على الرغم من قرر الاتحاد الأوروبي إعادة فرض عقوبات على سبعة مصارف إيرانية وعلى مواطن إيراني بشبهة تورطهم في البرنامج النووي الإيراني، فإن الجولة المقبلة للمحادثات السداسية المقررة في سويسرا في العشرين من نوفمبر الجاري ستكون حاسمة بشأن التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب بخصوص برنامجها النووي، والقرار الأوروبي الذي اتخذ خلال اجتماع لوزراء مالية دول الاتحاد في بروكسل دون التصويت عليه، سارع مصدر دبلوماسي أوروبي تحدث لموقع دوتش فيلا الإخباري الألماني قائلا "هذا القرار دوافعه قانونية مرتبطة بحكم أصدرته محكمة الاتحاد الأوروبي في 6 سبتمبر وليست له أي مدلولات سياسية خاصة"، ويبدو الموقف الأوربي من تجديد العقوبات حتى ولو تم تجريدها من المدلولات السياسية مغايرا لموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي دعا الكونغرس إلى عدم فرض عقوبات جديدة على إيران وفسح المجال لها لإثبات جدية التزامها في المفاوضات النووية وكان أوباما صرح بأنه "إذا أردنا فعلا تسوية هذه القضية دبلوماسياً، فلا سبب لإضافة عقوبات جديدة إلى تلك الموجودة". الموقفان الأوربي والأمريكي وما يظهر من تناقض بينهما سيتم اختبارهما في جولة التفاوض المقبلة التي يراهن عليها الكثير من أطراف الحوار النووي الإيراني بأنها ستكون الحاسمة وأن اتفاقا وشيكا بات على الطاولة حيث قال مسؤول أمريكي إن القوى الكبرى تقترب من إبرام اتفاق مبدئي مع إيران بشأن برنامجها النووي، أعلن مسؤول أمريكي طالبا من الصحفيين عدم ذكر اسمه أنه "من الممكن" التوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي خلال المحادثات المقبلة المقررة في جنيف ابتداء من العشرين من الشهر الجاري، مشيرا في الوقت نفسه إلى استمرار وجود خلافات. إعلان المسؤول الأمريكي عن قرب التوصل إلى اتفاق يعضده التفاؤل الذي عبر عنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنه متفائل قبيل الجولة المقبلة، مكرراً أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها النووية. التحدي الأكبر أمام التوصل إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني هو التحركات الإسرائيلية من أجل عرقلة هذا الاتفاق ويخشى مراقبون أن يفلح رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو في مساعيه لإقناع ضيفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يبدأ اليوم الأحد زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لبحث الملف الإيراني وعملية السلام المتعثرة. وعشية الزيارة دعا نتنياهو فرنسا إلى عدم «التراجع» عن موقفها من إيران وقال في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الصادرة أمس السبت «نأمل ألا تتراجع فرنسا». ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الجولة المقبلة للمحادثات السداسية المقررة في سويسرا في العشرين من نوفمبر الجاري إلى جانب كبار المسؤولين في وزارات خارجية القوى الست الكبرى وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي