وأمريكا تجعل يوغندا في جوفها الآن. وموسفيني يجعل نصف إفريقيا الشرقية في جوفه.. ومن بينها جنوب السودان وسلفا. وسلفا يهبط الخرطوم لأنه يريد السودان في جوفه. ومصر في جوبا الآن للمشروع ذاته.. لأنها تريد النيل في جوفها. «2» وموسفيني الذي في السنوات الأخيرة يرسل قواته إلى الكونغو ورواندا والصومال وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى وإلى كل مكان، موسفيني هذا يسارع من إيقاعه الآن لأنه يشعر أن حسم مشروعه يقترب. وموسفيني مشروعه هو جنوب السودان ثم السودان للوصول إلى البحر الأحمر من هنا ثم إفريقيا الوسطى من هناك ثم تشاد وليبيا للوصول إلى البحر الآخر. ليصبح هو رجل العالم في إفريقيا. موسفيني مشروعه القديم هو هذا. «3» وكل شيء يتسارع. ووزير دفاع سلفا كير الذي يهبط الخرطوم أخيراً ثم يلحق بالقاهرة كان يبحث عن السلاح. والرجل الذي يعرف أنه لا يستطيع أن يبحث عن الخرطوم والقاهرة معاً يذهب إلى المخادعة. وسلفا كير الذي يتلقى مقاطعة أمريكية «تصدر في لحظة وصوله إلى الخرطوم»..! يعرف أن أمريكا التي لا تريده ولا تريد مشار إنما تتجه إلى أولاد قرنق. وسلفا يسابق الضربة. «4» وفي الجنوب الآن هناك مشار وجيشه غرب ملكال.. وسلفا وجيشه شرق ملكال. وملكال خاوية تتجارى في دروبها الكلاب. وبور على شرقها جيش سلفا وغربها جيش مشار ومشار ينظر إلى أعلى يسابق الصيف الراحل.. وسلفا ينظر إلى أعلى يسابق الخريف المقترب. ومشار إن هو بقي في أعالي النيل أصبح الخريف خندقه الذي يمنع دبابات سلفا. وسلفا إن هو بقي حتى الخريف دون حسم للأمر غرق في تناقضات تتمدد الآن ومن بينها تمرد الإستوائية. وموسفيني الذي يهبط جوبا الشهر الماضي يلمح لمشار في غيظ بأن من يقتل جون قرنق لا يعجز عن قتل مشار. وموسفيني من هنا يجعل سلفا كير يشعر أنه لا طعام ولا سلاح إلا من يوغندا.. بينما مشار/ في الحديث بين سلفا وموسفيني/.. هو رجل يعيش في منطقة أعالي النيل. وأعالي النيل مفتوحة على الشمال وعلى غيره. وموسفيني وسلفا كلاهما يسابق الآن شيئاً. وسلفا كير يجري بعنف للهروب من مشنقة تضيق وتضيق. و«60 %» من نفط الجنوب الآن يذهب إلى جيب موسفيني. و«10 %» تذهب إلى الجبهة الثورية. ومثلها يذهب إلى الإستوائيين / الخطر القادم/ فالإستوائيون يقولون الآن علناً إن الدينكا.. الذين لم يتركوا قبيلة لم يضربوها.. يتحولون ضدهم حتماً إن هم انتصروا على مشار. والإستوائيون يعدون للقتال.. وياوياو يرفع علم تمرده على نصف السارية ويطلب حكم البيبور وسلفا كير يجلعها لعدوه «بابابيدان» وياوياو يعلن التمرد. هذا من الجنوب.. وأخريات من الشمال والشرق كلها أشياء تبحث عن مقعد لها في حوار الخرطوم الآن. والخرطوم تنظر الآن إلى فرنسا وإبادة معلنة في إفريقيا الوسطى ترصف طريق فرنسا إلى تشاد وإلى مشروع فرنسي ضخم في المنطقة. والسودان جزء منه. والرصف الفرنسي يمشي عليه مشروع موسفيني إلى تشاد وليبيا. ومصر تسابق سد النهضة ومخابراتها تقيم الآن في جوبا.. تبحث عن طريق لصناعة فئران سد مأرب.. لإطلاقها تحت سد النهضة. وديبي وحوار أم جرس و.. و حوار في الخليج وغيره. وليس مدهشاً أن زحاماً من الجهات.. من داخل وخارج السودان.. كلها تزحف تحت مقاعد قاعة الصداقة بالطريقة ذاتها.. طريقة فئران السد. والخرطوم تشعر أنها الآن تصوب الرصاصة الوحيدة .. تصوبها للأسد المهاجم. فإن هي أخطأت...!!! آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]