على الرغم من تحذيرات المسؤولين المتكررة للمواطنين بعدم تشييد منازلهم في مجاري السيول وأطراف النيل تفادياً للكوارث وتوقعات الإرصاد الجوي والدفاع المدني بتضرر أكثر من «5» ملايين مواطن في خريف هذا العام، موزعين على كل ولايات السودان في عدد «110» محليات.. إلا أن فصل الخريف من الفصول المهمة في السودان وذلك لارتباطه بالأنشطة الحياتية الأساسية لأغلب سكان البلاد وتصاحبه بعض التداعيات السالبة من أهمها مهددات ومخاطر الصحة، حيث تمثل بيئة حاضنة لانتشار الأمراض والأوبئة مما يؤثر سلباً على تقديم الخدمات الصحية الروتينية للمواطنين فضلاً عن تأثير البنية التحتية للمؤسسات الصحية في حال السيول والفيضانات، لذا نجد أن وزارة الصحة الاتحادية أعلنت درجة التأهب العالية لمواجهة الآثار السالبة للسيول والفيضانات . يقول الدكتور عصام الدين محمد عبد اللّه وكيل وزارة الصحة الاتحادية إن الوزارة وضعت خطة إستراتيجية وخارطة جغرافية لتحديد أماكن الإخطار العالي بكل ولايات السودان، إضافة إلى توفير الخرط للولايات لتحديد أكثر المناطق تعرضاً للسيول والفيضانات، وأشار إلى أن هذه الخرط غطت حوالي «838» منطقة بالخدمات الصحية بنسبة «70%»، مؤكداً السعي الجاد للوصول إلى «100%»، كاشفاً عن قيام الوزارة بالتنسيق مع الدفاع المدني بتطوير موجهات الاستجابة السريعة للطواريء والأوبئة وتوفير معينات الخريف تصل قيمتها لأكثر من «25» مليون جنيه تتضمن مستشفيات ومراكز صحية متحركة ومبيدات حشرية وطلمبات رش وحبوب كلورة وناموسيات وغيرها من أدوات تم توزيعها على ولايات السودان المختلفة، لافتاً إلى أن الوزارة استفادت من تجارب خريف العام السابق حيث قامت إدارة الطواريء والعمل الإنساني بالوزارة بتنفيذ العديد من الأنشطة والمشروعات المتعلقة بجمع وتحليل معلومات الطواريء الصحية بالبلاد والتي شملت تحديث نظام معلومات الطواريء وتحديث ملف طواريء القطر واجازة طباعة وتوزيع ملف طواريء الولايات لعدد «16» ولاية. وأكد عصام أن خطة الاستعداد للخريف تهدف إلى تقليل واحتواء الآثار الصحية الناجمة عن السيول والفيضانات وضمان وصول المعلومات الكاملة الصحيحة من المناطق المتضررة خلال «24» ساعة وتدريب الأطر الصحية والتدخل السريع للمناطق المتأثرة التي تحتاج إلى تدخل اتحادي خلال «48» ساعة، وتوفير الخدمات الصحية الطبية المتكاملة للمتأثرين للحد من الأمراض المرتبطة بالخريف وضمان بيئة صحية بالمناطق المتأثرة، وأضاف أنه حتى الآن تم إعداد وتفعيل لجان عليا تنسيقية وفنية لديها اجتماعات راتبة على مستوى المركز والولايات وتدريب فرق الاستجابة السريعة وتحديد احتياجات المخزون الإستراتيجي لخريف العام 2014م لسد النقص على المستوى الاتحادي والولائي، فضلاً عن استلام حزم الأدوية من منظمات الأممالمتحدة «الصحة العالمية واليونسيف وصندوق الأممالمتحدة للسكان» ليتم توزيعها على الولايات غير المدعومة والتي تغطي حوالي «5» ملايين متأثر لمدة «3» أشهر. فيما أكدت الدكتورة سمية أُكد مدير إدارة الطواريء والعمل الإنساني بالوزارة تحسن المؤشرات الصحية لاستعدادات الولايات للخريف إلا أنها أقرت بعدم وجود تقدم في نقل النفايات وإعمال الجمع الأسبوعي لها بالأحياء، وأشارت سمية إلى ارتفاع معدل كلورة المياه في بعض الولايات إلى «100%»، كاشفة عن لجنة مشتركة مع وزارة الكهرباء والسدود لمتابعة الكلورة بكل الولايات، لافتة إلى توفير مخزون إستراتيجي من الأمصال لمواجهة لدغات العقارب والثعابين. صحيفة آخر لحظة