سأل فرعون مصر رسول الله موسي عن ربه.. " قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" فكان جواب موسي ينطوي علي حكمة عميقة ونعمة باطنة يجحدها كثير من البشر اليوم!! إن جميع المخلوقات بما فيهم الإنسان تعيش تحت ظل تكوين رباني فطري داخلي ثم أنزل الله نوره وهدايتة بكتاب وسنة تقودها إلي توحيد الله..وقد منح الله تبارك وتعالي جميع الكائنات هذه الموهبة دون تفرقة..,فلم يخلق جماعة علي فطرة الإيمان, وجماعة أخري حبب إليها الإلحاد والكفر, إنما هي فطرة واحدة متساوية فطر الناس عليها..وعلى معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره ..يقول الحق سبحانه فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) وقد ورد في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية (عن أبي هريرة أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله .. الآية) ومنح الله تبارك وتعالي للإنسان عددا لايحصي من النعم والمنن , لكن أعظمهن نعمة التوحيد, وهي نعمة وزعت بالتساوي بين الناس, ومن ثم تفاوتت اجتهادات البشر بعد ذلك, من بعد أن تم منحهم الحرية المطلقة في الاختيار بين الإيمان والكفر فقال تعالي (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) فهناك من رعي هذه النعمة, وجاهد فيها وشكر المنعم عليها, وهناك من أسقط هذه النعمة من حساباته وكفرها بل جحدها وأنكرها ولم يعرف حقها من الشكر أو الحمد..وكان يقول بعض الجهلة من الناس أن أول من خلق التوحيد في الأرض وقبل الأنبياء هو (اخناتون) فرعون مصر قبل كذا ألف عام طعنا في الإسلام !!متجاهلين فطرة خلق الله الداخلية التي فطرأي (خلق) الناس عليها وأن آدم ابو البشر كان نبيا !! ولكن لكل واحد سعيه.. ولكل سعي عطاء أحسن منه أو جزاء مثله. وهناك علاقة وثيقة بين نعمة التوحيد.. وكرامة الإنسان, فمن العبودية لله وحده تولد (حرية الإنسان وحقوقه) وكرامته وعزته.. وبغير التوحيد يصير الإنسان خادما لحيوان أعجم يجرجره خلفه لكنه يسبح الله بفطرته, أو عبدا لصنم خلقه بيده!! و لهوي مضلٍ صنعه بنفسه أو لضلال وتحريف خطه بعض الاشقياء بأيديهم ما نزل الله من سلطان. نشكرك ونحمدك ياربنا علي نعمه التوحيد والإسلام والإيمان!! ونسألك أن تديمها علينا وتثبت عليها قلوبنا إلي يوم أن نلقاك وأنت راضٍ عنا, وأن تهدينا وتهدي بنا وتجعلنا سببا لمن اهتدي اللهم آمين. ورمضان كريم . بقلم : ودنبق - تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء) - انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة . - للتواصل معنا : [email protected] - قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة . - للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا