ذات مطر.. جاء صوته على الهاتف . وبرغم البرد ، بدا وكأنه خلع معطفه وهو يسألها : - كيف أنتِ ؟ أما زال لكِ ذلك الولاء للمطر؟ ولم تدرِ ، أكان لا بدّ أن تستنتج أنّ في أسئلته عودة إلى حبها ، أم أن المطر هو الذي عاد به إليها ؟ فهي لم تنسَ قوله مرّة " الأسئلة توّرطٌ عشقيّ " . تماماً كما تذكر ذلك الموعد الذي جمعهما مرّة في سيارته ، بينما كان المطر يهطل بغزارة . اكتشفت يومها جمال أن يكونا عاشقين ، لا عنوان لها سوى مسكن عابر للحبّ ، له حميمية سيّارة.. في لحظة ممطرة . كانت تشعر أنهما أخيراً وحيدان . ومختبئان عن كل الناس . يغطيهما ستار من الأمطار المنزلقة على زجاج النافذة . يومها كانت تريد أن تقول له أشياء لا تقال إلا في لحظة كتلك . ولكنه أوقف سيّارته إلى جانب الرصيف . وكأنه يوقف اندفاعها بين جملتين . وقال وهو يشعل سيجارة : - لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات.. فالصمت أمام المطر أجمل . [ من رواية " فوضى الحواس " ] الكاتب : أحلام مستغانمي