*والكلب هذا هو بخلاف كلب آل باسكر فيلد في الرواية العالمية الشهيرة.. *بل هو على العكس منه تماماً.. *فرغم التشابه العجيب بين اسمي صاحبي الكلبين الا أن الذي بين الحيوانين مختلف جداً.. *فأحدهما (شرس) ، والآخر( شره).. *فكلب آل بابكر عيد يأكل كما يقول المثل (أكل السوسة والعافية مدسوسة ).. *أو بالأحرى ؛ عافيته لا تتجلى الا في الداخل.. *فهو حين ينهزم كعادته خارجياً يهرع نحو البيت لينتقم مما بداخله من حيوانات مسكينة.. *ينتقم من الدجاج، والقط ، والحمار، والغنم.. *وصار كلب آل بابكر عيد مضرب مثل - بالبلدة - في (التهويش).. *وفي لحظة غضب طلبت زوجة بابكر من أبنائها التخلص من الكلب عبر أية وسيلة يرونها مناسبة.. *قالت انه لا يصلح لما تصلح له الكلاب رغم أنه (يطفح) في اليوم ما (تطفحه) كلاب الحّي كافة خلال اسبوع.. *وكاد الأولاد أن (يفعلوها) لولا أن أباهم تدخل في اللحظات الأخيرة داعياً الى منح الكلب فرصة لتصحيح (الاوضاع).. *قال أنه يتفق مع (الحاجة) في أن الكلب يشتغل بشكل عكسي ولكن ربما يكون محض تمرين على مواجهة (الأهداف) الخارجية.. *وصبر آل بابكر عيد على الكلب شهراً واثنين وثلاثة.. *وخلال شهور الصبر هذه اجتهد بابكر في تعليم كلبه ما يجب أن تفعله الكلاب.. *ثم فترت عزيمته بعد اصرار الكلب على أن لا يستأسد إلا داخلياً.. *وفرحت (الحاجة) حين أسّر اليها زوجها- ذات ليلة - أن الكلب موعده الصبح.. *ومن سوء حظ الكلب المسكين فقد أحدث في تلكم الليلة صخباً لم يعهد فيه من قبل.. *والصخب هذا كان جراء انتصار ساحق ألحقه به (جرو صغير) بالخارج.. * ثم هدأ كل شيء فجأة كما بدأ فجأة ليعم الأرجاء سكون رهيب.. *سكون لم يشرخه الا صوت المؤذن (ينبه) لصلاة الفجر.. *وقام (الحاج) للوضوء متثاقلاً - من أعياء السهر- وهو يدمدم (يا كلب ، أليس الصبح بقريب؟!).. *وحين خرج من الغرفة فوجئ بأن باحة المنزل قد أصبح عاليها سافلها.. *و الكلب باسط ذراعيه بمنتصفها وما في جسده شبرٌ الا وفيه مثل الذي وصف به خالد بن الوليد نفسه مع اختلاف (الأدوات).. *إلا وفيه رفسة حمار، أو نقرة ديك ، أو نطحة تيس !!! من أرشيف الكاتب بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة