اختتم وزير جون كيري في القاهرة جولة شرق أوسطية قادته إلى بغداد وعمان وجدة وأنقرة في إطار حشد الدعم لتحالف دولي ضد (داعش)، وجون كيري في طريق العودة إلى واشنطون غانما بالتحالف العريض ضد داعش عرج على باريس، حيث المؤتمر الدولي حول الأمن في العراق الذي محوره الحرب على داعش، ولكن مع الحشد الكبير الذي أنجزه كيري خلال جولته بالمنطقة مبعوثا من الرئيس باراك أوباما ينقصه غياب إيران وغموض موقف روسيا أبرز النجاحات التي حققها كيري هو حصوله في مدينة جدة الساحلية السعودية على الدعم السياسي والعسكري من عشر دول عربية بينها السعودية، ثم عزز ذلك بزيارة للقاهرة، ليس للحصول على الدعم العسكري فحسب، بل من المرحج أن يشارك الجيش المصري المنغمس في مجابهة التحديات الأمنية المحلية في التحالف العسكري العريض المزمع إنشاؤه لمحاربة داعش، ولكن الدعم الأهم الذي من أجله طار كيري من جدة إلى القاهرة هو دعم المؤسسات الدينية المصرية، وخصوصا الأزهر الشريف أكبر مرجعية دينية للسنة في العالم، وقال كيري إن القاهرة بوصفها العاصمة الفكرية والثقافية للعالم الإسلامي، فإن لها دورا مهما تلعبه في إعلان نبذها للآيديولوجية التي تنشرها جماعة داعش الإرهابية. هذا فضلا عن الدعم السياسي، حيث ترغب كل من القاهرة وواشنطون في الاستفادة من هذا التحالف لتحسين علاقاتهما الثنائية التي شابها التوتر بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وتجلى ذلك التوتر في تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، ولكن حاجة واشنطون لانخراط مصر اللاعب الأهم في المنطقة في حلفها الذي تسعى لتشكيله ضد داعش، يمكن استغلاله من الجانب المصري لإعادة التموضع المصري في خارطة التحالفات الأمريكية في حربها ضد الإرهاب عموما وحملتها الراهنة على داعش بشكل خاص، ويستفاد في ذلك من تصريح كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري أن "مصر تقف في الخطوط الأمامية في القتال ضد الإرهاب خاصة في ما يتعلق بالقتال ضد الجماعات المتطرفة في سيناء"، وكانت إشارة كيري إلى الجماعات المتطرفة بسيناء لتحفيز الجانب المصري للمزيد من الانخراط في الحلف الأمريكي، جاءت بعد أن أعلنت تلك الجماعات التي تخوض حربا مع الحكومة المصرية ولاءها لتنظيم داعش. الحوافز الأمريكية للجانب المصري قد تتسع بحسب التجاوب المصري، وربما تصل إلى فك تجميد المساعدات العسكرية، خصوصا وأن الوزير كيري أعلن في ذات الزيارة أنه من أجل مساعدة مصر في (مكافحة الإرهاب)، فإن بلاده ستسلم القاهرة عشر مروحيات من طراز أباتشي. اذن هل تصبح مصائب الحرب على داعش فوائد فى علاقات القاهرة وواشنطون؟ العالم الآن - صحيفة اليوم التالي