* اطلعت على مقال بالغراء (الخرطوم) للكاتب ياسين حسن بشير الثلاثاء الماضي. * بعنوان (مقابر الصحفيين) * يستنكر فيه كاتبه إسكان الصحفيين ب (الوادي الأخضر).. * وهو الأبعد عن (الخضرة) بيد أننا لن نقول والماء والوجه الحسن.. * يستنكر بأنه إسكان قاحل وبائس ويصعب الوصول إليه. * ويضيع جهد الصحفي في التنقل ما بين المنزل ومكان عمله. * حتى إن امتلك الصحفي عربة فمن أين له (حق) الوقود والصيانة؟ * والزميل ياسين يكاد يقع في المفارقة بأن هناك أبراجاً شيدت في قلب المدينة لإسكان بعض منسوبي الدوائر الحكومية بينما تم اختيار إسكان الصحفيين في هذه البقعة النائية البائسة! * التي سماها الكاتب (مقبرة الصحفيين)! * ونقول للكاتب ياسين إن الحظ العاثر هو الذي أوقع بعض زملائنا من الصحفيين ليصبحوا من قاطني هذا الوادي الذي هو غير ذي زرع. * اذ هناك بعض آخر ابتسم له الحظ ووجد نفسه في إسكان الصحفيين بالحارة (100) أو امتداد الحارة (75) بأم درمان. * ولا ندري ماذا نقول عن إسكان الصحفيين ب (الصفيراء)؟ * ويقترح ياسين أن تشيد (أبراج) في وسط المدينة وتملك كشقق صغيرة للصحفيين بضمان (المؤسسة الإعلامية). * ونزعم أن حكاية (ضمان المؤسسة الإعلامية) هي مربط الفرس بل ومربط كل من مشى على (أربع) ومن مشى على اثنين! * لأن المؤسسات الإعلامية لدينا.. نعني بها المؤسسات الصحفية – هي عبارة عن رمال متحركة. * فبعضها يصادفها (النجاح) ولكن هذا (النجاح) لا يشكل استمرارية في مسارها، إذ ينقطع جريانه بعد (خمس) سنوات على الأكثر وتبدأ في التراجع. * مسألة أخري.. قليل من الزملاء الصحفيين (يستمرون) في مؤسسة صحفية لفترة طويلة. * إذ أن معظمهم مصابون بجرثومة (القلق) و(طموح) الانتقال والتجديد * وبعض المؤسسات الصحفية (تطفش) منسوبيها للمعاملة غير الكريمة أدبياً ومادياً. * تلك (المنغصات) تجعل صندوق الإسكان والتعمير والبنوك السودانية غير (واثقة) في حكاية (الضمان)!! * إن تعبير (مقابر الصحفيين) يقودني إلى تساؤل مشروع: * هل في الخطط الإسكانية عامة هناك مساحة تفرد ك(مقابر) فيها؟ * ربنا يعطي طولة العمر للجميع ولكن.. * حتى المجمعات السكنية التي تقوم (كأبراج) وفي مساحات شاسعة. * يتم الإعلان فيها عن شوارع مسفلتة ومدارس ومشاتل ومواقف للسيارات و(مولات) ومراكز أمنية ومستشفيات. * ولم يتجرأ أي مجمع سكني أن يعلن أن به مساحة (مقابر)!! * وتحضرني الطرفة التي تقول إن هناك (عزاء) أرسل إلى إحدى الصحف.. * وفيه أن (المرحوم) سوف يدفن في مقابر (كذا) * ولكن من كتب العزاء أضاف ملاحظة قصد بها (الصحيفة) وهي (إن وجد له مكان)! * ولم ينتبه المحرر لأن عبارة (إن وجد له مكان) مقصود منها إن وجد لهذا العزاء (مكان) للنشر. * فكان أن نشرت التعزية (سوف يدفن المرحوم في مقابر"........" إن جد له مكان)! * فهل نجد لزملائنا وزميلاتنا في المجال الصحفي (القادمين) (مكانا) في أبراج مشيدة لإسكانهم؟ * رحمة بهم من (الأخضر) و(الصفيراء) وبلا.. مقابر! * اتكاءة: قال البطحاني: بعد قابورة الصيف جا همبريب نسامك. صورة وسهم - صحيفة اليوم التالي