أحداث باريس أعادت الالتفات إلى الجدل حول الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية وحتى لا تجد حركة (بيغيدا) البغيضة التربة خصبة لزرع الفتنة بين أفراد المجتمع الأوروبي، وكما سارت الملايين في باريس في مسيرة مناهضة للإرهارب خرجت برلين مظاهرة تدعو للتسامح والانفتاح، المتحدثون خلال المظاهرة ركزوا على ضرورة الاهتمام بمشاكل المسلمين بما يجعل "الإسلام جزءا من ألمانيا". حركة بيغيدا المعادية للإسلام، واسمها الكامل (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) نشطت في الفترة الأخيرة من خلال تنظيم الكثير من المظاهرات في عديد المدن الألمانية ولكن ألمانيا الدولة أدركت أن نشاط هذه الحركة العنصرية ليس خطراً على المسلمين وحسب بل يهدد ألمانيا وأوروبا وهي حركة تذكي روح التطرف والعنصرية البغيضة، وهي على حسب تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو فإن حركة (بيغيدا) لا تختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من حيث طريقة التفكير (التي ترجع للقرون الوسطى) والخوف ( الفوبيا) من الأجانب. لم يكن أوغلو مبالغا في وضع الحركتان في سلة واحدة فمع الاختلاف الفكرى بينهما، فإن النتائج الكارثية واحدة هي المزيد من الانقسام والفرقة وإشعال حرائق الكراهية في عالم بات ينشد السلام والاستقرار واحترام التنوع والتعددية الدينية والإثنية وتجاوز كل مخلفات صراعات القرون الوسطى الطاحنة. مظاهرة برلين التي تقدمتها المستشارة ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك بعثت برسالة اطمئنان بأن تداعيات أحداث باريس وغيرها من الأفعال التي يرتكبها بعض المسلمين لن تطال المسلمين جميعا، الرئيس الألماني كان واضحا في رسالته عندما خاطب تظاهرة برلين قائلا: وأضاف الرئيس الألماني في المظاهرة: "نحن ديمقراطيون بخلفياتنا السياسية والثقافية والدينية المختلفة، ونحترم ونحتاج بعضنا البعض". وأشار إلى أن الإرهابيين "أرادوا تفريقنا لكن المسلمين والأقليات الأخرى والمهاجرين هم جميعاً جزء من ألمانيا. ولا نسمح بتفريقنا". إذن الخطاب الرسمي الألماني يؤكد بأن الإسلام جزء من ألمانيا، والمسلمين مواطنون لديهم كامل الاحترام، وأن حركة بيغيدا وما تقوم به نشاط ضد الملسمين والأجانب هو نشاط معزول من قبل بعض التيارات اليمينة المتشددة التي تعارض الهجرة بالأساس وليس دين بعينه، ولكن هذا لا يمنع أن الحركة بات لها أنصار ومؤيدون بشكل كبير خصوصا كردات فعل عندما تحدث اعتداءات على غرار اعتداء باريس الأخير، ويتم توصيف الاعتداء على أنه عمل إرهابي وراءه المنظمات الإرهابية ذات الصلة بالمسلمين، وفشلت الحركة في تخويف المجمتع الألماني من الإسلاموفوبيا، حيث كشف استطلاع للرأي أجراه (معهد فورسا) أن 67% من الألمان يعدون حديث الحركة عن أسلمة المجتمع الألماني مبالغا فيه، مقابل 29% يرون أن خطاب الحركة مبرر. محمود الدنعو - العالم الآن صحيفة اليوم التالي