يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا الثلاثاء جولة آسيوية يزور خلالها كلا من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين، وهي الجولة الخامسة له منذ وصوله البيت الأبيض، ومن المقرر أن يجري الرئيس أوباما خلال الجولة التي ستستمر أسبوعا محادثات مع قادة الدول الأربع حول تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في مجال التعاون التجاري. الملاحظة الأبرز في هذه الجولة أنها تؤكد اهتمام إدارة أوباما بالملف الآسيوي مقارنة بمنطقة الشرق الأوسط أو أفريقيا، فعدد الزيارات إلى المنطقتين العربية والأفريقية بالكاد تماثل عددها في التوجه إلى آسيا، فضلا على أن جولات أوباما إلى آسيا هي الأطول من حيث المدة الزمنية وتعدد المحطات والملفات، وهذا مؤشر إلى ما ذهبت إليه الكثير من التحيلات الصحافية سابقا أن الولاياتالمتحدة بصدد تحويل محور اهتماماتها فى السياسية الخارجية، وأن ثقل منطقة الشرق الأوسط بدأت يتراجع وما الاهتمام الأمريكي الأخير بملف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا محاولة لحسم عاجل للصراع الأكبر في المنطقة قبيل الانسحاب الأمريكي من المنطقة بعد التأكد من أمن حلفائها في الإقليم، خصوصا وأن منطقة الشرق الأوسط التي تمور بثورات الربيع العربي التي غيرت الخارطة السياسية للمنطقة تلك الخارطة التي كان النفوذ الأمريكي هو العامل الحاسم في تحديد معالمها، وبالتالي أصبح الواقع الجديد في المنطقة يفرض على الولاياتالمتحدة الانسحاب من المنطقة لإعادة تقييم وتقويم سياستها الخارجية بالمنطقة ريثما تستوعب وتتواءم مع المتغيرات الجديدة في المنطقة. الجولة الخامسة لأوباما في آسيا تكسب أهمية إضافية من تزامنها كذلك مع الأزمة الأوكرانية وسعي الولاياتالمتحدة والغرب لوضع حد لطموحات الدب الروسي، ولعل هذا يفهم من ما ذكرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أمس الأحد أن أوباما يولي جل اهتمامه على مسألة عزل روسيا من خلال قطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع العالم الخارجي ما يساهم في الحد من طموحاتها التوسعية ويجعلها دولة منبوذة، وبعد الإجماع الأوروبي خلف أمريكا بشأن العقوبات الاقتصادية على روسيا سوف يسعى الرئيس أوباما خلال الجولة الآسيوية إلى كسب الدول الآسيوية الحليفة إلى جانب المعركة ضد روسيا في أزمة أوكرانيا خصوصا اليابان التي تربطها علاقات اقتصادية مع روسيا وإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة. قبيل وصول أوباما إلى طوكيو قالت وكالة أنباء كيودو اليابانية نقلا عن مصادرها أن الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيؤكدان خلال القمة المشتركة بينهما يوم الخميس المقبل أن الدولتين الحليفتين لن تتسامحا مع أي محاولة لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه، وذلك في خطوة تهدف إلى تضييق المجال أمام الصينوروسيا بما يضمن عدم اتخاذهما لإجراءات غير مناسبة تكون لها نتائج خطيرة. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي