ربما هي المرة الأولى في حياتي الإعلامية والبالغة 32 سنة أتابع بكل هذا النهم والشغف والحرص انتخابات لاتحاد قاري كما فعلت مع انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. ومثلي مثل غيري ذُهلت بالنتيجة النهائية ليس طبعا لفوز الشيخ سلمان بن إبراهيم فهو صرح قبل المعمعة بأن كل ما نقرأه في الصحف ونسمعه مع بقية المرشحين هو غير صحيح ولا ينطبق والمعطيات التي بين يديه وهو ما ثبت بالدليل القاطع أنه صحيح مائة بالمائة.. بل بحجم الخسارة الساحقة التي مُني بها منافسه المباشر الإماراتي يوسف السركال الذي التقيته شخصيا عشرات المرات واستضفته مرارا عبر «صدى الملاعب» وفي كل مرة كنت أراه يزداد ثقة أن الكرسي من نصيبه فإذا به ينال ستة أصوات فقط من أصل 46، ذهب منها 33 للشيخ سلمان و7 للتايلندي ماكودي الذي فهمت أنه في جيب السركال رغم تفاجئه بترشحه الذي لم يكن لا على البال ولا على الخاطر.. وهو ما عبر عنه السركال بقوله إنه كان يتوقع أن تكون هناك مفاجآت اللحظات الأخيرة ولكنه قالها صريحة لا لبس فيها إنه لم يكن يتوقع مثل هذه النتيجة ؟؟؟ حتى رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة كان هو الآخر واضحا عندما قال إنه توقع فوز أحد الإثنين ولكنه لم يتوقع هذا الفارق الرهيب في الأصوات ووصف ما حدث للسركال بأنه طعنة في الظهر.. وهي بلا شك طعنة قاسية لأن الرجل كان يعتقد أن لديه على الأقل 15 صوتا مضمونا وكان يشتغل على بقية الأصوات وعاد أكثر من مرتاح بعد لقائه في زيوريخ برئيس الفيفا سيب بلاتر الذي كان من مناصري الصيني جي لونغ والذي خرج مبكرا بعدما لم ترشحه حتى بلاده لمعرفتها أنها معركة خاسرة ومن ثم قيل إن الشقيقين الشيخين أحمد وطلال الفهد اللذين دعما حملة الشيخ سلمان علانية وبكل ضراوة كانا أيضا يدعمان الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي سينافس بلاتر على رئاسة الفيفا ولهذا اعتقد الكثيرون أن ثقل بلاتر سيرميه وراء السركال وهو ما أثبت عدم جدواه إما لضعف بلاتر أو لقوة تكتيك كل من يقف من الشيخ سلمان... من تواجد هناك في ماليزيا لمس أن ما جرى كان حربا طاحنة أكثر منها عملية انتخابية.. وقطر خرجت هي الأخرى خاسرة مرشحها حسن الذوادي الذي تنافس أيضا مع الشيخ سلمان فنال الذوادي فقط 18 صوتا مقابل 28 للرئيس الذي يسعى لأن يكون مقعد الفيفا تلقائيا لرئيس الاتحاد القاري ولا أعرف إن حاول القطريون التنسيق معه أو مع التايلندي أو الإماراتي ولكني أعرف النتيجة النهائية علما بأن الشيخ حمد قالها صريحة قبل الانتخابات «إن قطر ستصوت لقطر» أي أنها مع مصالحها حصرا لا بل قال بو خليفة إن الأواصر الإسلامية أقوى من أواصر العروبة وأنا شخصيا مع كامل احترامي للجميع أرى أن أواصر المصلحة هي الأساس في أية عملية انتخابية بعيدا عن الشعارات الطنانة الرنانة حتى يُخيل لي أن أحدنا يمكن أن يتحالف مع الشيطان ليُحقق مبتغاه... ألف مليون مبروك للشيخ سلمان بن إبراهيم كرسي الرئاسة وأتمنى أن يطوي الجميع صفحة الخلافات لأن آسيا ستكون الضحية ولو طووها ستكون آسيا هي المنتصرة. [email protected]