الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع د. أسامة توفيق عضو الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني حول رؤاهم الإصلاحية:
نشر في الانتباهة يوم 22 - 07 - 2013

عمل أسامة علي توفيق بمنظمة الدعوة الإسلامية «17» عامًا أول طبيب مدني متطوعًا بالقوات المسلحة، وعمل بالجنوب زهاء ثمانية أعوام، ثم تم استدعاؤه من الخارج «1988» للتجهيز لانقلاب يونيو «1989»، حيث كُلِّف بأن يكون أمينًا للمكتب السياسي للجبهة الإسلامية بالولاية الشمالية، حصل على وسام الجدارة من الدرجة الأولى في العمل الجهادي، وكان مسؤول ملف الإستوائية الكبرى إبان استفتاء الجنوب «2011»..
في مكتبه بمباني الجمعية الطبية الإسلامية كان هذا الحوار مع دكتور أسامة علي توفيق عضو الحراك الإصلاحي بالمؤتمر الوطني بعيدًا عن مكتبه بدائرة تركيا والبلقان التي يتولى قيادتها صوريًا، فهو منذ أن تقلد أمرها قبل عامين ونصف وكل شيء يتعلق بها يجري تحت أقدامه دون أن يدري، وكذا بقية مؤسسات الحزب التي لا دور لها غير الفرجة، وهذا طرف من الأسباب التي دفعتهم للسعي طلبًا للإصلاح، ولما كان توفيق عضوًا بمنصة «السائحون» فلم يكن بالإمكان تجاوزهم لاسيما وأن الإصلاح هو القاسم المشترك كما يشيرون في حراكهم ومبادرتهم.. إلى تفاصيل الحوار:
بداية د. توفيق متى كانت بداية ونشأة الحراك الإصلاحي في المؤتمر الوطني؟
ليس هناك تاريخ محدد لنشأة هذا الحراك، فهو حركة ديناميكية موجودة وتطور نفسها يومًا بعد يوم حسب المستجدّات الداخليَّة للحزب والخارجيَّة، وبالنظر للتسلسل التاريخي للإنقاذ من دولة شرعيَّة ثوريَّة قابضة إلى شرعيَّة دستوريَّة وتطور الأحداث بالمفاصلة «1999» والصراع الذي كان داخل أجهزة الحركة الإسلاميَّة وانتقل للمؤسسة السياسيَّة أي المؤتمر الوطني تلا ذلك نيفاشا بدستورها وأخيرًا انفصال الجنوب، تلك محطات هامَّة جدًا تؤثر على تاريخ المؤسسات الحزبية والتنفيذية فالأولى ظلت راكدة ولم تطور نفسها لتواكب تلك المتغيرات وحدث ما كنا نخشاه وهو دمج الحزب مع الدولة وهذه تجربة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية نتيجتها أن انهيار الدولة يؤدي إلى انهيار الحزب والعكس صحيح، فبعد أقل من عام على سقوط الاتحاد السوفيتي أصبح لا وجود للحزب ونفس التجربة تبدو ماثلة لدينا اليوم حيث الوالي هو رئيس الحزب بالولاية والأمين العام للحركة الإسلامية مما أدى لانعدام الأجهزة الإستراتيجية في المؤسسات الحزبية وهي المنوط بها وضع الخطط والمتابعة والتقييم وبالتالي انعدمت أجهزة المحاسبة واستشرى الفساد وعم مفاصل الدولة.
هل هذا ما يحدث في السودان الآن؟
أيوة. الجنوب انفصل، دارفور اصبحت في وضع سيئ جدًا وعلى وشك أن تكرر سيناريو الجنوب حركات مسلحة ورفض للرأي الآخر وهناك الجنوب الجغرافي الجديد «النيل الأزرق وجنوب كردفان» الذي اشتعلت فيه الحرب مرة أخرى لكل تلك الدواعي تنادى نفر من المخلصين في الحزب يدعون للإصلاح، والدعوة ليست جديدة، فهي قديمة وكنا ننادي للإصلاح المؤسسي لمجابهة هذه المتغيرات.
سمِّ لنا قيادات واضحة للحراك.
هناك د. غازي صلاح الدين وحسن رزق وعبد الرحمن سيد أحمد رئيس مجلس شورى الخرطوم للحركة الإسلاميَّة ومحمد الطاهر أبو كلابيش وعضو مجلس قيادة الثورة صلاح كرار ومحمد عبد الله شيخ إدريس والعميد معاش محمد إبراهيم الجليل وكنا جميعًا ننادي بالإصلاح ولكن على غير تجانس ولكننا في العام الحالي حصل تنظيم لهذه الأصوات فيما سُمِّي بمبادرة الحراك الإصلاحي داخل المؤسسات.
ما هي رؤيتكم للإصلاح الذي تنادون به؟
نحن نرى ضرورة فصل أجهزة الحزب عن الأجهزة التنفيذية لأن اندماج السلطات من أخطر الأشياء فالأصل هو أن يكون هناك تنسيق بين السلطات وليس اندماجًا كما هو الآن بين الحزب الحاكم والسلطة التنفيذية والتشريعيَّة والصحافة، فتوحُّد كل هذه الأجهزة ينذر بزوال نظام الحكم نفسه.
يبدو أن نشاطكم الإصلاحي خشية على حزبكم أكثر منه خوفًا على البلاد.
نحن خائفون على البلد لعدة أسباب لأنه بانهيار نظام الحكم الحالي لا توجد معارضة جاهزة لتكون بديلاً للأسف، فالمعارضة السياسية ضعيفة ومنقسمة على نحو يبعث على الشفقة وضعف المعارضة أضعف الحزب الحاكم.
الحزب الحاكم هو المتهم الأول بإضعاف المعارضة وشقها ودفعها لمشاركة ديكورية في الحكومة.
هذا اتهام لا ننفيه
هل تسعون إلى أن تكون المعارضة السياسية قوية؟
لازم تكون في معارضة قوية وهي تجربة موجودة في المدارس النموذجية التي تنتخب الطلاب المتميزين ليجري التنافس بين مجموعة من المتميزين فالمعارضة جراء فشلها وضعفها لجأت لحمل السلاح.
تقصد تعاون المعارضة مع الجبهة الثورية.
الجبهة الثورية في الأساس واجهات حزبية سواء الحركة الشعبية قطاع الشمال أو بقايا حزب أمة او بقايا مؤتمر وطني غاضبين مثل خليل وجبريل إبراهيم.
هل تريد القول إن ظهور الحركات المسلحة بوجه من الوجوه دلالة على ضعف الحزب الحاكم؟
أيوة. ضعف الحزب الحاكم والمعارضة السياسية مما دفع تلك الحركات لحمل السلاح، وتلك وسيلة من ضاق به المكان، ونحن أصلاً نرفض اللجو،ء للسلاح لمواجهة القضايا السياسية وندعو للحوار المسؤول الجاد لذا نحن نرى أنه من واجبنا أن تكون هناك معارضة قوية ومسؤولة لا تلجأ للعنف ولذا فالناس يقدرون لرئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي رفضه لإسقاط النظام بالقوة.
ولكن المهدي دشن حملة توقيعات مليونية لإسقاط النظام.
أي عمل سياسي مقبول وأي سياسي يحرك قرون الاستشعار للحزب الحاكم نحن نرى أنه يمثل لنا كرت ضغط للقائمين بأمر مؤسسات الحزب ويفيدنا في حراكنا الإصلاحي وقد ضربت لك المثل بمدارس المتفوقين فلو أجريت انتخابات في البلاد اليوم معروف أن الوطني هو الفائز ولكن في الانتخابات الأمريكية لا يعرف إذا كان الحزب الجمهوري هو الفائز أم الديمقراطي.
توقيعات الأمة حال أفضت لمظاهرات كحركة تمرد ألا يخشى من محاذير جرّها للعنف؟
دعوتنا ليست للنظر في الفعل أو رد الفعل لحزب الأمة وإنما للنظر في تفعيل آلياتنا ونحقق المصالحة الداخلية للحزب ولنقوي أجهزتنا الحزبية فنحن نهتم لماهية الفعل المطلوب من قيادات الوطني القيام به وهو إصلاح داخلي ومؤسسي عميق يفضي لفصل الحزب من أجهزة الدولة ويوفر آليات لوضع السياسات الإستراتيجية والمتابعة والمحاسبة، في هذه الحال لا أحد يخاف من توقيعات أو ما شابه لكن الآن مؤسسات الوطني شيء هلامي ومنفصلة تمامًا عن المواطن السوداني لذا نحن نرى ضرورة فصل الحزب عن الجهاز التنفيذي ونرى ضرورة أن يتم التصعيد عبر انتخابات قاعدية مباشرة ليبدأ التصعيد في كل الدوائر حتى يصلوا للمكتب القيادي.
كيف يتم التصعيد في الحزب حاليًا؟
التصعيد ليس بالانتخبات المباشرة إنما «90%» يتم بالتعيين
ماذا عن النظام الأساسي للحزب.
النظام الأساسي فيه أشياء إيجابية غير مطبَّقة حاليًا، دستور البلاد يكفل للرئيس الترشح لدورتين رئاسيتين فقط مما يعني أنه لا يحق للرئيس الترشُّح في س2015» بينما نجد بعض الأصوات تنادي بترشيح الرئيس مرة أخرى وهذه دفع ثمنها د. غازي العتباني بإقصائه من منصبه في رئاسة كتلة المؤتمر الوطني.
إذن أنتم في الحراك الإصلاحي لا تؤيدون إعادة ترشيح الرئيس مرة أخرى.
نهائي.. وندعو للالتزام بدستور البلاد، الدستور به مواد جيدة عن الحريات والعدالة الاجتماعية ولكن أين التطبيق؟ حاليًا الأجهزة الأمنية تعتقلك دون سبب مثلما حدث لقوش أنه اعتُقل سبعة أشهر وبعد ذلك خرج رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد الحسن الأمين ليصرِّح بأن قوش بريء وأنه لم يشارك في الانقلاب، ثم إنه لا يوجد قانون ولا دستور في العالم يسمح بالاعتقال لسبعة أشهر بينما مدة الاعتقال في الدستور لا تتجاوز الأسبوعين على أقصى تقدير، وهذا تجاوز للقانون والدستور والعدل الإلهي، فنحن ندعو للحرية لنا ولسوانا.
إذن هل توافقون أحزاب المعارضة على أنها مقيَّدة في نشاطها السياسي؟
مقيَّدة فعلاً، «الوطني» ينظم مسيراته ولقاءاته المفتوحة فلِم يحجب ذلك عن المعارضة؟ وحتى لقاء الأنصار الأخير في ميدان الخليفة الأجهزة الأمنية غير راضية عنه بدليل ما خرجت به على الناس باكتشاف خلية وتفجيرات.
ما هي رؤيتكم للحوار مع المعارضة وهل التقيتم بهم؟
لا يزال حراكنا داخل عضوية الوطني والحركة الإسلامية ولم نلتق بالمعارضة بعد سواء في لقاءات فردية ولم نلتقِ بهم كحراك..
...؟
واحد من خروقات دستور الحركة وجيَّر مؤتمر الحركة الأخير أن يجري اختيار الأمين العام للحركة من مجلس الشورى وليس المؤتمر وهذه كارثة.
لِم لم ترفضوا هذا التوجُّه؟
رفضنا وكان مرشحنا للأمين العام د. غازي واستُقبل في المؤتمر استقبالاً فخيمًا، وترشيح الأمين العام من الشورى سلْب لحقوق عضوية المؤتمر في الاختيار وبعد ذلك بجانب الأمين العام أنشأوا جسم الهيئة القيادية العُليا، وفيها «ناس الجهاز التنفيذي»، في حين أن رأينا أنه لا مانع لدينا في وجود جسم تنسيقي بين الحركة والجهاز التنفيذي ولكن ما حدث أن الهيئة العليا هذه هي الجسم الذي يتخذ القرار، وبالتالي انتفى دور الأمين العام للحركة الإسلامية ليصبح مجرد مقرر للهيئة القيادية العليا، ثانيًا هل ثمة أشياء يكتنفها الغموض كتسجيل الحركة ومصادر دخلها غير المعروفة؟ أنا عضو مؤتمر عام بالحركة «25» عامًا ولم يطلب مني أحد رسوم اشتراك فمن أين مصادر دخلها؟ دستور الحركة يجيز لها أن تنشئ واجهة سياسية أو منظمات ولكن الواقع اليوم أن اسم الحركة هو الحركة الإسلامية جناح الوطني.
ماذا تريد أن تقول؟
إن صارت الحركة تابعة لحزبها الذي يضم كل فعاليات المجتمع من أقباط وغيرهم، هذا وضع لا بد من إصلاحه، فمنهجنا للإصلاح يشمل الحركة كما الوطني، هذا أو الطوفان، لأن ما يدبَّر لهذه البلاد كارثي ومصر أقرب مثال لذلك. فنحن كنا نحارب في نمولي واليوم نحارب في أم روابة وفي نيالا ويمكن أن تندلع الحرب في جبهات أخرى غير الجنوب الجغرافي، فالشرق الآن قنبلة موقوتة، لذلك يحتم علينا الواجب أن يتم الإصلاح عاجلاً.
ما هي رؤيتكم إذن للعلاقة بين الحركة والوطني؟
الحركة هي الأصل والوطني هو آلية من آليات الحركة لتنفيذ برنامجها السياسي و الجهاز التنفيذي آلية يشكلها الحزب وتأتمر بأوامره.
التراتبية كما ترونها هي الحركة ثم الحزب ثم الحكومة.
أيوة. أنا الآن كحزب مسؤول وأتحمل الإخفاق عن الجهاز التنفيذي، لذا وجب عليَّ وضع الإستراتيجية وأتابعها وأقوِّمها وأحاسب عليها لأنه بانهيار الدولة سينهار المشروع الإسلامي.
ما تفسيرك لغياب المحاسبة في الحزب؟
التفسير هو أن الدولة تُدار «بشللية»، ومجموعات «فلان مع فلان وكذا»، وليس بواسطة أجهزة ومؤسسات، فشخصي مسؤول عن دائرة تركيا والبلقان منذ عامين ونصف وكل شيء يتعلق بهذه الدائرة يجري تحت اقدامي دون أن أدري.
هل ينسحب هذا الحال علي بقية أجهزة الحزب.
أيوة. قاعدين فرَّاجة ساكت.. «يضحك».
بالعودة للمعارضة نجدها تتحدث عن دعوة الوطني للحوار عزومة مراكبية ليس أكثر. ما تعليقك؟.
في ظل الوضع الحالي فإن دعوة المتنفذين في الحزب للحوار معنا عزومة مراكبية، دعك من المعارضة. «يضحك».
هل الحكومة حاولت محاورتكم؟
تحاول أن توصد الأبواب أمامنا، لذا نحن قررنا أننا لن نجلس إلا للرئيس البشير.
من الذي يحاول إغلاق الأبواب أمامكم؟
الأجهزة الوسيطة في الحزب والمتنفذة.
هل ستجلسون للرئيس بصفته الحزبية أم الحكومية؟
نحن لدينا رؤانا لإصلاح الدولة والعافية درجات وحاليًا نعمل على إنشاء موقع في الفيس بوك لديه وثيقة تأسيسية لكل السودان ولدينا رؤانا للإصلاح لكل البلاد ولدينا رأي خاص لا نفضل تسميته مذكرة، فمآل المذكرات هي أدراج المكاتب، لذا سمينا مشروعنا بأنه حراك يتابع كل الأحداث حتى آخر ثانية، لذا نحن نرى أنه من واجب الرئيس على البلد أن يستمع إلينا، فنحن أول من يدعو لإجراء حوار شامل مع أحزاب المعارضة السياسية التي لا تلجأ للعنف.
ما هي النقاط التي تلتقون فيها مع المعارضة والتي تختلفون حولها معها؟
نتفق مع المعارضة في الحرية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وحل الضائقة الاقتصادية والتنمية المستدامة ورتق النسيج الاجتماعي الذي لحقته علل الجهوية والقبلية، بعد ذلك يحكم بيننا صندوق الانتخابات، ونختلف مع المعارضة في الوسائل وجدية الطرح لأنه توجد أحزاب مايكرسكوبية تحاول أن تسترزق وبالعكس، نحن نؤمن بأن نصف رأيك عند أخيك ووارد أن تكون لحزب رؤية مستنيرة حول قضية ما فنأخذها كما هي فالأحزاب اليوم تكوَّن وتنشأ لأجل المناصب ونحن نرفض توزير حملة السلاح، فالبندقية التي دفعتهم للاستيزار ودخول القصر هي نفسها التي قادتهم للتمرد مرة أخرى، ومني اركو مناوي مثال على ذلك، وهذا في تقديري نوع من الرشوة السياسية ولا يليق بأصحاب دعوة.
ما هو البديل؟
البديل هو الدخول للدائرة السياسية عبر الانتخابات، فإذا كان هدف المتمردين بسط التنمية لمناطقهم لأهلهم فعلى الحكومة أن توفِّر لهم التنمية ثم إن تقديم الخدمات لا يجب أن يكون رد فعل فهذا واجب أخلاقي أمام الله عز وجل، والمفترض أن تنداح الخدمات لكل أنحاء البلاد ولكن غياب العقل الجمعي في المؤسسات السياسية نجم عنه خلل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، فلو نظرنا للقطاع الصحي مثلاً لوجدنا أن «80%» من الكوادر الطبية بالخرطوم وتوجد ولايات لا يوجد بها اختصاصي فثمة غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع وقس على ذلك بقية القطاعات حتى أصبحت الخرطوم مثل كرش الفيل وأفرغت الولايات.
ما هي وسائلكم وآلياتكم لتحقيق أهدافكم في الحراك الإصلاحي؟
الحوار المستمر وتنوير الناس بأن هدف الحراك هو إصلاح مؤسسات الحزب الداخلية وتحقيق جسم سياسي فاعل يستطيع أن يقود البلاد في هذه المرحلة الصعبة ويستطيع أن يحقق معاني الحرية الاجتماعية ومكافحة الفساد والتنمية المستدامة.
أنتم بصدد لقاء الرئيس... هل هذا أول نشاط لكم؟
كحراك إصلاحي نعم، ولدينا هيئات تعمل في اتجاه لقاء الرئيس وكأفراد تحدَّثنا في جلسات لبعض قيادات الحزب.
...
طبعًا الأمر مقلوب، فالدولة العميقة في السودان لصالح الكتلة الإسلامية على النقيض مما في مصر، حيث الدولة العميقة لصالح العلمانية، ولكن لم يسأل أحدهم هذا السؤال ما نُسب للعميد معاش محمد إبراهيم عبد الجليل ورفاقه لمحاولة الانقلاب وهم أبناء الحركة الإسلامية.
ماذا تريد أن تقول؟
لماذا اتجهوا للانقلاب؟ هم فعلوا ذلك لذات الحيثيات التي أشرتُ لها، ولكن أدواتهم مختلفة كعساكر، وإن كنا لانوافقهم على ذلك فهم داخليًا حدث لهم غبن شديد فكان ما حدث، وفي المقابل فإن ما يشجعنا نحن على قبول الرئيس هو أنه لم يحدث أن يحدث انقلاب على رئيس موجود ويعفو الرئيس عن الانقلابيين جميعًا.
إذن أنتم مستبشرون بلقاء الرئيس؟
معنى ذلك أن الرئيس تفهم دواعي خروج هؤلاء الناس «الانقلابيين» وهذا ما يبشرنا ويمنحنا أملاً كبيرًا جدًا في السيد الرئيس وعشمنا فيه كبير، وسمعت حديث قوش عن العمل من داخل الحزب والبرلمان ومؤسسات الدولة.
ألا تخشون من أن يسكن صوت حراككم على غرار مذكرة الألف أخ ونشاط «السائحون»؟
نحن نستطيع أن نقول إننا جمعنا مذكرة الألف أخ ومبادرة السائحون وأساتذة الجامعات، بالمناسبة في مذكرات كثيرة اترفعت، ونحن في حراكنا استوعبنا كل هذه المحاولات، وإذا لم تتم الاستجابة لهذا النداء فالخشية على السودان، هذا أو الطوفان.
وهب أنكم لم تجدوا أذنًا صاغية. هل تلجأون للقوة مثلاً
القوة ضد توجهاتنا.
تتوقفون عن الحراك؟
نحن لن نقف إلا عند آخر نفس يطلع، لكن البلد لن تكون هناك لأننا نرى بعيون زرقاء اليمامة، فبعد الذي حدث بمصر لا توجد دولة صديقة في الجوار، ولن يُسمح لك بأن تكون جزيرة معزولة عن المنظومة العلمانية التي حولك، لكل ذلك سنستمر في الصراخ بأساليب سلمية حضارية.
ألا تخشون من إقصائكم من الساحة السياسية كما حدث لبعض قيادات الحزب التي جهرت بأفكارها الإصلاحية.
هذا وارد. لكن أرض الله واسعة.
أنت عضو في الحراك الإصلاحي و«السائحون». ما العلاقة بين الاثنين؟
«السائحون» يشملون أعضاء من الوطني والمؤتمر الشعبي والإخوان المسلمين وأنصار السنة والإخوان المسلمين، والمجاهدون لديهم مبادرتهم «الإصلاح والنهضة»، ونحن حراك من داخل أسوار الحركة والحزب، أما «السائحون» فهم مجموعة من المجاهدين تداعوا بأشواقهم ولحمة الجهاد التي جمعتهم فهم باجتماعهم هذا حققوا أشواق وحدة الحركة الإسلامية.
ثمة حديث رائج من فترة عن محاولة للم شمل الإسلاميين جميعًا وفي مقدمتهم الشعبيون والوطنيون. ما صحة هذه الأحاديث.
نحن في «السائحون» حققنا ذلك بحمد الله، وهذا يدل أنه لا موانع في الوحدة، وأن المشكلة في بعض كبار الشخصيات، ونحن ندعوهم ليقعدوا مع بعض زي ما قعد أولادهم واتفقوا وإذا كانوا لا يستطيعون فعل ذلك فعليهم أن يتنحوا.
لم لا يتجه السائحون للضغط على قيادتهم للمضي في خط الوحدة؟
هم «شغالين» في هذا الاتجاه، وأقول لك هناك بوادر انفراج، وأنا أمس «7 رمضان» التقيت القيادي بالشعبي آدم الطاهر حمدون برفقته ثلة من قيادات حزبه في منزل صلاح قوش، وهذا نعتبره من بوادر الانفراج بين المؤتمرين «لأنو ناس الشعبي ديل لو في زول بكرهوه في الدنيا هو قوش» إضافة لغازي صلاح الدين وعمر البشير، وكون هؤلاء الناس يتزاورون ويقعدون مع بعض، فهذا أمر ليس اعتباطًا، وحمدون بالأمس كان في معية وفد من حزبه، والزيارة كانت حزبية أكثر منها شخصية، وعلى مستوى الوطني نفسه زار قوش عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ومحمد الحسن الأمين وإخوان رئيس الجمهورية حتى إن الأمر كان مثار استفهام بالنسبة لنا، يبقى هذا تيار «السائحون» الذي صار له وجود واضح حتى إن الاتحاد الأوربي الذي قدم دعوة لشباب الأحزاب في مؤتمر الشباب ضم إلى جانب الوطني والشعبي والشيوعي «السائحون» أيضًا، وهذا معناه أنهم يعترفون ب«السائحون» كجسم له اعتباره وجماعة ضغط كمنبر رأي حر.
بالعودة للحركة الإسلامية ما هو موقفها من الحراك الإصلاحي؟
للأسف لا يوجد تفهم منها لحراكنا الإصلاحي.
هل طرحتم عليها رؤيتكم؟
نحن حتى الآن نبشر بها، لكن نحن نرفض الآلية التي تم بها جسم الحركة الإسلامية لأن انتخابات التصعيد لمؤتمر الحركة شهد تدخلاً واضحًا.
هل من شخصيات نافذة في الوطني تساند توجهكم الإصلاحي؟
ذكرت لك د. غازي وهو عضو مكتب قيادي.
أقصد شخصيات فاعلة في المشهد السياسي.
يوجد.. ولكن لن أفصح عنها.. الرئيس نفسه معنا في التيار الإصلاحي إن شاء الله، في رئيس «بينقبلوا عليه ويعفو»؟ بل ويسمح لهم باللقاءات الجماهيرية في العبيدية ومروي وحجر العسل وأم دوم وغيرها؟ معنى ذلك هناك بوادر انفراج ونحن نثق في تفهم الرئيس لهذا النداء.
حرب المنطقتين وأزمة مصر والضائقة الاقتصادية.. ألم تدفع بقيادات الحزب للمراجعة.
في بعض إخواننا فهموا الموضوع ووقع ليهم وهناك بعض الطلقاء الذين انتسبوا للحزب بعد الفتح وتسللوا لمفاصل الحكم في الجهاز التنفيذي والسياسي، هؤلاء الطلقاء ليس من مصلحتهم أن تنجح مبادرة الحراك الإصلاحي لأنهم جاءوا في غفلة من الزمان والبلد في حالة احتراب وفلان حردان وفلان زعلان ومعركتنا مع هؤلاء «مدورة الآن»، فنحن نشكل التيار الغالب في الحزب والحركة والناس، فقط عايزين «الإستارتر» أي إدراة المحرك.
هل عرضتم رؤيتكم الإصلاحية للمجلس الوطني باعتباره مجلس الحزب الحاكم.
البرلمان آلية من آليات الدولة، ونحن الآن نسعى لإصلاح الحزب وهذا بالطبع يستلزم إصلاح كل مؤسسات الدولة.
هناك من يتهم تياركم بأن هدفه الأساسي من الحراك هو الوصول لكراسي السلطة؟
تعرفين يا ندى أنا من سنة «1984» قدمت استقالتي من الحكومة «طبيب بوزارة الصحة»، ومن يومها لا علاقة لي بأجهزة الدولة، فأنا أعشق العمل الطوعي، ومنذ قيام الإنقاذ عرضت عليَّ أكثر من سبعة مناصب وزارية رفضتها، وغازي كان بإمكانه أن يشق الحركة إذا تمسك بالترشح للأمانة العامَّة، وكذلك شق البرلمان إذا تمسك برئاسة الكتلة، ولكنه رفض وانصاع لقرار المكتب القيادي رغم أنه من حق الكتلة أن تنتخب رئيسها، ولكن عينوا لهم رئيسًا من الحزب، وهذا ما نشكو منه، وغازي لا يسعى للمناصب فهو رجل مفكر.
لم لم تعرضوا مبادرتكم عبر مؤسسات الحزب.
سيكون مآلها سلة المهملات في أول مستوى حزبي ثم إن مؤسسات الحزب لا تحل ولا تربط وهذا وضع مأساوي ووضع الأحزاب السياسية في السودان الحاكم منها والمعارضة يثير الشفقة.
ولكن قيادات الوطني كثيرًا ما تتحدث عن وجود الشورى في الحزب.
شورى إيه؟ إذا كان رئيس الكتلة البرلمانية يُقال من المركز العام بشارع المطار ويُعيَّن لها رئيس لم يجتمع بها حتى الآن «ح يقول لهم شنو يعني أنا جاييكم من فوق»، وحتى نافع علي نافع عقد اتفاقًا مع عقار يلغيه الرئيس في صلاة الجمعة، حتى في تطبيق نيفاشا التي استمرت ست سنوات لم تُحل قضايا المناطق المتنازَع عليها وترسيم الحدود، والآن وبعد أن صار الجنوب دولة أخذنا نبحث عن الحلول.
ما تفسيرك لذلك؟
عدم المؤسسية، وتوسيد الأمر لغير أهله في الحزب والحكومة، بجانب التخبط والعشوائية، كان ينبغي ألا يتم الاستفتاء قبل حل جميع القضايا العالقة، وهذه لا تحتاج لدرس عصر، وهناك محسوبية في اختيار الوفود مثلاً أنا من القيادات المتنفذة التي عملت في الجنوب لثمانية أعوام ولم يحدث أن استشارني أحد في شأن ذي صلة بالجنوب ولم أشترك ولو لربع ساعة في هذه الوفود الدولارية، وهذه أشياء مؤلمة ومقرِّفة دفع ثمنها الشعب السوداني.
يؤخذ عليكم كتيار إصلاحي أنكم على طرفي نقيض ليبراليين ومتطرفين.
من قال ذلك عليه إثباته، فإصلاحي ومتطرف لايجتمعان، إصلاحي تعني إنسان عقل منفتح وصدره واسع، أصلاً التزمت في الفكر والإصلاح لا يلتقيان، ليبرال من ليبرتي وهي الحرية ونحن ليبرال وندعو للحرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.