إحساسك بالسرقة مؤلم في كل الأحوال.. ومهما كانت قيمة المقتنيات ونوعها.. فغريزة الامتلاك الفطرية لدى الإنسان تجعل كل أشيائه كبيرة وعزيزة مهما كانت.. وإحساس فقدها بأعماقه مرير. وأشد تلك الأحاسيس إيلاماً على الإطلاق ذلك الذي ينتابك حين يسرق أحدهم منك آلاف الأصدقاء الأحياء.. وسنوات من التواصل بينك وبين أعزاء على قلبك قد لا تعرف الكثيرين منهم، ولكنهم أصبحوا جزءاً أصيلاً من حياتك وتفاصيلك اليومية.. تلتقيهم بانتظام.. وتستمع لآرائهم وتتأثر بها.. تستشيرهم.. وتعبر لهم عن مشاعرك بصدق وعفوية.. تشركهم في جميع لحظاتك ومناسباتك بالكلمة والصورة.. تعدهم مقياساً صادقاً لمعدلات نجاحك أو فشلك.. تتجاذب معهم أطراف الحديث.. وتناقش معهم القضايا الاجتماعية المهمة.. تبثهم الهموم المشتركة.. وتشاركهم الخواطر الحميمة. يعيشون معك مزاجك.. وجعك.. فرحك.. قلقك.. خوفك.. إحباطك.. أزماتك.. آراءك المعتدلة والمتطرفة.. أمنياتك للناس والوطن.. ومشاعرك الجياشة.. تمنحهم ثقتك المطلقة وتؤمن بأنهم أقرب اليك من العديد من الأقارب.. فمحبتهم لك لا تشوبها شائبة مصلحة أو حسد.. كيف لا وقد اختاروا طوعاً أن يتواصلوا معكم ويعبرون عن محبتهم وتقديرهم وإعجابهم بمختلف الأساليب مدفوعين فقط بالاحترام لاغير. إنهم أصدقاء الأسفير الذين أكرمني بهم الله عبر (الفيس بووك).. آلاف مؤلفة من القراء بالداخل والخارج لم أر منهم طوال السنوات الخمس السابقة سوى كل خير.. وحتى أولئك الذين يختلفون معي ويحتدم بيننا النقاش للحظة لا نلبث أن تعود مياهنا لمجاريها سريعاً دون أن تتكدر النفوس بالحنق المقيم. فالأمر لا يعدو كونه اختلافاً في وجهات النظر.. يزول بعد حين.. فيعودون لولائهم الغالي.. يفتقدوني عند الغياب.. ويؤازروني في المحن والملمات.. يدافعون عني.. وينحازون لجانبي.. ويدعمونني معنوياً ويقدمون لي النصح.. يحتملون ضيقي وكدري.. ويردوني إلى نفسي رداً جميلاً عند الغضب. كل هذا وأكثر أحاطني به أصدقاء الإسفير سنوات عددا.. وانغمست فيه حد الإدمان.. وتذوقت عبره حلاوة الاندياح والتفاكر.. ثم فجأة.. دون مقدمات.. يتغول أحد (القراصنة ) الملاعين على بريدي الإلكتروني ويسرق حسابي على (الفيس بووك) مع سبق الإصرار والترصد وبطريقة احترافية استعصت على الحل وأضاعت جزءاً حميماً من وقائعي وذكرياتي للأبد!! هذا اللص الإسفيري اللعين قاتله الله أصابني بالحسرة والأسى.. وأثار شكوكي في معظم من حولي ولاسيما أنه لم يعمد للخروج عن حدود الأدب كما درجت عادة القراصنة، ولكنه اكتفى بحرماني من التواصل مع الجميع وأغلق الحساب تماماً!! وهذا ما يجعل أصابع الاتهام تشير لبعض المرتزقة السافلين الذين توترت الأجواء بيني وبينهم مؤخراً مما حرك نوازعهم الانتقامية التي تشبه تفاصيلهم السمجة. عموماً.. أحيط الجميع علماً بأنني لم أعد ذات صلة بما يمكن أن يحدث عبر صفحاتي الإسفيرية القديمة.. وأبرئ ذمتي منها.. وأسأل الله العوض في كل ما ضاع من محتويات. وأعتذر لكل من يمكن أن تطاله يد الضرر من وراء هذه المصيبة التي ألمت بي والتي لا أعرف تحديداً مقدار الفائدة التي قد تعود على ذلك (الحرامي) الذي يستمتع بأذية الآخرين دون مبررات منطقية تذكر سوى دوافع المرض النفسي العضال والانحراف الأخلاقي!! وبقدر الأسى الذي يعتريني أسأل الله العفو والرضا.. وأعلم أنه ما ابتلاني بكل المصائب المتلاحقة مؤخراً إلا لخير مخبوء.. والحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه. تلويح: أنوه جميع القراء الأعزاء من مرتادي الإسفير أنني قد انتقلت للتواصل معهم عبر الحساب الجديد (Dalya Alyas) وقانا الله وإياكم شر (حرامية) الإسفير.. والمملين من مرتادي الشاشات البلورية الذين سنعود لحكاياتهم السمجة بالتفصيل قريباً. إندياح - صحيفة اليوم التالي