# تماماً كالبيانات الحربيه الطارئه..,يصدر البيان رقم واحد من عش الزوجيه بعد أيام قلائل من الزفاف.لهذا فى العاده لا يكون دقيقاً ويفتقر للموضوعيه وبه القليل من المبالغه والتمويه. ومثلما تفعل الجيوش ذلك لتضليل العدو يفعل الزوجين ذلك لدعم الروح المعنويه وبث الطمأنينه فى نفوس الأسر والأهل والأصدقاء. وربما لإغاظة العوازل وتكدير الحساد والمنافسين القدامى. وهو فى العاده يجئ بعبارات ورديه متفائله معظمها لا يخرج عن مدح الشريك والتأكيد على ثقتنا المطلقه فى حبه لنا وسعادتنا معه وتفانيه فى سبيل إرضاءنا وقناعتنا المطلقه بأن إختيارنا كان صحيحاً مئه بالمئه وأنه الأنسب والأجمل والأفضل!! # والذين مروا بالتجربه يعلمون أن العروسين يتعرضان فى الأسابيع الأخيره قبل الزواج لضغوط نفسيه وبدنيه كبيره, يضاف إليها أعباء الزواج وتجهيزاته وليلة الزفاف وإرهاقها وتكاليفها الكثيره..كل ذلك نحتمله بصبر على أمل أن يكون الأمر يستحق...والحياة الزوجيه تستقبلنا ونحن لا نملك سوى بعض الأسقف لأشواقنا والعديد من الأفكار والمعتقدات القائمه على المشاهده والإستماع دون تجربه حقيقيه ونمنى النفس بأن يكون نصيبنا من هذا القدر طيباً وسعيداً.كل ذلك يجعلنا متحمسين لإطلاق التصريحات الإيجابيه منذ اليوم الأول لنؤكد أننا إجتزنا الإمتحان بنجاح رغم أنها نتيجه مبكره جداً. # وهذا البيان الأول يتضمن غالباً تقرير كامل عن نسبة الإنسجام الحميم بين الزوجين ! وكأن العروس تريد أن تؤكد تمام فحولة زوجها بينما يرغب العريس بأعلان عفاف زوجته وتمام أنوثتها, رغم أن الحقائق لا تكون قد تبدت حينها كما يجب . وإذا تروينا قليلاً سنكتشف أنه سرعان ما تتغير محتويات ذلك البيان بعد مرور بعض الوقت ..فإما توافق وإنسجام وإما تنافر وإنهزام.فالإنطباع الأول القائم على الإنبهار والفرح والمتعه والاحلام قد لا يمضى على ذات الوتيره حالما نزل الإعتياد والإلفه الى واقع حياواتنا الزوجيه وإنطفأ بريق الغموض واللهفه . # هذا كله يجعل من الصعب الحكم على صحة البيان , وإذا تجاوزناه وإنتظرنا البيانات اللاحقه الصادره من غرفة النوم أو المعيشه أو المطبخ ربما تكون متباينه كلياً أو نسبياً, ولا يعنى هذا قطعاً فقدان الأمل فى حياة زوجيه موفقه..ولكننا وددنا أن نقول أن الزواج ليس دائماً وردياً ولا يستمر على ذات النسق ولا بحماس البدايات وإندفاعها . على أمل أن تجد القارئه العزيزه (أ.م) بعض الفائده فى ما ذهبنا اليه .لا سيما وأنها قد توسمت فينا الخير رغم قصور كعبنا فى الخبره الإجتماعيه أو الصحه النفسيه.ولكن التجربه علمتنى أن أفسح المجال للصداقه فى حياتى الزوجيه بكل ما يجب أن تتسم به الصداقه من وضوح وتجرد وحوار وتقدير للأوضاع وتسامح ووفاء. فليس هناك زواج يمضى على ذات الوتيره, وليس علينا أن نتلااجع عن الأحكام التى أطلقناها للآخرين عن شركاء حياتنا فى البدايه ورفعناهم درجه. فنحن لم نكذب ..ولكن ربما تسرعنا فى إطلاق الأحكام لدوافع عاطفيه بعيده عن التقدير الحكيم للأوضاع. # عليه يا عزيزتى..ارجو الا تحكمى على علاقتك بزوجك بالفشل فقط لانها كانت دون طموحك...فالورود والقبلات التى ترينها فى المسلسلات التركيه لا توجد حتى فى تركيا نفسها. والفهم المقدس والعميق للزواج لا يحدده فراش الزوجيه وحده.وكثيراً ما لا يكون هو الأولويه ولكنه طريقه للإعراب عن التفضيل والإصطفاء ووسيله للتواصل والحوار والتكاثر. إمنحى الفرصه لمشاعرك كى تراوح غرفة نومك.. ووسعى دائرة إهتماماتك ونشاطك..وأبحثى عن وسيله للتواصل الإنسانى مع زوجك الذى قد يكون بدوره منزعجاً من محدودية وجوده فى حياتك... فأنتى وحدك التى يمكنك أن تحولى البيان الأول فى حياتك الزوجيه الى سياسه دائمه.مع أمنياتى بالتوفيق. # تلويح: فى الحياة الزوجيه لا مكان للأحكام العسكريه...قد تكون الديمقراطيه أفضل. إندياح - صحيفة اليوم التالي