ثلاثة أحداث مهمة عشتها مثلما عاشها الملايين في بلادنا على المستوى المحلي، أبرزها وأكبرها وأعظمها أثراً مباشراً على حياة الناس، اللقاء التشاوري مع القوى السياسية الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية وصولاً لمؤتمر الحوار الوطني، وأهم ما في ذلك اللقاء مخرجاته وانفعال المشاركين فيه بالحدث الكبير الذي لم يغب عنه إلا قلة قليلة، نأمل أن تلحق بالركب. والمخرجات في مجملها هي (الحريات) وفي تفصيلاتها تتمثل في النشاط الحزبي المفتوح دون قيد ولا شرط إلا من نصوص القانون، ثم توسيع المشاركة الإعلامية وتعزيز حرية الإعلام بما يمكن أجهزة الإعلام والصحافة من أداء دورها في إنجاح الحوار الوطني، ثم إطلاق سراح الموقوفين السياسيين الذين لم تثبت عليهم بعد التحقيق تهمة جنائية في حق عام أو خاص، ثم إعلان الحكومة التزامها واستعدادها لتمكين الحركات حاملة السلاح من المشاركة في هذا الحوار الجامع، مع تعهد الحكومة بمنح تلك الحركات الضمانات المناسبة والكافية للحضور والمشاركة. خطاب السيد رئيس الجمهورية كان فاتحة خير لا يمكن أن يرفضها خصم سياسي أو منافس، ونرى أنها سوف تؤتي أكلها قريباً جداً، خاصة من قبل الذين لم يدخلوا من باب الحوار ملبين الدعوة، لأنهم قرروا أن يتدارسوا الخطاب ويقرروا بشأنه. الحدث الثاني والثالث ارتبط بفئة الشباب والطلاب، أحدهما ارتبط بالطلاب على المستوى الاتحادي ثم على مستوى ولاية الخرطوم حول العمل الصيفي، والآخر ارتبط بالتشغيل في ولاية الخرطوم. وهذا الأخير تبدأ فعالياته مساء اليوم عند السابعة مساء في الساحة الخضراء، ويفتتحه السيد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، من خلال الإعلان عن انطلاقة مهرجان التشغيل الثالث، والذي يهدف إلى نشر وتشجيع ثقافة الإنتاج وتفعيل برامج التمويل الأصغر، وهي برامج يرعاها الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم وتشرف عليها الدكتورة أمل البكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بالولاية، والتي تراهن على نجاح هذا العمل الكبير وتهتم به وتقود مبادراته في مواجهة التحدي الأكبر بتشغيل مائة ألف شاب وشابة من خلال تفعيل برامج التمويل الأصغر، وتشرفت كثيراً بأن كنت عضواً في اللجنة العليا لذلك المهرجان، والتي يرأسها المهندس صديق الشيخ نائب والي الخرطوم. أما طلاب ولاية الخرطوم فقد اهتم اتحادهم العام (دورة 2013-2015م) ببرنامج العمل الصيفي ووضعوا الخطط والبرامج لإنجاح عملهم الكبير، تحت شعار (يا وطني.. يا بلد أحبابي) تحت رعاية السيد الوالي رئيس اللجنة العليا للعمل الصيفي. هذه الأعمال ستتحدث - بلا شك - عن نفسها، وبالنسبة لكثيرين هي تعني أن (التغيير) قادم لا محالة، وأنه يبدأ من بين أبنائنا وشبابنا، ويبدأ بهم وسيكون قطعاً إلى الأفضل. ورسالتنا اليوم لكل (آباء) الأحزاب و(رعاتها) أن يمنحوا الشباب الفرصة للتقدم بالأفكار والسواعد، وأن يجعلوهم في مقدمة الصفوف، إذ لا يعقل أن يكون ثمانون بالمائة من السودانيين في سن الشباب.. ويتحكم في شأنهم من ظلوا يتحكمون في أمور البلاد لقرابة الستين عاماً.. أمنحوهم الفرصة حتى نتغير إلى الأفضل.. يرحمكم الله. بعد ومسافة - آخر لحظة [email protected]