والصادق والترابي والوطني والحوار وأفورقي.. وزحام.. هي شخصيات تبحث عن مؤلف. .. وأهل المسرح كانوا يرسمون ملامح كل شخصية.. ثم ينتظرون من المشاهد أن يقوم هو بتأليف الأحداث والمسرحية. .. والوطني الآن هو الشخصية التي (تتشالبها) الأحداث.. والسبب هو الحوار... الذي يجب ألا يتم أبداً. والصادق المهدي هو قائد حزب.. حزب بعض قياداته هي : الصادق الذي يقارب الوطني. ومريم الصادق التي تقود المعارضة. وابن الصادق المهدي الذي هو في القصر الجمهوري. ونصر الدين الهادي الذي هو مع العدل والمساواة. ومبارك الفاضل الذي.. وفلان الذي .. وفلان الذي.. من قادة الحزب ذي الملامح الغريبة. والصادق المهدي الذي يفاصل المعارضة الشهر الماضي ويلحق بالوطني.. ويفاصل الوطني الشهر هذا.. إلى درجة الاتهام بالمجازر بعض ملامحه هي : الأسبوع هذا الصادق يختار الاتهام الذي عجز مجلس الأمن عن إثباته ضد الوطني ويتبناه «بعد» عجز المجلس هذا. مما يعني شيئاً..!! و(شيئاً) هذه حين يذهب البعض لما يفسر معناها قريباً يقول : الصادق تاريخه السياسي كله ما يوجزه هو : الصادق يلحق بالحكومة = كل حكومة = فإن جعلته زعيماً.. وإلا انقلب عليها. مع المعارضة عام 1976 الصادق يفعل هذا. ومع المعارضة في أسمرا وجيبوتي.. ومع النميري أيام الاتحاد الاشتراكي.. والآن مع الإنقاذ. يتبع سراب الزعامة. .. والصادق يرصد مشروع الحوار الأسابيع الماضية ويجد أنه يفتقر إلى (الشخصية النجم).. والصادق يقفز إلى هناك.. .. ليفاجأ بظل الترابي يغطيه. والصادق يذهب إلى الطرف الآخر حيث (اللمعان) ويطلق اتهامه.. فالاتهام الذي يعجز مجلس الأمن عن إثباته لا يعجز عن إطلاق اللمعان. (2) الصادق إذن وحزبه إذن.. والآخرون من الشخصيات التي تحتاج إلى مؤلف هي التي تدير السودان الآن.. .. والمؤلفون = في أسلوب شخصيات تبحث عن مؤلف = يضعون للمشاهد نهاية محددة.. ويطلبون منه أن يعيد نسيج الشخصيات والأحداث بحيث تقود إلى النهاية هذه. .. والنهاية المطلوبة الآن التي تضعها جهات بعيدة هي : اغتيال الحوار.. والاغتيال هذا يكتمل بشيء بسيط .. أن ينساه الناس. والناس بالفعل.. وفي أسابيع ضجيج الفساد ينسون الحوار (قليلاً).. لكن الناس سوف ينسون الحوار (تماماً).. حين تطل الشخصية القادمة. .. أفورقي. (3) والسيد أفورقي .. والسيد (قبراب) مستشاره الأول.. والسيدة فلانة وشخصية مصرية وفلان وفلان هم شخصيات الخطوة القادمة. بينما الخطوة التي قدمت بالفعل هي مكتب سري للجبهة الثورية تقدمه حكومة أفورقي في معرض (أكسبو). والمكتب هذا يدير جيش الجبهة الثورية في منطقة (عيشات). .. وأربعة آلاف من جيش أفورقي في أم حجر.. وآلاف أخرى في القرية (81) وتمارات وعنتباي و... و. .. وهذا هين.. هين. لكن أسلحة تبلغ قيمتها مليار دولار تصل إلى أسمرا مع بداية توزيع قوات أفورقي هذه تجعل للأمر الهين هذا معنى آخر. وإسرائيل تقدم لأفورقي /حتى الثلاثاء الماضية/ أسلحة منها دبابات (62 و 72) وسنتوريوم المعدلة وعدد من طائرات ميج (نصفها ميج 29) والآخر (125). وزوارق حربية وسفينة رصد وطائرة استطلاع (إسكاي سكان). و.. و.. والدولارات المليار التي تسكب على الأسلحة كانت تصبح شيئاً مفهوماً لولا أن شيئاً صغيراً كان يجري في السودان الأسبوع الماضي. وشخصيات ضخمة جداً من أسمرا تهبط السودان تشكو من أن أسمرا تجوع وتظمأ.. وتطلب إطلاق الطعام من السودان.. والخرطوم تقول.. نعم. لكن أسمرا ترفض دفع قيمة ما يصل إليها.. وتصر على أن تحتفظ بالدولارات بعيداً. أسمرا تقدم العملة السودانية فقط.. للشراء. (4) .. ثم شيء لعله يحدث الأسابيع القادمة. .. والمسرحية تصبح شيئاً آخر بعد أن تقفز إلى المسرح المخابرات المصرية.. وإثيوبيا.. والسعودية.. وإيران.. و..و.. .. والشخصيات هذه تصل أصابعها إلى هدفها الذي تريده قبل أن تصل أقدامها إلى هناك. فالمطلوب هو .. أن يتوقف الحوار في الخرطوم.. وأن ينساه الناس. والهدف من إيقاف الحوار مفهوم. وليس مهماً أن يتوقف الحوار لكنه.. مهم جداً أن يسأل الناس «عن الخطوة القادمة» ما هي؟ آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]