عشرة ايام قضاها الجنرال الامريكي المتقاعد سكوت غرايشن المبعوث الشخصي للرئيس باراك اوباما بالسودان متجولاً بين الخرطوم وجوبا ودارفور. وفي ثاني ايام زيارته اجرى لقاءاً مع الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي وصفته وسائل الاعلام بالمطول بحثا فيه (غرايشن - والترابي) القضايا العالقة في الساحة السياسية. واتجهت الانظار الى لقاء آخر مع الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي وقد رشحت اخبار عنها بأنها على رأس قائمة سجل زيارات غرايشن، الا ان ذلك اللقاء لم يتم بسبب وجود الصادق بالقاهرة مشاركاً في واحد من المنتديات الفكرية. واحتج د. موسى مادبو القيادي بحزب الامة على اعتذار غرايشن عن المرور على الحزب واعتبر ذلك مذمة للمؤسسية، وسرعان ما علق على احتجاجه ذاك اللواء «م» برمة فضل الله ناصر واعتبر انه ليس من حق د. مادبو الحديث باسم الحزب. وعن تلك الزيارة التي لم تتم وجددت الملاسنات بين قياديي حزب الامة ظهرت اقاويل بأن غرايشن لم يكن مهتماً بتلك الزيارة ، وقال اللواء «م» برمة ل «الرأي العام»: ان غرايشن طلب رسميا لقاء السيد الصادق المهدي كرئيس للحزب وكان واضحاً في طلبه بانه جاء الى السودان بغرض لقاء الحكومة وزعماء الاحزاب، وسألناه اذا كان يرغب في زيارة الحزب لان مؤسسات الحزب لا تتأثر بغياب او وجود السيد الصادق، الا انه لم يتحمس لذلك، لكن - الحديث مازال ل «اللواء «م» برمة» قام الحزب بتسليمه رؤيته في القضايا كافة فاستلمها ووعد بمقابلة السيد الصادق المهدي، إلا أن ذلك اللقاء لم يتم أيضاً. وبعدها استقبلت الخرطوم جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي الذي أجرى مباحثات مع الحكومة تناولت العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطون، وحسب جدول زيارة كبرى فلم يظهر حزب الأمة أو زعيمه الصادق المهدي على لائحة الزيارة، واعتبر مادبو آدم مادبو في حديثه ل «الرأي العام» أن تلك مؤشرات تلمح الى خروج حزب الأمة خارج الملعب السياسي الفاعل. وقال إنهم كأعضاء في الحزب وأبناء لدارفور التي تشغل قضيتها الساحة الدولية لن يتركوا الأمر يمر هكذا، دون فعل شئ. وفصل حديثه بأن الحزب لديه ملف عن دارفور كان بيد د. مادبو وكان لديه منفستو محدد حسب تطورات الأحداث في المنطقة وشرع الحزب في إقامة الورش والمنتديات والندوات إلا أنه وحسب إفرازات المؤتمر السابع لحزب الأمة، وتداعياتها سُحب الملف من يده. وبالتالي - مازال مادبو الابن يتحدث - تلاشت قضية دارفور وتراجعت في أجندة الحزب رغم أنه في آخر انتخابات فاز فيها الحزب في منطقة دارفور ب (43) دائرة من جملة (93). وفات على الحزب أن المجتمع الدولي يراقب بدقة مجريات الأحداث، وقد أرسل الحزب رسائل خاطئة وانطباعات سالبة في مؤتمره السابع، منها تحديداً تخاذله في قضية دارفور فكان لابد أن يتقهقر من على أجندة المجتمع الدولي. ويرى مادبو الابن أن عفوية حزب الأمة أسهمت مباشرة في تقزيم دور الحزب بالخلافات الكثيرة إضافة الى أن أغلبية أولاد دارفورغير مقرين بما حدث في المؤتمر الأخير، لذا فضل غرايشن مقابلة «الكبانية» يعني (الصادق المهدي) لأن قيادات حزب الأمة لا ترى في الحزب غير (الصادق المهدي)، وأشارمادبو الى أن متابعة وتقارير المجتمع الدولي لابد أن تكون كشفت مواقع القوة الحقيقية والفاعلة على الساحة السياسية وأدركت تراجع الحزب فتراجع عن زيارته. ما ذهب إليه مادبو قدره د. عبده مختار أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية وقال ل «الرأي العام»: إن للسياسة الأمريكية الخارجية تقديراتها الخاصة وتقييمها ولا تتعامل إلا مع القوى السياسية الفاعلة الآن على الساحة وحسب تقديراتهم هي المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية، والقوى المسلحة في دارفور، وبالنسبة لها لم تعد القوى الأخرى تمثل دوراً فاعلاً، وأضاف أنه وحسب تطورات الأحداث يدركون ما شاب حزب الأمة من وهن بسبب الانشقاقات والانقسامات التي ضربته، بالإضافة الى أنه لا يملك تأثيراً فاعلاً على القوى الجديدة، وبناءً على ذلك ترى الإدارة الجديدة في حكومة أوباما أن فاعلية الحزب تتمحور في الصادق المهدي وفي دوره التاريخي كمراقب للأحداث وتأثيره كفرد، لذا تفضل أن تتعامل معه من هذا المفهوم.