تضمن استراتيجيات الحرب على الإرهاب والتشدد في العالم عديد خطط منها الخطط الأمنية والاستخبارية ومنها الخطط الدعوية والفكرية لمواجهة هذه الظاهرة الكونية، ولكن يبرز جانب التمويل كعامل حاسم، وسعت الكثير من الدول إلى تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية، ولكن يبدو أن عمليات المكافحة هي التي تحتاج تمويلاً أكبر خصوصا عندما يتعلق الأمر بقارة فقيرة مثل أفريقيا التي بات نشاط المجموعات المتشددة بها في تصاعد متواصل في الكثير من أنحائها، ومطلع أغسطس الماضي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده ستزيد مساعداتها للدول الأفريقية التي تحارب الإرهاب، أو تلك التي تقوم بمهمات لحفظ السلام، وذلك في ختام القمة الأميركية - الأفريقية الأولى من نوعها التي عقدت في البيت الأبيض. وتعهدت الإدارة الأميركية بتقديم 110 ملايين دولار سنوياً، لدعم تشكيل قوة التدخل السريع الأفريقية. واعتبر أوباما أن هذه المساعدات "تندرج في إطار تعزيز تعاوننا في المجال الأمني من أجل مواجهة أفضل للتهديدات المشتركة، مثل الإرهاب والإتجار البشر"، كاشفاً أن بلاده ستزيد مساعداتها لست دول أفريقية، هي تونس ومالي وكينياونيجيريا والنيجر وغانا، من أجل تعزيز أمنها، كما ستساعد ست دول أخرى (غانا وإثيوبيا والسنغال وتنزانيا ورواندا ويوغندا) على تشكيل قوة تدخل سريع لدعم قوات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في مهماتها لحفظ السلام. الدعم الأمريكي المقترح حفز القارة الأفريقية لتأخذ هي على عاتقها مهمة تمويل عمليات محاربة الإرهاب حيث اقترح 3 رؤساء أفارقة، يوم الثلاثاء، تأسيس صندوق خاص لتمويل القتال ضد الجماعات المسلحة (المتشددة) التي تتزايد قوتها من كينيا إلى نيجيريا. وأعلن رؤساء كينياونيجيريا وتشاد - الأعضاء في الاتحاد الأفريقي- الفكرة بعد محادثات في نيروبي . وقال الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، إنه على الدول الأفريقية أن تساند بعضها بعضا في وجه خطر بوكو حرام وحركة الشباب الصومالية. وأضاف كينياتا: "لا يمكن لدولة أن تواجه وحدها هذا الخطر. من المقلق أن المنظمات الإرهابية حاليا - وعلى وجه الخصوص في أفريقيا - نمت من حيث العدد والإمكانات". ورغم أن اجتماع نيروبي لم يشرح تفاصيل الصندوق والجهات التي سوف تساهم فيه وأوجه صرف الأموال، ولكنه وجد استجابة فورية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أعلن تبرعه بمبلغ عشرة ملايين دولار لجهود أفريقيا في محاربة الإرهاب. وقال مدير مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، جهنجير خان، إن هذا التبرع السخي من خادم الحرمين الشريفين يأتي بالإضافة إلى تبرعه لمركز الأممالمتحدة بمئة مليون دولار، ويظهر الالتزام القوي وقيادة السعودية في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي