بما أنني سوداني بالميلاد.. وأمي وأبوي سودانيين بالميلاد.. وأجدادي جت سودانيين بالميلاد.. أي حاجة تحمل اسم السودان بتهمني.. وبنضم فيها.. وبملا الواطا دي نضم.. أنا عارف مافي زول قال لي ما تنضم.. علا خايف ينط لي واحد يقول لي خشمك وعندك.. وأنت أي حاجة مدخّل فيها قدومك دا... وعامل فيها "بارم ديلو" يعني بارم ضنبو.. ضنب وبعد دا كمان مبروم.. فرضت علي الأمطار والطين كما فرضت على معظم الناس إقامة جبرية في البيت أيام العيد.. انشغلت بالقنوات الفضائية السودانية.. محاولة مني لدرء الآثار النفسية السلبية للأمطار...وهروبا من الواقع الطيني الفجأة لقينا نفسنا فيهو..لكن لقيت القنوات الفضائية أخير منها أحوم في الطين.. واتملي طين..واستمتع بأصوات القعونج أو "القعو" أو الضفادع.. مما أصابني من تلوث بصري وسمعي..وانعكس علي نفسياتي وأصابني باكتئاب.. كالعادة القنوات تحاكي في بعض..نفس البرامج..مع تغير الشخصيات..نفس المطربين..نفس الدلوكة..نفس غويشات وختم الفنانات.. نفس حشرة المايك في الخشم..للمطربين والمطربات..لقيت أن.. الحنة والدلوكة والعرس ..ومستلزمات وأدوات التكاثر من ريحة بأشكالها وألوانها..كانت مشتركة في كل القنوات.. الله يسعلني نكتة واحدة فطيرة سمعتها في تلاتة قنوات في نفس اليوم.. وهناك قناة سمعتها فيها مرتين"نكتة الولد الجاب 56%".. أما تهاني العيد..يطلقو بنياتهم يدوحن بالشوارع ويتلافن أي زول حايم في السهلة يقولو ليهو يلا هني بالعيد.. لمن يوم يلم فيهن واحد "حالج".. ويقول نضم يدخلن في ضفورن..ويحولو البرنامج إلى قرآن كريم ومارشات عسكرية"على قول سعيد صالح".. أو واحدة زهجانة وقرفانة ومذيعة شليقة ولايوقة:- (أهني أمي وخالتي وخالي).. المذيعة" وزوجك؟" (أهني بت خالتي عفراء في الإمارات).. المذيعة "وزوجك؟" (أهني وليداتي عموري..وأفراح).. المذيعة "وزوجك؟" (أهني بت عمي ليلى في السعودية ووليداتا..).. المذيعة" وزوجك؟" (يا هناية إنتي مالك نباحة كدي؟.).. أها أهني زوجي.. استرحتي؟..وحات الله كان ما عصرتي علي ما أهببو ليهو).. ............................................................. كلو كوم.. وأغاني الدلوكة كوم.. وأغاني البنات..الواحدة تمشي أهلها تقعد تغسل في العدة وتألف ليها غنية.. وتجي ترميها لينا في وشينا..غير عابئة بما يصيبنا من ألم وأسى وحزن دفين..أو واحد يكون متخصص في تأليف أغاني الطفاشيات ديل.. بعد مراجعة ومصاقرة لقيت إنو أسهل حاجة تبقى شاعر أغاني للنسوان ديل ويغنن ليك:- يا الأبيتني.. وما أبيتك شاحدة الله .. يبهدلك.. كدي دا ويطلع زيتك.. تتلحن.. والمطربة تلفح توبا وأقرب قناة.. وتتحكر وتعفص الدلوكة تحت أباطا وتغنيها ويترصّن الشايلات لابسات طرحّن الحُمُر.. يشيلن وفجأة تنط واحدة منهن تزغرت.. وأنت عزيزي المشاهد تتخلع وتنط.. وشافعك يصحى من النوم مخلوع يبكي.. وكديستكم تتخلع وتقوم جاريه وتدقش الطربيزة وتقع الكباية تتكسر.. مرتك العندها سكري تجري علي شافعها وتنجرح من قزاز الكباية المكسّر وبعد سنة يقطعو ليها كراعها.. والسبب كلو هذه الزغرودة المدمرة..!! الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي