يسعي رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي إلى تعديل في الدستور الياباني يتيح للجيش لعب دور أكبر في الخارج بدلا عن الاكتفاء بدور الدفاع الذاتي، وحصل أبي مؤخرا على دعم لجنة الخبراء التي قدمت تقريراً يدعم وجهة نظره الرامية إلى تقوية الجيش الياباني مع التأكيد على أنه لا يسعى بذلك إلى الحرب ولكنه يهدف بشكل رئيس لمنح الجيش الحق في المشاركة في عمليات عسكرية خارجية لمساعدة قوى حليفة لليابان مثل الولاياتالمتحدة، وكذلك الحق في استخدام القوة في سياق عمليات للحفاظ على السلام برعاية الأممالمتحدة. وأبي يواجه تغيير واقع تاريخي ومعقد يعود إلى استسلام اليابان في 15 اغسطس من العام 1945 وفرضت عليها الولاياتالمتحدة العام 1947 دستورا لم يعدل منذ ذلك الحين وينص في مادته التاسعة على التخلي عن الحرب (إلى الأبد). التحدي الأكبر أمام أبي أن إجراءات تعديل الدستور في اليابان ليست بالأمر السهل، فهي إجراءات طويلة معقدة بعض الشيء، إذ يلزم أن تطرح التعديلات المطلوبة كمبادرة من البرلمان بغالبية ثلثي أعضاء كل من المجلسين على أقل تقدير، ثم لابد من الموافقة على التعديلات في استفتاء بغالبية الأصوات. وأبي منذ وصوله إلى السلطة في ديسمبر من العام 2012 سعي إلى زيادة فاعلية الجيش من خلال رفع ميزانية الدفاع ورفع الحظر على بيع أسلحة إلى الخارج الذي ظلت اليابان تلتزم به طوال نصف قرن تقريبا. مهمة أبي في إحداث تعديل للدستور أو على الأقل تفسير جديد للمادة التاسعة تبدو صعبة في ظل تمسك الكثير من اليابانيين بما أسموه دستور السلام، كما أن محاولات أبي لتعديل الدستور تثير مخاوف الدول المجاورة لليابان، لا سيما كوريا والصين التي تشهد علاقاتها مع اليابان تدهوراً ملحوظاً بسبب النزاع حول الجزر. ويوتقع مراقبون أن يكون منتدى خبراء الدفاع والأمن في آسيا هذا الأسبوع في مواجهات بين طوكيو وبكين، حيث يسعى أبي في خطابه أمام المنتدى إلى شرح سياسته الرامية إلى رفع الحظر الذي منع الجيش الياباني من القتال في الخارج خصوصا وحضور المنتدى دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) والولاياتالمتحدة وأستراليا سيكون آذاناً صاغية في ظل تنامي المخاوف من صعود الصين، وفي المقابل يتوقع المراقبون أن ينبري لأبي رئيس الوفد الصيني للمنتدي نائب وزير الخارجية السابق فو يينغ بالحديث على أن اليابان، وليست الصين هي التي تهدد أمن المنطقة بسبب سياسات آبي التي تحاول التحرر إلى أقصى درجة ممكنة من دستور اليابان السلمي وتعزيز جيشها. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي
