ما عاد تعريف الحبّ اليوم « اثنان ينظران في الاتّجاه نفسه » بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه ، ولا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نحبّ ، بل في تلقّي رسالة هاتفيّة منه . ماتت الأحاسيس العاطفيّة الكبيرة ، بسبب تلك « الأفراح التكنولوجيّة » الصغيرة التي تأتي وتختفي بزرّ ، منذ سلّمنا مصيرنا العاطفي للآلات . انتهى زمن الانتظار الجميل لساعي البريد . صندوق البريد الذي نحتفظ بمفتاحه سرًّا ، ونسابق الأهل لفتحه . الرسائل التي نحفظها عن ظهر قلب ونخفيها لسنوات ، الأعذار التي نجدها لحبيب تأخّرت رسالته أو لم يكتب إلينا . اليوم ندري أنّ رسالته لم تته.. ولا هي تأخّرت . صار بإمكان المحبّ أن يحسب بالدقائق وقت الصمت المهين بين رسالة.. والردّ عليها ! [ من كتاب " نسيان.كم " ] الكاتب : أحلام مستغانمي