"إلهنا، عظم الخطب، واشتد الكرب على كثير من إخواننا المسلمين، اللهم انصرهم في فلسطين... اللهم انصر إخواننا في غزة، وامنحهم التوفيق والتمكين والعزة "... ترددت أصداء هذه الأدعية في قنوت ليلة ال27 من رمضان في الحرم المكي على لسان أكثر من مليوني مسلم، رافعين أكفهم بالضراعة، راجين الله أن يقبل دعاءهم، وسط أجواء من الخشوع والتبتل. وأدى نحو مليوني مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الحرام في ليلة ال27 رمضان، رغبةً في الظفر بليلة القدر. وتوجه الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكي في دعاء القنوت بصلاة التهجد بالدعاء لفلسطين وللمسجد الأقصى ولأهل غزة، قائلا : "إلهنا، عظم الخطب، واشتد الكرب على كثير من إخواننا المسلمين، اللهم انصرهم في فلسطين، على اليهود المعتدين المحتلين". وتابع: "اللهم انصر إخواننا في غزة، وامنحهم التوفيق والتمكين والعزة". وشرعت إسرائيل قبل 18 يومًا، بشن حربٍ على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الخميس قبل الماضي بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، حيث أسفرت هذه الحرب منذ بدئها في السابع من الشهر الجاري وحتى الساعة 6:00 تغ عن مقتل 803 فلسطينيًا، وإصابة نحو 5150 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 32 إسرائيلياً، بينهم مدنيان، وأصيب 463 معظمهم بحالات "هلع"، وفقاً لبيانات الجيش والشرطة الإسرائيليين، فيما تقول كتائب عز الدين القسام إنها قتلت 68 جندياً إسرائيلياً وخطفت آخر. ثم دعا الشخ السديس للسوريين ، قائلا : " اللهم كن لإخواننا المظلومين في بلاد الشام، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، يا ذا الجلال والإكرام إلى من تكلهم، إلى بعيد يتجهمهم أم إلى عدو ملكته أمرهم ". وتابع: "اللهم كن لإخواننا المضطهدين في دينهم في كل مكان ، اللهم كن لإخواننا في العراق وهيئ لهم من يحكمهم بالكتاب والسنة". وفاضت أعين المصلين بدموع الخشوع وارتفعت أكفهم بالضراعة، فيما لهجت الألسن بالدعاء المستحب في ليلة هي خير ألف شهر، مؤمنين على دعاء الشيخ السديس. كما دعا السديس في خطبته أن يرفع الله الفقر والجهل والمجاعة عن المسلمين، قائلا: "اللهم ارفع الفقر عن المسلمين والجهل عنهم والمجاعة عن ديارهم واجمعهم على الكتاب والسنة ووحد صفوفهم وألف قلوبهم". كما دعا الله أن يصلح الإعلام والتعليم : "اللهم أصلح وسائل والإعلام ومناهج التعليم في كل مكان يا حي يا قيوم". وامتلأت أروقة وساحات الحرم المكي والنبوي الشريف بجموع المعتكفين والمعتمرين الذين تقاطروا من كافة بقاع المعمورة لإحياء ليلة القدر والتي جرت العادة على تحريها ليلة 27 رمضان. وفي عمان، وحد أردنيون دعواتهم وصلواتهم في العاصمة لأهالي قطاع غزة بالصمود وللمقاومة المسلحة في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي بالنصر والتمكين. وجاء هذا الأمر استجابة لدعوة أطلقها المشاركون في الملتقي الذي نظمته الهيئة الشعبية الأردنية للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات (شعبي) الأربعاء، لتوحيد الدعوات والصلوات من أجل النصر لأهالي قطاع غزة. وقال محمد أبو العدس، إمام مسجد في نزهة عمان، (شرقا)، في خطبة ألقاها أمام مئات المصلين إن خير الدعوات في هذا اليوم هي الدعوات لأهالي قطاع غزة المنكوب، لافتا إلى أن الله وعد المسلمين باستجابة دعائهم بهذه الليلة. ومضى قائلا إن "الله قدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس لأن الأموال هي التي يبدأ بها الإنفاق والتجهيز للجهاد"، داعيا إلى التبرع بالمال لأهالي القطاع لتمكينهم من الصمود". وفي مسجد الكالوتي، غرب عمان، توافد المئات من المصلين لإحياء ليلة القدر، والدعاء لأهالي القطاع بالنصر وكسر الحصار عنهم وتمكينهم من العودة للحياة الطبيعية. كما شهدت معظم مساجد البلاد صلوات وابتهالات مختلفة ركزت على الدعاء والصلاة لحماية أهالي القطاع. الأناضول