الأخ الأستاذ نبيل غالي جرس شكراً لك ابن سنار النبيل وأيقونة مثقفيها وأحد حملة شعلتها الثقافية المتقدة التي أنارت بشعاعها الطريق، ومهدت لجيل من المثقفين في الأدب والشعر والنثر والقصة والقصيرة والرواية الطويلة. والتي بفضلها حببت لنا النيل من شتى مواعين الثقافة كل حسب ميوله وما يهوى، وكنتم وكانت رابطة سنار الأدبية جامعة بل عاصمة للثقافة والمعرفة، الأمر الذي انعكس على مواطن سنار في سلوكه وحياته وميوله وتطلعاته، خاصة جيل الشباب والمراهقين وهم رجال اليوم. وكانت سنار نظافة وثقافة وصحة وتعليم وفن ورياضة وجمال منقطع النظير ويا حليلكم ويا حليل سنار. وهنا نقف تحية وإجلالاً واحتراماً وعرفاناً لعمنا نور الدين عمر طنطاوي له الرحمة والمغفرة وإن كان ما ذكرتهم من آبائنا وأعمامنا وهم فعلاً رجال أقمار، فإن العم نور الدين طنطاوي يعد قمر الأقمار، ولم لا فقد كانت مكتبته مكتبة المعارف، اسم على مسمى، فقد ثقفتنا وعلمتنا ونهلنا منها نحن صبية ميكي وسمير والألغاز والصبيان وسوبرمان والوطواط والعربي الصغير والكبير، وتعلمنا نقرأ مع أشقائنا الكبار مجلات صباح الخير والمصور والحوادث وأخبار اليوم وشتى الصحف المحلية والعربية والمجلات، نعم فقد كانت فعلاً دنياً للثقافة والمعرفة والفنون. رحم الله أقمارنا وأطال الله في عمر الأحياء منهم لك التقدير أخوك حسن عمران منصور سنار إهداء وإيثار بكلمات رقيقة كنسائم الصبح البديع، أهدتني ابنتي الأثيرة (فائزة) كتاب نجاحها بدرجة البكلاريوس في علوم الطيران من جامعة استافنقر بالنرويج، عقداً للمثابرة والطموح دون أن تلهيها مباهج الحياة المترفة فوق قمم جبال الثلج ببلاد النرويج الرائعة التي تطل على أسحار مغرب الشمس، ودون أن تعيقها اللغة الاستكندنافية التي أجادتها بسرعة مذهلة كالعربية والإنجليزية، فجرت في فمها رطبة كعناقيد كرم. وذكرت في الإهداء بأني كنت وراء نجاحها منذ أن أثرتها بإلحاقها بمدرسة العمارات الابتدائية للبنات عام 1987 بدلاً من مدرسة الحي بالديوم الشرقية. ثم أضافت أنني قد أعطيتها الحياة بإذن الله باهتمامي البالغ حينها أصيبت بمرض غريب يفقدها كريات الدم الحمراء في الشهر الأول لمولدها. أما هذه المكرمة فإنا نؤثرها بعد الله الذي بيده الموت والحياة- للنطاسي البارع د. عبد المنعم السيد- استشاري أمراض القلب والشرايين بمستشفى سوبا في الثمانينات، فقد شخص مرضها من أول زيارة لعيادته الخاصة بالخرطوم وبعد التثبت بفحص واحد فقط للدم بمعمل الزميل الحبيب أحمد جميل الذي لا يجلى- وليس مليون عينة كما هو الحال في عيادات ومعامل هذا الزمان – أمر ينقلها فوراً لمستشفى سوبا للعلاج الإسعافي ثم إجراء عملية إزالة الطوحال بعد بلوغ سن العاشرة، وظل يتابعها مع الطبيب المناوب حتى بعد اغترابه للمملكة العربية السعودية إلى أن تمت العملية بالدقة المطلوبة بمستشفى ابن سينا (مجاناً)، وكتب لها الشفاء بإذن الله وباسباب مهارة وتفاني الطبيب عبد المنعم السيد وكفاءة المستشفيات الحكومية في الزمن الجميل في عهد نميري الجسور. شكراً للشهادة الفخمة وشكراً للإهداء النبيل ومزيداً من النجاح يا ربنا في شتى مناحي الحياة إنك ولي ذلك والقادر عليه. أبو علي عبيد محمد صورة وسهم - صحيفة اليوم التالي