1 * لم يعد سريان الشائعات التي ينسج خيوطها أصحاب القلوب المريضة خبراً، ولكن الخبر أن تطرق (شائعة الوفاة) أذن صاحبها فيتصل مستفسراً: (يا جماعة أنا قالوا اتوفيت بذبحة صدرية.. الكلام دا صحي ولا أنا لسه حي ؟؟) . *بذات ضحكاته المجلجة ذات الإيقاع المميز، وصوته العذب الرخيم استقبل قبل يومين أستاذنا الحبيب السر قدور - أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية شائعة وفاته - وأمسك صاحب (أغاني وأغاني) بالهاتف واتصل بالأستاذ حسن فضل المولى مدير قناة (النيل الأزرق) متسائلاً: (يا أبوعلي قالوا أنا اتوفيت قلت أضرب لناس (النيل الأزرق) ديل بلقى عندهم الخبر الأكيد !!!! )، وصوت ضحكات قدور العالية المميزة يسد فضاء المحادثة ويعطر كل الأجواء. * ((يا عمو السر متعك الله بالصحة يا زول يا مبدع.. وربنا يمد في عمرك وما يحرمنا من ضحكتك )). 2 * من السهل أن تحرر (شهادة وفاة) لشخص أغمض إغماضته الأخيرة مفارقاً الحياة الدنيا، ولكن من الصعب أن تجد من يكتب لك (شهادة حياة) تفيد بأن الدم لا يزال يجري في عروقك، وتنفسك طبيعياً، ودماغك لم يمت اكلينيكياً، وروحك لم تفارق جسدك، ولا تزال (حيا ترزق) ..!! * أينما كنت تدركك شائعات الموت التي تفتل حبالها شبكة لتصطادك.. معظم أصدقائك وجمهورك ومحبيك وحتى (من كانوا يشنون عليك هجوماً كاسحا، ولهم رأي سالب فيك) تحولوا إلى (موصل جيد) لنقل تلك الأراجيف والأكاذيب بدوافع الحب والخوف دون أن يدروا، فالقلق يسيطر عليهم تماماً عند انتشار شائعة مزعجة، ولأن الأعمار بيد الله وحده، والمرء يغادر الدنيا ما بين طرفة عين وانتباهتها لا يجد محبوك وسيلة للاطمئنان عليك ومعرفة الحقيقة سوى طرح الأسئلة عبر الوسائط المختلفة، ومن لا يملك إجابة تضمد جراح استفهام السؤال المزعج يبحث عن شخص ممن يعتقد أن عنده (الرد اليقين) لتبدأ رحلة القلق والتساؤلات وتزداد رقعة انتشار المخاوف والشائعات .!! * السؤال الذي ينبغي ألا ننسى طرحه على أنفسنا: (هل خوفنا على من نحب يدفعنا لتداول الشائعات بسرعة البرق ونفيها ساعة تلو الأخرى، أم أن هناك من يسعى بتخطيط رخيص لضخ الرعب في أفئدة الناس بنشر سموم الأكاذيب واغتيال الأحياء بسهام الأراجيف، ورؤية الحزن يسيطر على أهلهم ومحبيهم، والأسى يسكن ضلوع أصدقائهم ومعجبيهم) ؟. * ﻻ تهتم بمن حولك كثيراً فإنهم قادرون على معالجة أمرهم متى سمعوا شائعة رحيلك، مطلوب منك أنت الآن تهيئة نفسك عندما تسمع الخبر فقد تطالبك بعض الجهات بتقديم أوراق ثبوتية تؤكد أنك ما زلت على قيد الحياة . 3 أنفاس متقطعة * لا زلنا نبحث عن مذيع يحترم المشاهد بدراسة الموضوع الذي يريد التحدث فيه.. لا زلنا نبحث عن مذيع يتدفق في النقاش ببساطة مطلوبة دون تقعر يذكر، وبمرونة لا تعرف الاستعلاء ومداخلات تُثري النقاش ولا تفسده بالمقاطعات الرعناء في ظل غياب فضيلة الإصغاء ..!! * لا تزال مشاكل الناس وهمومهم بعيدة تماماً عن شاشات الفضائيات، لا زالت قنواتنا تتجاهل مناقشة القضايا الاقتصادية الملحة ومشاكل شظف العيش والمعاناة في كسب الرزق الحلال ومصاعب (قفة الخضار).. لا تزال القنوات بعيدة عن الناس، لذا لا يزال الناس بعيدون عن شاشاتها ..!! * الممثلة المخضرمة فائزة عمسيب امرأة نخلة منحت المسرح موهبتها وسنوات عمرها وبايعت الدراما على القتال في الصفوف الأمامية حتى الرمق الأخير، وحلقت في فضاءات السينما العربية برفقة المخرج الراحل رضوان الكاشف وهي تقاسم شيرهان بطولة فيلم (عرق البلح).. هذه المرأة المبدعة تواصل مشوارها ببراعة تحسد عليها وتجسيد بديع، ويكفي أن (خبرة وعمر) فائزة عمسيب تمثل (صمام أمان) لأدوار مفصلية في كثير من الأعمال فلو لم نجد بيننا فائزة لاضطر المخرج والسينارست سحب بعض الأدوار من العمل نهائياً وأطلت الأسرة على الشاشة بلا (حبوبة) لتصبح الأعمال ناقصة العمق والدلالات ومعاني الظهور ومجرد أوراق وسيقان بلا جذور ..!! *فائزة موجودة ولكن أين هي الدراما.؟ نفس أخير * وخلف ود بادي نردد : (بت الخير يجيك الخير وصل جوابك الكاتباهو للولد الحتالي وكان الظن ترسلي ليه هين هينين من البركاوي داك الطعمو حالي ولو بالقل شخاليب دوم وهنا والله ني ومسيخ وغالي سؤالك يمة عن أحوالي كان شفتيها تغنيك عن سؤالي أنا اتوكرت في قلب البنادر زي غريب شرقان مدلدل في الدوالي جات شايلاني حرّة جوف أنا اتحديت مجالا مو مجالي مصايب الجامعة أكبر من جميع الشفتو ولا سمعتو في أيامي الخوالي.!! ضد التيار - صحيفة اليوم التالي