في مباريات كرة القدم تسمع أحيانا بعض المشجعين المتشنجين، يصرخون في أحد لعيبة فريقهم (أردموا أردموا) أو (قوم بيهو)،وتلك شفرة تعني أن يمنع لاعبهم لاعبا مزعجا من الطرف الاخر ويعيق تقدمه بلعبة خشنة قد تضطره لمغادرة الملعب محمولا على نقالة أو ربما ينهي حياته كلاعب،ويقول العالمون ببواطن الكرة أن أول من استن هذا الأسلوب والمنهج الكروي ولكن ليس بالطريقة السودانية المفرطة في العنف غير القانوني، هو المدرب الإيطالي الشهير فابيو كابيلو ، واستخدمه لأول مرة بنجاح ضد فريق برشلونة الأشهر وفاز عليه أربعة صفر في نهائي دوري الأبطال كما قاد فريقي روما واليوفنتوس الايطاليين للألقاب بالاعتماد على نفس هذا المنهج التدريبي، أما ( أديلو في زمبيلو) وفي رواية(زنبيلو) والزنبيل هو (القفة) أو ما شابهها من أواني لحمل الأغراض ،هي عبارة كانت شائعة ليس في السودان وحده بل تقريبا في كل الدول العربية، والعبارة وان كانت تحمل ذات معنى (أردموا وقوم بيهو) الا أنها تستخدم في سياق اخر لا صلة له بالكرة،وغالبا ما يشيع استخدامها عند (العنقالة والشفاتة) عندما ينجح من يناصرونه من المتشاجرين في تسديد لطمة أو لكمة لخصمه... منهج (أديلو في زمبيلو) ليس بعيدا عن الملعب السياسي،فمن بين منسوبي الأحزاب والتنظيمات السياسية هناك أيضا (شفاتة وعنقالة) تدخرهم أحزابهم للعب نفس الدور الذي يقوم به لعيبة الكرة الذين يجيدون تنفيذ منهج (قوم بيهو)،وقد اعترف مرة قيادي شهير في حزب عقائدي ديني وأعلن على الملأ عبر تصريح صحفي موثق بأنه من (صعاليك وشفاتة حزبه)... بالأمس وفي مؤتمر القطاع النسوي للحزب الحاكم، نقل عن والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر قوله إنه سيكسر البروتوكول ليقدم الدكتور نافع على نافع ضيف شرف المؤتمر وقال لنافع (ليك زمن من المنابر العامة ودايرنك تدينا كلمتين ناريتين... أو ما حمل هذا المعنى) ولكن قيل أن نافع خذله فلم يطلق نيران مدفعيته على خصوم المؤتمر الوطني بل تحدث عن غزة عندما صعد المنبر، فما من كلام ناري يمكن أن (يديه) نافع أمام مؤتمر لاحدى قطاعات حزبه حسب طلب الوالي غير أن يكيد ويكيل ب(التقيل) للخصوم حسبما أشتهر به وعرف عنه،وقد بدا لى أن والي ولاية الخرطوم ورئيس مؤتمرها الوطني أراد أن يستدرج نافع لممارسة هوايته الأثيرة القائمة على منهج (ردم الخصوم)،ولكن الذي استوقفني وحيرني هو لماذا طلب الوالي ذلك ولماذا امتنع نافع عن تلبية الطلب... بشفافية - صحيفة التغيير حيدر المكاشفي