أزمة سياسية وأمنية حادة تشهدها نيجيريا حاليا تهدد بزعزعة استقرار منطقة الغرب الأفريقي عموما لما لدى نيجيريا من ثقل اقتصادي وسياسي في المنطقة، وفي القارة عموما. ففي الوقت الذي ابتعث فيه الرئيس جونسان غودلاك مبعوثا خاصا إلى جوبا للمساهمة في حل الأزمة الناشبة في جنوب السودان كانت ألسنة الحريق تطال جونسان نفسه، حيث تفاقمت الأزمة داخل حزبه مع انشقاق الآلاف من أعضاء حزب الشعب الديمقراطي الحاكم، وانضمامهم إلى صفوف المعارضة بهدف إحراج حكومة الرئيس جونسان قبل انتخابات الرئاسة في العام 2015، وذكرت وسائل الإعلام النجيرية أمس أن 3 آلاف عضو بولاية (كوارا) انضموا إلى حزب المؤتمر التقدمي المعارض، بالإضافة إلى الآلاف من الولايات الأخري الأمر الذي يبدد آمال الرئيس النيجيري جونسان في الحصول على فترة رئاسية جديدة في المقبلة. جهود ترميم البيت الداخلي لحزب الشعب الديمقراطي الحاكم قبل الانتخابات المقبلة قد تدفع الرئيس جونسان القبول بوساطة الرئيس النيجيري الأسبق اوليسيجن اوباسانجو الذي يملك الكثير من مفاتيح حل الأزمة رغم الهوة التي تفصل الرجلين بسبب الاتهامات المباشرة من أوباسانجو للرئيس جونسان بالتورط في قضايا فساد وتدريب قناصة قبل الانتخابات الرئاسية، وفي لائحة طويلة من الاتهامات تضمنها خطاب نشر على نطاق واسع بابوجا مكون 18 صفحة قال ابوسانجو لقد خان جونسان الله والشعب الذي انتخبه واستمر في سياسة الأنانية التي تعلمها من أشخاص أنانيين، مؤكد أن سياسة الرئيس جوناثان تؤدي إلى المزيد من الخلافات التي ادت بالفعل إلى تمزيق حزب الشعب الديمقراطي الحاكم. الاتهامات التي نفاها جونسان بشدة ساهمت في تاجيج الصراع داخل أروقة الحزب الحاكم وانتهت إلى هذا الخروج الكبير لأعضاء الحزب والانضمام إلى المعارضة ما يشكل انتكاسة كبري للحزب وهو مقبل على الانتخابات الرئاسية بعد عام تقريبا، والرئيس جونسان فشل في الايفاد بوعوده للشعب من خلال محاربة الفساد بجانب خوضه الآن حربا تستنزف الموارد والبشر في مواجهة جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة. الانتقادات لسياسة جونسان لم تقتصر فقط على الرئيس الأسبق اوباسانجو فقد نقلت صحيفة (ذس داي) النيجيرية عن السياسي الشهير جنيد محمد القول إن الدماء ستسيل في نيجيريا، إذا قرر الرئيس جونسان الترشح لفترة رئاسية ثانية، ولكن السياسي النيجريي أنكر لاحقا تلك التصريحات أمام تحقيقات المخابرات النيجيرية، بينما أثارت تلك التصحريات المتراجع عنها جدلا واسعا في أوساط الشعب النيجيري بسبب الأداء غير المقنع للرئيس جونسان داخليا، وكذلك خارجيا، خصوصا التقارب بينه والحكومة الإسرائيلية التي بات يجنح إليها لأسباب دينية وسياسية لطلب الدعم لمحاربة جماعة بوكو حرام العالم الآن : صحيفة اليوم التالي