«1» أستاذ بعض ما يجري هو: في ليبيا أبناء القذافي.. وبأموالهم.. يقاتلون لعودة مملكة القذافي. وأبناء مبارك ومجموعته في مصر يقاتلون لإعادة مبارك. وعلي عبد الله صالح وأبناؤه يقاتلون في اليمن لإعادة علي عبد الله صالح للحكم. و... وبعض ما يجري هو : أمريكا في حربها على داعش تجد أنها لا تستطيع إرسال قوات على الأرض. وأمريكا تحول جيوش النزاعات الداخلية هذه لتصبح هي جيش أمريكا على الأرض. «2» والحوثيون «الشيعة» يدخلون عاصمة اليمن الأسبوع الماضي. وصنعاء تصبح هي العاصمة «الرابعة» في العالم السني التي يدخلها الشيعة «بغداد من قبلها ودمشق.. والآن صنعاء». وإيران.. التي تعمل تحت الجناح الأمريكي.. تقود نزاع علي عبد الله صالح ضد الثوار الذين أطاحوا به، بحيث يصبح جيش علي عبد الله صالح كتيبة في جيش الحوثيين. وبصورة أخرى السعودية. والسعودية التي تقاتل الإخوان المسلمين في اليمن تجد أنها تدعم الشيعة الذين يقاتلون الإخوان المسلمين. وفي العراق.. السعودية التي تقاتل داعش تجد أنها تقاتل إلى جانب أمريكا ضد الإخوان المسلمين. وفي مصر إلى جانب معروف. ومدهش أن إيران لا ترسل جيشها إلى العراق لقتال الإخوان المسلمين. وأمريكا تشعل نزاعاً آخر ليصبح جيشاً من جيوشها. فبعض الأمر هو : السعودية تفقد قيادتها الروحية للعالم الإسلامي السني. ومصر تفقد قيادتها العسكرية والسياسية للعالم الإسلامي السني. وتركيا تتقدم للقيادة. والنزاع هنا تجعله أمريكا سوقاً تدعم فيه من يبيع أكثر. والسيسي يرفض إرسال جيشه لأن الرجل يعيش تحت حماية جيشه. ثم هو يخسر الجيش والشعب إن هو أرسل الجيش إلى العراق. وسيسي يقدم عرضاً آخر. سيسي يعرض على أمريكا خدماته الاستخبارية.. والإعلامية.. يعرض أن يقوم الأزهر بحملة ضد انضمام الشباب إلى داعش. والأزهر يلتقي مع الشيعة.. هنا. ويلتقي مع الأممالمتحدة التي تصدر قراراً.. لأول مرة في تاريخها.. يمنع السفر إلى دولة معينة. لكن؟ أمريكا وإسرائيل كلتاهما سوف يلح بشدة على إرسال جيش مصر إلى هناك. فإسرائيل تعلم أن الجيش المصري عام «1965» لما كان يقاتل في اليمن ضد الجيش الملكي، كان يمهد لضربة وهزيمة عام «1967م». والمرحلة الرابعة الآن من تحطيم جيش مصر تجد في العراق «يمن» آخر.. يغوص فيه جيش مصر. «3» وما يصبح تفسيراً لكل هذا الهياج هو: أمريكا ومنذ عشر سنوات تنجح في تحريك العالم «مجتمعاً» ضد العالم الإسلامي. بعدها أمريكا تجعل الشيعة تحت أصابعها.. وما يبقى هو العالم الإسلامي السني. العالم الإسلامي السني حين يثور في الربيع العربي ضد حكامه الذين تديرهم أمريكا ويتجه إلى وعي حقيقي.. تجد أمريكا أن الأرض تحرث أمام الإخوان المسلمين.. لقيادة الوعي هذا. وهكذا أمريكا تعود الآن لقيادة الحرب بحيث تصبح حرباً «ضد الإخوان المسلمين» ظاهراً. وضد العالم الإسلامي السني.. جذوراً. والإخوان المسلمين هم الآن الجهة الإسلامية الوحيدة التي تتمتع بمستوى من الوعي الرفيع الذي يعرف العالم وما يجري فيه.. والتي تستطيع قيادة المسلمين ضد المخطط هذا. «4» وفي الحرب هذه أمريكا تقدم الرشاوى تحت أسماء أخرى. فالأنباء تتحدث عن أن «الحوثيين يحكمون صنعاء». بينما الأمر كله في حقيقته هو : إيران تصنع الآن حلفاً بين الحوثيين واليمن الجنوبي. واليمن الجنوبي.. حليف إيران منذ سنوات.. ينفصل غداً.. دولة مستقلة. عندها إيران تصبح هي سيدة مضيق المندب. أمريكا تقدم باب المندب هدية لإيران.. لعل حديث المفاعل النووي هناك. وأمريكا تضرب الإخوان «داعش» في العراق وسوريا تحت غطاء أنهم يهددون السلم. بينما الحقيقة هي : أمريكا.. في تمزيقها للعالم الإسلامي تذهب الآن إلى قيام دولة كردية تقضم جزءاً من العراق ومن تركيا. الغريب أن الجزء الثالث يقع داخل إيران.. لكن لا أحد هناك ينطق بحرف. وتركيا والسعودية وسوريا وأمريكا كل منها له أهداف دون أسماء. والأهداف هذه ما يكشفها ليس هو العقول النافذة. الأهداف هذه ما يكشفها الآن هو أن التخفي عند كل الجهات أصبح شيئاً لا معنى له. ونعرف العالم.. فالبحر لا تلغي خطورته بشفطه. البحر تلغي خطورته بأن تتعلم السباحة. آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]