السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة: (56 %) من (300) طبيب بالخرطوم يدخنون في المستشفيات!!
نشر في الأهرام اليوم يوم 02 - 06 - 2011

برغم تحذير وزارة الصحة بأن التدخين ضار بالصحة إلا أن الممنوع يظل مرغوباً، وبدلاً من الإقلاع عنه يزداد الإقبال عليه، ولذلك يعتبر يوم 31 مايو من كل عام مناسبة عالمية للإقلاع عن التدخين، ومن خلال هذه المناسبة يكون السعي للفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة، فالتدخين يعد من أهم أسباب المشاكل الصحية للإنسان، وخاصة أمراض سرطان الرئة وأمراض القلب.
تقول منظمة الصحة العالمية إن شخصاً يموت كل ست ثوانٍ ونصف الثانية بسبب التدخين، كما أن له تأثيراً على الاقتصاديات وليس بإمكان العالم قبول مثل هذه الخسائر البشرية والاقتصادية بسهولة، فنحو 84% من المدخنين يعيشون في الدول النامية التي ينمو فيها وباء التبغ، فبدلاً من إنفاق المال على الغذاء والرعاية الصحية أو التغذية ينفق على السجائر.
3 ملايين شاب
هنالك حقيقة تؤكد أن أكثر من ثلاثة ملايين شاب أعمارهم دون ال18 سنة يدخنون نصف مليار سيجارة سنوياً، نصفهم مدمنون للتدخين، وتشير التقارير إلى أن الإقلاع عن التدخين في هذه الفترة العمرية له فوائده على المديين السريع والطويل لأنه بعد دقائق أو ساعات من الإقلاع بعد آخر سيجارة تصبح أجسامهم سليمة بسبب التغيرات الفسيولوجية وتستمر لسنوات حيث تتحسن صحتهم وينخفض معدل إصابات القلب مع الإقلال من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية وسرطان الرئة والسكتة القلبية وبسبب التدخين نجد الصغار معرضين للإصابة المبكرة بتصلب الشرايين، فالكف عن التدخين اليوم يفيد الصحة غداً.
إن نصف الذين يدخنون في مرحلة المراهقة سوف يموتون بسبب التدخين وربعهم سيموت بعد سن السبعين والباقون قبل هذه السن، فخلال القرن الماضي مات 60 مليون من العالم بأمراض التدخي،ن أي ما يعادل عدد قتلى الحرب العالمية الثانية، فمعدل الموت بسببه أكثر 25 مرة من معدل الموت بسبب حوادث السيارات أو شرب الخمر أو التسمم أو الأمراض المعدية كالإيدز.
ما التدخين؟
اكتشف كريستوفر كولومبس «الطباق» أو التبغ عام 1492 عندما وصل إلى أمريكا أول مرة، حيث لاحظ الرحالة كولومبس أن بعض سكان مدينة سان سلفادور يدخنون التبغ وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها ووجد الهنود الحمر في جزر الكاريبي يدخنون الطباق، كما وجدهم يستخدمونه في الطقوس الدينية والحفلات وكانوا يعتقدون أن للدخان فوائد علاجية ومن المحتمل أن يكون ذاك هو السبب في تشجيع الأوروبيين على تدخينه وانتشاره في أوروبا في القرن السادس عشر ثم منها إلى جميع أنحاء العالم وقد دخل التبغ إلى شرق الوطن العربي عن طريق تركيا في القرن السابع عشر ثم إلى المغرب العربي بواسطة بعض التجار ثم إلى باقي الدول العربية ومع أن العلماء المسلمين تصدوا له منذ الأيام الأولى إلا أنه انتشر فيها بسبب إصرار الشركات الغربية على ترويجه وبمساعدة الحكام لها في ذلك، حيث أغرتهم الضرائب التي يجمعونها من تجار التبغ «الدخان»، وقد بدأت عادة التدخين منذ أكثر من ألفي عام في حضارة «سايا» في وسط أمريكا ثم انتقلت إلى شمال أمريكا، أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870 كما أنه يوجد حوالي 4000 مادة كيماوية داخل دخان السيجارة، معظم هذه المواد سامة و43% منها يسبب السرطان ومن أهم هذه المواد النيكوتين.
يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعاً لاستخدام المخدرات، كما يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعاً، حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية وهناك أشكال أقل شيوعاً للتدخين مثل تدخين الحشيشة والأفيون.
وزارة الصحة الاتحادية
بعد ذلك كانت وجهة (الأهرام اليوم) وزارة الصحة الاتحادية للوقوف على قانون مكافحة التبغ والحصول على الإحصائيات، حيث أكد الأستاذ رضوان يحيى إبراهيم مدير برنامج مكافحة التبغ وزارة الصحة الاتحادية قائلاً: إننا في وزارة الصحة الاتحادية نستند على الاتفاقية العالمية لمكافحة التبغ والتي صادق عليها السيد رئيس الجمهورية في عام 2006م وهي تنص على عدة ترتيبات وتدابير تحد من تعاطي التبغ بأنواعه؛ السجائر، التمباك، والشيشة، ونستند أساساً على قانون السودان لمكافحة التبغ لعام 2005م والذي يحتوي على فصول وتفاسير تمنع تعاطي التبغ في الأماكن العامة ونمنع التوسع في توفير التبغ وتضبط حركة البيع والاتجار لهذه السلعة وتبين الأحكام بذلك، إذ يجوز لأي شخص أن يبلغ عن أي مخالفة لأحكام القانون لأقرب وكيل نيابة أو رجل شرطة ويجوز لأي رجل شرطة القبض على مرتكب مخالفات هذا القانون ويعتبر هذا القانون ساري المفعول ويتم العمل به، خصوصاً بعد تشكيل اللجنة الفنية الوزارية لمكافحة التبغ والتي أصدرها وزير الصحة الاتحادي بتاريخ 21/10/2010م، وهذه اللجنة تمثل معظم أصحاب الشأن كوزارة الصحة الاتحادية والمختصين في هذا المجال ووزارة الداخلية، متمثلة في إدارة الشرطة ووزارة العدل والمالية وبعض المنظمات العاملة المهتمة في هذا المجال.
ويواصل الأستاذ رضوان حديثه مؤكداً بأن وزارة الصحة متمثلة في الوكيل قد قامت باستصدار قرار يمنع تداول التبغ وتعاطيه في كل المؤسسات التي تلي وزارة الصحة وداخل حرم الوزارة وتم توجيه الإخوة في وزارات الصحة بالولايات بأخذ التدابير اللازمة لذلك، أما بالنسبة لمكافحة التبغ فهي مسألة تحتاج إلى جهد مشترك متكامل ما بين وزارة الصحة والجهات الرسمية الحكومية والمنظمات.
السجائر والتمباك في السودان
وفي ذات السياق يؤكد الأستاذ رضوان أنه يبلغ معدل تعاطي التبغ في السودان (السجائر الشيشة الصعوط) بين البالغين، أي معدل الانتشار حالياً 29.1% وبمعدل 24.7% بينما يبلغ معدل الانتشار بين البالغين الإناث حالياً 3.5 بينما وبمعدل يومي يبلغ المعدل النسبي لانتشار التباكو بين البالغين الإناث 2.9% وبذلك يكون معدل الانتشار الكلي في المجتمع السوداني لاستخدام التباكو بين البالغين يمثل 14% حالياً وبمعدل يومي يبلغ 12% ورغم إجراء عدد من المسوحات والبحوث ورغم بعض المجهود المبذول من الجهات الحكومية، ممثلة في وزارة الصحة والمجهودات الشعبية وبعض الجمعيات والمنظمات النشطة إلا أن مشكلة التبغ لا زالت تمثل هاجساً كبيراً حيث تفرض شركات التبغ نفسها في الأسواق متصدرة قائمة السلع الأكثر إنتاجاً على المستوى المحلي، كما هو موضح أعلاه نتيجة الإغراءات التي تفرضها بهدوء ولكن يجد صداها دوياً وسط الشباب وذلك بالحيل التالية:
1/ رخص سعر التبغ (250) جنيهاً لعلبة السجائر.
2/ إمكانية بيع السجاير بالقطعة الواحدة.
3/ زراعة التبغ في السودان.
استفادة الحكومة من عائدات الضرائب.
ويواصل الأستاذ رضوان حديثه قائلاً: إنه رغم الحظر الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات المحلية إلا أن هناك بعض الإعلانات الجاذبة في الأكشاك الصغيرة والباعة الصغار على الأرصفة في الشوارع دون رقابة وهي الأكثر مبيعاً لسهولة الحصول على السلعة للمارة وأصحاب العربات الصغيرة وصغر العبارة المخصصة للتحذير من استعمال السجائر وصغر المساحة المخصصة لها في علب السجائر، كما أنها مكتوبة بنفس اللون، وغير واضحة بجانب العلبة ولا تشمل 30% من حجم العلبة، كما نص عليه قانون مكافحة التبغ المعدل لعام 2005م ، وإشادة خفية بوزارة الصحة وكأن الأمر مفروض وليس صحيحاً (تحذير وزارة الصحة).
وقد وجدت الدراسة أن نسبة الأطفال بولاية الخرطوم في الأعمار ما بين (13 15) الذين يستعملون منتجات التبغ من سجائر وتمباك وشيشة تبلغ 18.5% وهذه الزيادات ليست وقفاً على الذكور فقد بل امتدت يدها إلى الإناث بنسبة 2.6% كما أجريت دراسة وسط 300 طبيب وطبيبة بولاية الخرطوم في العام 2006 من أطباء امتياز ونواب وأطباء عموميين واختصاصيين يمثل الأطباء الذكور نسبة 66.7% منهم وتمثل الطبيبات نسبة 33.3% 53% منهم في الفئة العمرية ما بين 29 34 عاماً وأوضحت الدراسة أن معدل التدخين وسط أفراد العينة 59% من الأطباء الذكور و7% من الطبيبات ولا يزال 56% من هؤلاء ال(51%) يدخنون في أماكن عملهم ووجد أن 77% من الأطباء الذكور يتعاطون أنواعاً أخرى من التبغ (الشيشة والكدوس)، 6% منهم طبيبات، أما عن التمباك فهناك حوالي 24% يتعاطون التمباك حالياً كلهم من الأطباء الذكور وأكد أكثر من 89% من الأطباء (موضوع الدراسة)، على أهمية تدريب الأطباء على وسائل وتقنيات الإقلاع عن تعاطي التبغ، كما أكد 75% أهمية الإرشاد النفسي ومساعدتهم على الإقلاع.
نصوص قرارات وزارة الصحة
من خلال هذا التحقيق نشير إلى بعض نصوص القرارات التي أصدرتها وزارة الصحة والتي قامت (الأهرام اليوم) بنشرها.. أطلق المهندس محمد هاشم كمبال مبادرة وقف التدخين في الأماكن العامة والمغلقة. وقال المهندس محمد هاشم إنها مبادرة تهدف لوقف التدخين نهائياً بالأماكن العامة والمغلقة وتشمل المنازل بحيث لا يدخن رب الأسرة في حضرة زوجته الحبلى وأبنائه صغار السن ويمتد المنع ليصل إلى كل أماكن وجود المواطنين في جميع تجمعاتهم حتى الشوارع والأسواق والمواصلات العامة.
القرار الثاني رئيس الجمهورية يمتدح قرار منع الشيشة في الأماكن العامة:
امتدح رئيس الجمهورية قرار حكومة ولاية الخرطوم بمنع تدخين الشيشة في الأماكن العامة ووجه بتقوية محاكم النظام العام وبسط سلطة شرطة أمن المجتمع، وقال: يجب أن يتكامل دور القرآن مع مهمة السلطان لحماية أخلاقنا ومجتمعاتنا.
رأي الطب النفسي
ويؤكد الدكتور على بلدو اختصاصي الطب النفسي أن الإنسان الأول عرف التدخين عن طريق الصدفة من حيث ملاحظة أن استنشاق بعض الشجيرات والأعشاب له أثر على المزاج وهذا نجده واضحاً في الرسومات على الكهوف وفي المغارات التي كان يسكنها في عصور ما قبل التاريخ، ويصادف يوم الحادي والثلاثين من مايو من كل عام اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين وهو مناسبة للعالم أجمع للتنبيه بمخاطر التدخين على الصحة والفرد والمجتمع. وعن المخاطر العضوية والنفسية يقول الدكتور (علي) إن المخاطر العضوية لا تحصى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ القرحة، التهاب المعدة، السل، السرطان، العجز الجنسي، المياه الزرقاء، هشاشة العظام، أمراض القلب، الموت المفاجئ، فقدان الوزن، الصلع، السعال، وغيرها من الأمراض، أما الأضرار النفسية فحدث ولا حرج، منها القلق، والتوتر، الاكتئاب، التعب الإرهاق، الشعور بالذنب ولوم الذات، الإدمان، الهوس النفسي، ولايفوتنا التنبيه لخطور التدخين السلبي وهو ما يقع على غير المدخنين والإقلاع عن التدخين ليس صعباً ويحتاج لإرادة قوية وعزيمة إضافة لتضافر جهود الأسرة والمجتمع والأطباء من أجل وقف التدخين بكل أنواعه وسط جميع شرائح المجتمع.
اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي
وفي سياق متصل يقول الدكتور فتح الرحمن محمد إدريس اختصاسي أمراض الجهاز التنفسي إنه من المؤسف أن بعض المدخنين حتى الآن لا يعي خطور التدخين وأنه قد يكون السبب المباشر للوفاة و50% من المدخنين يكون السبب المباشر لوفاتهم هو التدخين، هناك دراسة لعام 1995م تؤكد أن هنالك مليون شخص توفوا نتيجة التدخين في الدول المتقدمة ومليون شخص في الدول النامية. وتوقعت نفس الدراسة أن عدد الوفيات الناتجة عن التدخين عام 2025م ثلاثة ملايين في الدول المتقدمة وسبعة ملايين في الدول النامية، لاحظ الفرق هذا ناتج من الشعوب المتقدمة للتوعية بأضرار التدخين.
لماذا يدخن الإنسان؟
دلت الدراسة على أن بدء التدخين يكون نتيجة عن حب الاستطلاع عند البعض لأنه يرى أن والده يدخن، والبعض الآخر بعد تعرضه لضغوط نفسية، وعن الاستمرار في التدخين عادة النيكوتين الموجودة في السجائر هي السبب في الإدمان عند المدخنين.
ً أضرار التدخين
الضرر الأكيد يقع على الجهاز التنفسي، ومن أخطر الأمراض سرطان الجهاز التنفسي، حيث إن 85% من هذا المرض ناتج عن التدخين وأكثر من 85% من هذه الحالات تأتي في وقت متأخر، فمعظم هذه الحالات من التدخين لا يمكن إزالة الورم جراحياً وهنالك نوع من الخلايا السرطانية في الجهاز التنفسي وهي خلايا سريعة الانتشار والعلاج الأساسي لها الكيماوي، ولكن معظم الحالات عند التشخيص سيكون المرض قد انتشر في معظم الجسم.
الأثر الثاني على الجهاز التنفسي هو ما يسمى انسداد الشعب الهوائية المزمن وهو يسبب ضيقاً مزمناً في الشعب الهوائية يؤدي إلى فقدان مع الزمن في وظائف الرئة، يتعرض المريض إلى نوبات من المرض في شكل سعال وضيق في التنفس يلزم المريض الذهاب إلى قسم الطوارئ، وهو من أكثر أعراض الجهاز التنفسي التي تستدعي الدخول إلى المستشفى في حالة استمرار المريض في التدخين وتعتبر من أكثر الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، وهناك نسبة من هؤلاء المرضى بمرور الزمن يتعرضون إلى قصور في وظائف القلب.
أضرار التدخين على القلب والدورة الدموية:
التدخين يؤثر على شرايين القلب وبالتالي يؤدي إلى احتساء عضلة القلب والتأثير على الأوعية الدموية، المدخنون أكثر عرضة لجلطة الدماغ، والإقلاع عن التدخين يقلل من فرصة التعرض إلى جلطة الدماغ.
٭ أضرار على الجهاز الهضمي
هنالك حالات عن سرطانات المرئ لها علاقة بالتدخين، كما أن قرحة المعدة والاثني عشر لها علاقة بالتدخين، وثبت أن المدخنين أكثر عرضة لسرطان المثانة بالنسبة للذكور، كما هنالك علاقة بسرطان عنق الرحم وسرطان الكلى، وأثبتت الدراسات أن سن اليأس يكون مبكراً في المدخنات، مقارنة بغير المدخنات، وهنالك بعض الدراسات أثبت أن تكترات العين ناتج من التدخين وذلك لترسب مادة (Cadmium) الموجودة في التبغ في عدسة العين.
من أين يأتي ضرر التدخين؟
يحتوي دخان السجائر على مواد سامة وهي مواد مسرطنة، ضرر التدخين ليته قاصراً على المدخن وحده، بل يتعدى إلى ما حوله، هذا ما يسمى بالتدخين السلبيو حيث أثبتت الدراسات أن التدخين السلبي يعادل التدخين العادي.
كيفية الإقلاع عن التدخين:
أثبتت الدراسات أنت من أهم العوامل تكثيف الوعي، عن أضرار التدخين، شاملاً كافة شرائح المجتمع مع تذكير وجهاء المجتمع والساسة والعاملين في الحقل الصحي والصحفي.
تقوم الدولة بحملة إعلامية في جميع وسائل الإعلام لفترة معينة ثم بعدها يتم إصدار قرار منع التدخين في الأماكن العامة مع الاستمرار بالنصح والإرشاد؛ الناتج من هذا يكون جيداً خلال فترة وجيزة، والمرضى الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالتدخين يجب إرشادهم وإخطارهم بمضاعفات التدخين في عيادات الأمراض الجهاز التنفسي وعيادات متابعة تنظيم الأسرة وهنالك عيادات خصصت للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
وتقول الدراسات إن النجاح في هذا بلغت 80% في الأشهر الأولى ولكن هذه النسبة بدأت في التراجع في الأربعة الأشهر التالية.
رأي الدين
وفي ذات السياق يؤكد بروفيسور عبدالرحيم علي عضو المجمع الفقهي على أن التدخين لم يكن معروفاً في صدر الإسلام ولكن هناك اتفاق بين فقهاء المسلمين على أن كل ما أضر بالإنسان وبصحته أو روحه أو عقله فهو يلحق بالخبائث التي منعها القرآن، ولا شك أن مضار التدخين أصبحت معلومة جداً ولذلك فإن التشديد في منعه يجب أن يكون متوافقاً مع العلم بضرره.
من المحررة
ينص قانون مكافحة التبغ للعام 2005 الفصل الثالث على ضوابط البيع وهي:
1/ لا يجوز بيع التبغ في أو بجوار المدارس أو المؤسسات التعليمية أو العلاجية أو دور العبادة وملحقاتها.
وفي الفصل الأول يمنع التدخين في الأماكن العامة مثل الحدائق والمنتزهات العامة والمكاتب الحكومية، ويبقى السؤال هو:
هل التبغ بالفعل لا يباع أمام المدارس والمؤسسات التعليمية أو العلاجية؟ وهل بالفعل التدخين ممنوع في الأماكن العامة مثل الحدائق والمنتزهات العامة؟ وإلى متى ستظل عبارة تحذير من وزارة الصحة (التدخين ضار بالصحة) على عبوات السجائر، هي الدور الأمثل والفعلي لوزارة الصحة؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.