تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما بعودة الولاياتالمتحدة للعب دور نشط في منطقة آسيا-المحيط الهادئ, مؤكدا في الوقت نفسه أنها لا تسعى إلى «احتواء» الصين التي هي في اوج ازدهارها. وفي اليوم الثاني لجولته الآسيوية التي تقوده إلى سنغافورة والصين وكوريا الجنوبية القى اوباما في طوكيو خطابا مهما حول السياسة الخارجية أمام 1500 مدعو, فذكر بأن اهتمامه بآسيا-المحيط الهادي يعود إلى طفولته في هاواي واندونيسيا قبل ان يتحدث عن الصين القوة العظمى الأخرى في المنطقة التي سعى لطمأنتها بشأن النيات الاميركية. وقال : «ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى احتواء الصين وان علاقة عميقة مع الصين لا تعني أضعافا لتحالفاتنا الثنائية» مضيفا «على العكس فان بروز صين قوية ومزدهرة يمكن ان يكون قوة لمجموعة الدول». وأكد أوباما أن التوترات التي سيطرت على حقبة سلفه جورج بوش مع دول العالم, ولت وقال: حتى وان شاركت القوات الأميركية في حربين في العالم فإن التزامنا بأمن اليابان وأمن آسيا لا يتزعزع». وفي خصوص الملف النووي لكوريا الديمقراطية أكد اوباما ان الولاياتالمتحدة لن «تخيفها» تهديدات بيونغ يانغ لكنه اقترح في الوقت نفسه على حكومة كوريا الديمقراطية سلوك طريق اخرى. وقال: ثمة طريق اخرى يمكن سلوكها فالولاياتالمتحدة على استعداد لان تقدم لكوريا الديمقراطية مستقبلا مختلفا -مستقبلا في الاندماج الدولي والفرص الاقتصادية ومزيدا من الأمن والاحترام. واستطرد ان «الطريق لبلوغ ذلك واضح: استئناف المفاوضات السداسية «الولاياتالمتحدة الكوريتان الصين روسياواليابان» واحترام الالتزامات السابقة بما فيها العودة إلى معاهدة الحد من الانتشار النووي والنزع الكامل للسلاح النووي الذي يمكن التحقق منه في شبه الجزيرة الكورية». إلى ذلك مد اوباما يده ايضا إلى بورما من خلال اعتماد «سياسة جديدة» خصوصا ان العقوبات المفروضة على النظام العسكري «لم تسمح بتحسين حياة البورميين». لكنه حذر من ان «العقوبات الحالية ستبقى طالما لم يتحقق تقدم ملموس نحو اصلاح ديمقراطي» مطالبا في الوقت نفسه ب»الافراج من دون شروط عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي. في هذه الأثناء, دعا قادة منتدى آسيا والمحيط الهادئ «أبك» الولاياتالمتحدة لأن تكون أكثر نشاطاً وانفتاحاً إذا أرادت الحفاظ على نفوذها في هذا المنتدى. وأكد قادة أبك أنهم ينتظرون افعالا وخصوصا في موضوع الدولار الذي لفت وزراء المال في تايلاند ونيوزيلندا وتشيلي إلى ضعفه المستمر ما يؤثر سلبا على صادرات دولهم. ودعيت واشنطن أيضا إلى إعطاء ضمانات لمكافحة الحمائية. وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ان «الرئيس اوباما يواجه ضغوطا سياسية كبيرة تتناقض مع التبادل الحر» في إشارة إلى الضغوط التي يمارسها الكونغرس. وفي مقدمة العوامل التي تثير استياء شركاء الولاياتالمتحدة الترويج لشراء البضائع الاميركية الذي يواكب خطة النهوض بقيمة 787 مليار دولار. وتضاف إلى كل ذلك العديد من الخلافات الثنائية على غرار الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية أو التأخير في توقيع اتفاق التبادل الحر بين واشنطن وسيول. ودعا رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق اوباما إلى الاحتذاء بسلفه وقال: ما أعجبني في السياسة الخارجية للرئيس السابق جورج بوش أنها كانت تعطي الأولوية للتبادل الحر وأنا آمل ان تتكرر الرسالة نفسها. في هذه الأثناء تبدو زيارة أوباما إلى الصين الأهم في إطار جولته الآسيوية. ويبدأ أوباما زيارته الصينية من شانغهاي ثم ينتقل إلى العاصمة بكين ثم يتوجه إلى كوريا الجنوبية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون مهدت لزيارة أوباما للصين بلقاء مع نظيرها الصيني يانغ جيشي. وقال بيان في ختام اللقاء: إن الوزيرين متفقان على أن هناك فرصاً جديدة أمام العلاقات الصينية -الأميركية. وكان الرئيس الأميركي أكد في تموز الماضي ان العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين ستحدد طابع القرن الحادي والعشرين ما سيضعها بين أهم العلاقات الثنائية في العالم. وقبل بضعة أيام قال مساعد وزير الاقتصاد الأميركي لشؤون الطاقة والمسائل الزراعية روبرت هورماتس: لينجح ذلك فعلينا ان نعمل معاً معتبراً في الوقت نفسه ان التوتر وعدم التفاهم والخلافات بين الشركاء التجاريين الكبار أمر لا مفر منه.