلك. وأضافت بأنها تُدخّن نوعاً محدداً من السجائر وإذا لم تجده تُصاب بتعكير المزاج وتعمُد للصياح في وجه الجميع. ٭ مسموح : أما الطالبة (ه. ي) فترى أن السجائر والشيشة يمدانها بالقوة والجراءة والحُرية المُطلقة حتى لو كان ذلك من وراء الأهل والأقارب. والسجائر يحد من عصبيتها في حالة الحزن والألم والمحن، وأن صديقتها هي التي علّمتها التدخين بالجامعة. وأضافت أن الأمور أكثر انفتاحاً الآن لأنه في السابق كانت المرأة المدخنة تُعدُّ في عِداد (الساقطات) ولا يمكن لأي امرأة أن تُدخِّن في الجامعة أو كافتيريا أومطعم. أما الآن فقد بات مسموحاً للجنس الناعم بتعاطي الشيشة في أرقى المطاعم والفنادق الموجودة في السودان والخرطوم على وجه خاص بالإضافة للاستراحات الخاصة بالطالبات في العاصمة والولايات. ٭ يسبب الطلاق: مجموعة من الشباب قالوا ل(الأهرام اليوم) إن السوداني الأصيل لا يقبل بالزواج أو حتى بالارتباط العاطفي بفتاة مُدخنة. وأضافوا أن الزوج إذا اكتشف بعد سنوات من زواجه بأن زوجته تتعاطى السجائر فإن (الحرب العالمية الثالثة) ستنشب بالبيت وستغادره الزوجة بعدد من (الكدمات) مرفقة بورقة الطلاق. وأشاروا إلى أن كل رجال السودان يعدون المرأة من عمر 17 وحتى 40 إمرأة كاملة الأنوثة وإذا تعاطت السجائر والشيشة فهي امرأة لا تصلح أن تكون أماً أو زوجة دون إبداء الأسباب. ٭ سم قاتل: وعن تأثير السجائر والشيشة على الصحة أوضحت الدكتورة نور الهدى أحمد بأن التدخين يعتبر أحد المصادر المشعة التي يتعرض لها الإنسان وأشارت إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن المُعسّل - وهو تبغ خالص مضاف إليه كمية كبيرة من الأصباغ والألوان المنكِّهات المخلوطة دون أي رقابة صحية، يتسبب في حدوث العديد من الأمراض المختلفة من سرطان الرئة، الفم، الحنجرة، المريئ، البنكرياس، المرارة والبروستاتا عند الرجال. وأبانت بأن الدخان الخارج من فم مدخنة الشيشة يحتوى على ذات القدر من المواد السامة المسرطنة الموجودة في دخان السجائر. كذلك يُقلّل التدخين من كفاءة أداء الرئتين ويسبب انتفاخها ب (الانفزيما) وهو مرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود . وتمضي نور الهدى في طرح مخاطر التدخين وتضيف بأنه يسبب سرطان الرئة والفم والمعدة ويرفع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم ويُقلّل الخصوبة عند الذكور وأحياناً يتسبب في الموت السريري المفاجئ بعد الولادة ويظهر البقع في الجلد والوجه ويؤدي إلى احتقان العينين وانبعاث الروائح الكريهة في الزفير والجسد. ٭ تقليد: الباحثة إخلاص عبد الرحمن قالت إن الفضائيات هي السبب وراء تفشي ظاهرة الشيشة خاصة عبر الدراما المصرية وأبانت إن المرأة ضعيفة الشخصية هي تقع ضحية التدخين وأن الحبوبات والماشطات في السابق كُنّ يدخن ولكن الفتيات لم يفكرن في تقليدهن آنذاك لأنهن رأيْن السجارة في فم (العجائز) فقط غير أن الفضائيات الآن تعرض فتيات صغيرات السن وهنّ يتعاطين السجائر والشيشة فقلدنهن لأن المرأة تحب التقليد.