الأستاذ حسين خوجلي وعبر برنامجه اليومي في فضائية أمدرمان.. علق على (مانشيت) إحدى الصحف الذي ينسب للسيد صديق الصادق المهدي قوله إن الحكومة السودانية في ذمتها خمسة ملايين دولار من أموال الحزب.. حسين طرح سؤالاً جوهرياً عن حقيقة مطالبات آل المهدي وكم هو الرقم النهائي.. وأشار إلى قضية تعويضات آلِ المهدي التي أثارتها صحيفة ألوان في الثمانينيات.. يبدو وعلى الفور أن تعليق حسين خوجلي أثار (ثورة منك خانها الجلد) على رأي شاعرنا العباسي في أغنية الطيب عبد الله (يا فتاتي).. خطيب مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي أفرد خطبة الجمعة ليرد على حسين.. ثم صدر بيان إعلاني في الصحف بلغة حادة وزاجرة.. ثم أخيراً انبرى السيد الصادق المهدي (شخصياً) في حوارات صحفية للرد.. وتجاوز الموضوع إلى الشخص.. فطرحاً سؤالا من قبيل (من أين لك هذا؟) على حسين خوجلي.. الذي حسب تعبير الإمام من (دكيكين) قطاعي إلى امتلاك (وزارة إعلام) كاملة بصحف وإذاعة وفضائية.. في تقديري أنه لا أحد يشكك في الذمة المالية للسيد الصادق المهدي.. مهما كان عداؤه.. فطهارة اليد واللسان والجنان.. عند الصادق المهدي ليست محل نظر أو خلاف في الشارع السوداني.. ويكفي أنه السياسي النادر الذي تظل أبواب بيته مفتوحة على مصراعيها بدون سؤال أو حتى نظرة شك للداخلين.. لكن مع ذلك ففي تقديري أن تساؤلات حسين خوجلي ليست اتهامية بقدر ما هي استيضاحية.. وتأكد ذلك في الحوار الصحفي الذي أجراه الأستاذ ضياء الدين بلال في صحيفة السوداني أمس: السيد الصادق ذكرت أن حزب الأمة له في ذمة الحكومة (49) مليار جنيه.. سأله ضياء هل تسلم أموالاً من الحكومة؟.. رد المهدي بالإيجاب.. لاحقه ضياء: كم استلم من الحكومة؟.. فلم يتفضل السيد الصادق بإجابة.. هنا يكون السيد الصادق في نفس المسار الذي تحدث فيه حسين خوجلي فجلب عليه الشدائد.. لكن حسين كان يسأل عن المتبقي لحزب الأمة في ذمة الحكومة.. وطالما ليس بالإمكان معرفة كم استلم الحزب.. فلن يكون ممكناً معرفة كم تبقى له.. على كل حال.. المسألة حملت أكثر مما تحتمل.. فلا الصادق متهم في ذمته.. ولا حسين تجاوز الأدب في استفساراته.. وربما المعركة كلها ناتجة لحساسيات سابقة منذ الثمانينيات حيث كانت صحيفة ألوان وشقيقتها الراية تشنان حرباً غير موضوعية وجارحة لحد الإسفاف ضد السيد الصادق المهدي.. في تقديري.. يكفي هذه المعركة حتى هنا.. فالوطن المأزوم متخم بالقضايا المصيرية العاجلة التي تتطلب التركيز عليها.. ومثل هذه المواجهات تصرف الناس عن هموم لا تنتظر وقت الفراغ. حديث المدينة - صحيفة اليوم التالي [email protected]