«داعش» في الشرق.. في العراق.. والآن «داعش» في الغرب في ليبيا تصعد والجري يبدأ.. وفرنسا تقتل القذافي.. جزء من مهمة كاملة تبدأ يومئذ وتتطور الآن. وبوتين في أبريل الماضي يقول إن «الصراع بين روسيا والغرب لم يبدأ بمسألة القرم.. الصراع يبدأ باغتيال القذافي». ومثلث «الغرب/الإسلاميين/ روسيا» ينطلق في غرب وشمال إفريقيا. وغليان ليبيا الآن يهدد السودان مباشرة.. فالغرب يجعل من غليان ليبيا «داعش» أخرى.. والقول هذا له معنى خاص. وليبيا يتدفق إليها الآن قادة إسلاميون من العالم.. و.. ومختار بلمختار قائد المجاهدين في مالي «الذين ضربتهم فرنسا» و«راق الله السماني» و«إسماعيل صلابي» وقادة من مصر وأفغانستان وغيرهم هناك الآن. ومنطقة «درنة» تعلن إمارة إسلامية.. والسودان الإسلامي متهم. «2» وسيسي يطهو إفطاره على النيران هذه. وبهدوء. وسيسي يدعم «حفتر» الذي يقاتل الإسلاميين في ليبيا.. ويجمع حوله كل أعداء الإسلاميين للمهمة هذه. وخطوة هناك.. وخطوة في كل مكان. وديبي.. تشاد.. يرسل رجاله إلى الخرطوم وليبيا وباريس وغيرها بدعوة شديدة الإغراء. ديبي يدعو رجال المعارضة التشادية في المهجر للقدوم والمشاركة في حكم تشاد. و«دوسة» في الخرطوم والعميد «طبيب» عبد العزيز في ليبيا وغيرها يقدمون «كل ما تطلبه المعارضة على طبق مذهب». ومخابرات سيسي.. صاحبة المخطط.. تنظر.. وتنتظر وما تحت الغطاء هو: مصر تجد أن حفتر يعجز الآن عن ضرب الإسلاميين في ليبيا. ومصر تخطط لالتهام ليبيا دون خيار آخر. وهكذا تذهب مصر إلى خطوتين. تذهب إلى دعم حفتر بكل من يقاتل الإسلاميين «لهذا تذهب حركة العدل والمساواة إلى هناك». وتذهب إلى سحب كل التشاديين بعيداً عن ليبيا.. حتى لا يقدموا الدعم للإسلاميين. «وحلف ديبي وسيسي وحفتر يجعل معارضة ديبي تقاتل حفتر».. بالضرورة.. لهذا يدعونها للمشاركة في الحكم في تشاد. حتى إذا استقرت ليبيا بين أصابع حفتر/ مصر.. تحول ديبي يضرب شركاءه في الحكم. في بداية للخطوة القادمة. وإشعال القتال في غرب السودان الآن بين القبائل يصبح جزءاً من الشبكة الممتدة. والشبكة حول السودان تمتد شرقاً. «2» ومثلث آخر يمتد في إريتريا. ومثلث «أفورقي/منجوس/ فيليبوس».. ينشط الآن. وفيليبوس كان عدواً لأفورقي إلى درجة أنه هو من يقود الانقلاب الأخير ضد أفورقي. ومنجوس هو قائد استخبارات أفورقي وصديقه العزيز. لكن.. منجوس الآن في السجن «حبس منزلي» وأربعون من رجاله في سجن أسمرا الرهيب. وفيليبوس هو الآن الرجل الأول في إريتريا. والرجل يتناول ملف سد النهضة وينظر إلى مصر وسيسي في إريتريا مثل سيسي في ليبيا عينه على السودان. وجهة أخرى هناك تقود فالكنيسة «الأرثوذكسية» في إريتريا زعامتها تقع في الإسكندرية. وزعيم الكنيسة هذه كان هو من يقف إلى يمين سيسي وهو يلقى خطاب الانقلاب. «3» وما تنقله شاشات العالم من ليبيا ومصر والعراق وغيرها الآن.. لعلها تنقله من الخرطوم. فالأحداث تصبح الآن شيئاً أكبر من الميكرفونات. وأن يصاب الصادق المهدي بعسر الهضم ويعلن رفضه الحوار. أو أن يصاب بنوبة من الانبساط ويعلن قبوله الحوار أشياء تتجاوزها الأحداث الآن. وصراخ الوطني وهو يعلن دعوته للحوار شيء تتجاوزه الأحداث. ما يبقى.. والحوار الوحيد الآن.. هو أن يعلن الوطني ماذا يريد وكيف. وأن يعرف أن الحوار الوحيد الذي يحمي البلاد هو الحوار.. مع الجمهور. والجمهور يستمع حين يجد من يثق به. آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]