الأستاذ: هيثم كابو * بعد السلام والتحية؛ اسمح لي باحتلال زاويتك المقروءة لأكتب بعض النقاط المختصرة حول مأساة حجاج بيت الله الحرام وما يجدونه من معاناة، مع أنني لم أكن أحبذ التداخل بالكتابة، إلا أن ما سطره قلمك بالأمس كان مستفزاً فوجدت نفسي أكتب هذه الحروف أثناء ساعات العمل الرسمية، وأتمنى أن تجد حظها من النشر غداً لملاحقة القضية و(ضرب الحديد وهو ساخن). * أولاً: الشكر لكم في صحيفة (اليوم التالي) فقد تابعت من خلال (عناوين الصحف على الواتساب وموقع الصحيفة الإلكتروني) اهتمامكم بقضية إهمال الحجاج منذ أيام ذي الحجة وأنصحكم بأن تواصلوا تبني هذه القضية وإفراد مساحات كبيرة لها و(ألا تموت بمرور الزمن)، ويجب أن تقيموا منبراً باسم (اليوم التالي) تكون فاتحة أنشطته إهمال الحجاج و(أكل أموالهم دون وجه حق) ومن بعد ذلك تتواصل الملفات الأخرى التي تحتاج لإسهام إعلامي راشد كالعلاقات السودانية المصرية واستعدادات الأحزاب للانتخابات وغيرها من المواضيع . ثانياً: موقف وزارة الأوقاف والإرشاد مما حدث للحجاج هذا العام مخجل، وصمت الوزير الفاتح تاج السر منذ بدأية الأزمة على هذا الإذلال الأفضل منه لو خرج للدفاع عن منسوبيه ولو بالباطل، فالسكوت لن يحل مشكلة، وأذكر أن الأستاذ مزمل ابو القاسم كتب حول هذه الجزئية من قبل في مقال تحت عنوان (إهانة حجاج بيت الله) قال في بدايته: "ظننا أن اهتمام الإعلام بنشر معاناة الحجيج السوداني سيجبر مسؤولي وزارة الإرشاد والأوقاف على معالجة الخلل الذي جعل حجاجنا يجأرون بالشكوى من رداءة الطعام، وتغير رائحته، وضعف قيمته الغذائية، بالمقارنة مع الرسوم العالية التي تحصلت عليها هيئة لا تجوّد عملها، ولا تجد حرجاً في أن تأكل أموال حجاج بيت الله الحرام بالباطل، مثلما فعلت عندما ألزمت من اصطحبوا أطفالهم معهم بدفع قيمة حجهم كاملةً، وعاملتهم معاملة البالغين الراشدين" . وحديث مزمل (بين القوسين) يؤكد أن صمت الوزارة على الإهانة أسلوب وفلسفة أكثر من كونها هفوة وصدفة . ثالثاً: بجانب الحزن العام على هذه الفضائح المأساوية، فأنا عن نفسي حزين بصفة خاصة ل(الشقيق) الفاتح تاج السر لأن ما يجمعني به انتماء حزبي وكنت أتمنى ك(اتحادي) أن يتخذ الفاتح قرارات تشبه تاريخ الحزب الذي رضعنا القيم من ثديه وداخله عرفنا المعنى الحقيقي للوطنية، وإن وقف المؤتمر الوطني ضد قراراته التصحيحية التاريخية فليركل الكرسي ويتقدم باستقالته، وحينها سينظر الناس لتجربة (وزراء الأحزاب المشاركة) باحترام. وبعيداً عن أمانة التكليف التي تقتضي بلا جدال فعل ذلك، والواجب الأخلاقي الذي يفرض مثل هذه الخطوة فإنه وبلغة الميكافيلية السياسية فمثل هذا الموقف التاريخي لوزير اتحادي سيحقق مكاسب سياسية للحزب أكبر من التي حققتها المشاركة مع الوطني إن كان الهدف أصلاً خدمة البلد وتطويرها ونيل احترام الناس . رابعاً: شعرت بحزن لا يمكن وصفه عندما قرأت لك يا أبني هيثم أمس وأنت تكتب بالنص: "من حق المطيع أن (يتبجح) في وسائل الإعلام و(يتبختر) في الطرقات طالما أنه بعد كل الذي حدث من إذلال لزوار بيت الله الحرام لا يزال مديراً لإدارة الحج والعمرة، فلا هو ممن يعترفون بالفشل والتقصير ويتقدمون بالاستقالة، ولا وزير الأوقاف والإرشاد الذي تتبع الإدارة له قادر على محاسبة الرجل ورد اعتبار الحجاج بإصدار قرار إقالة). وأضفت يا عزيزي في سياق مشابه في خاتمة مقالك: "نلوم وزراء المؤتمر الوطني دائماً على قراراتهم الخاطئة، ولكننا يا عزيزي الفاتح لا نفعل ذلك مع الوزراء المنتمين لأحزاب مشاركة لأن معظكم لا يملك من (الأصل) الجرأة على اتخاذ قرارات بغض النظر عن العواقب الوخيمة وسوء التقديرات). الخطورة في هذا الحديث أن مأساة الحجاج مسحت بإدارة الحج والعمرة الأرض، ووجود (الفاتح الاتحادي) وزيراً في هذه الفترة هزم فكرة أن الأحزاب المشاركة تملك عناصر بحجم المسؤولية متى ما منحوا الفرصة، فبعد هذا الذي حدث للحجاج يا شقيق يجب ألا نحزن لبعد قياداتنا عن الجلوس في مراكز القرار وأنت يا شقيقي الفاتح (مرة تسكت ومرة تلتق) وبالفعل على ما يبدو أننا هرمنا حتى أصبحنا مثلنا مثل أحزاب (تمامة الجرتق) . * أخيراً : يجب أن يظل ملف إهمال الحجاج مفتوحاً يا عزيزي هيثم وأضم صوتي لصوتك وأنت تطالب بتكريم مدير إدارة الحج والعمرة وتقول: "من هو في (موقع إخفاقاته) يصعب عليه الخروج من المنزل خشية مقابلة الناس في الطرقات، فكيف لا نمنح وساماً رفيعاً لرجل بعد كل هذا الذي حدث للحجاج لا يزال يملك وجهاً يطل به على الناس في وسائل الإعلام ولساناً يجادل به دون وجه حق، مع أنه للأسف يجلس على كرسي إدارة فقدت عند الناس الثقة والاحترام". نفس أخير * حزني على الحجاج كبير وحزني عليك شقيقي الفاتح تاج السر أكبر. د. عمر يوسف محمد العوض الرياض ضد التيار - صحيفة اليوم التالي