لم يكن يوم الحب إلا يوماً اعتيادياً لم يخطر ببال «نهى» إنها سوف تتلقى هدية وتدخل مع سمار الأحمر والبنفسج في ذلك اليوم.. رن هاتفها وجاها صوت «حمودي.. السينير في كلية الاقتصاد» جمعتها به الرابطة.. «نهى.. بليز ممكن تنزلي النشاط ضروري..».. والرائج أن معظم الطلاب بالجامعة يقضون وقتاً مقدراً بكافتيريا النشاط.. فعلى مقربة منها تقام نشاطات الطلاب وتحتدم أحياناً تقاطعات الانتماء الطلابي».. المهم جاءت (نهى) مهرولة مدفوعة بشفقة البنات وهي تعلم أن زميلاتها يحاولن التقرب من (حمودي) ود العز والروقة.. تفاجأت به «فل أحمر».. تي شيرت أحمر بنطلون سيستم أحمر.. طاقية حمراء.. نظارة.. المهم أخذ بصرها الانتباه نحو الهدية الموضوعة في (الترابيزة) في حامل أحمر اللون.. جميل.. لم تتعجل شيئاً.. لم يستشرها جاءها بكوبين من عصير الفراولة.. وببعض المياعة التي باتت تعجب بنات هذا الجيل في الشباب.. «نهوية.. كل عام وانتِ الحب.. دي هدية بسيطة».. لم يكن سيل الهدايا الذي تراه يغمر بنات الحضر من حولها بالجامعة يثير اهتمامها لاعتقادها أنها هدايا ليست ذات فائدة.. كروت.. علاّقات مفاتيح.. عرائس.. دباديب.. قلوب وأسهم.. المهم شد انتباهها اليوم أنها محل محفل لهدية يوم الحب «ومن منو؟.. حمودي محبوب الجكس في الجامعة».. كانت تتمنى أن ينهي حمودي كلامه وأن تعود إلى الداخلية لتفتح وترى ماذا أهداها هذا «الحنكوش».. لهفة بنت الريف التي ترى عالم المترفين بعيداً عن أرضية اهتمامها.. رغم أن داخلها دائماً يحدثها كلما تكلم معها حمودي يهمس لها الباطن قائلاً «شوفي الولد المايع دا».. أها.. جاءت اللحظة التي تمنتها.. وعلى عجل تخبأت على طرف السرير «دبل بيد» حتى لا تتلصص عليها صويحباتها.. وفتحت الهدية.. ووجدت ذلك الدبدوب الذي كانت تضحك على «الموهومات» عند حمله.. لكنها بحاسة الأنثى التي تتمنى أن تكون مهمة عند شخص ما.. قالت بفرح مصطنع وهي لا تملك إلا أن تدخل في زمرة حركات البنات «عاينوا.. حمودي جاب لي شنو» وهي التي قبل قليل مارست الغتاتة حتى لا يعرف ما في الصندوق.. وهاهن عرفن أن حمودي الحنكوش فضّلها هي «بت الريف» عليهن في يوم الحب.. بدأت تمارس بعض الخبل.. تحتضن الدبدوب صباحاً بعد الاستيقاظ تحادثه ليلاً.. تشتكي إليه.. حتى صار معروفاً بالغرفة باسم «دبدوب الحب».. ولكنه أي الدبدوب لم يكن بعيداً عن دراما التطرف والراديكالية.. حينما وجدت فيه تلك البنية ذات الاعتقاد المتطرف فرصة «خزقت عينيه...» جعلته دميم المنظر.. عادت (نهى) للغرفة متلهفة للقائه.. فقد تذكرت أنها تركت الدبدوب في السرير وما درت أنه تعرض لعملية اقتلاع العينين وصار مظهره قبيحاً.. لم تحدثها إحداهن بمن فعلت ذلك لكنها كانت على يقين أن «...» هي الفاعلة.. قررت الانتقام.. فلم تجد إلا أن تمزق لها ذلك الكتاب الذي تحتضنه آناء الليل وأطراف النهار. آخر الكلام: عندما يصبح الحب مجرد دبدوب.. تكون الحياة مجرد لعب ولهو.. ولكن ما زال الأمر أكبر من الهدايا والألوان والفستيفال.. وكل عام وانتو الحب وسبت أخدر عليكم.. مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]