الخرطوم في 26/4(سونا) مدينة الروصيرص ، ما أن يذكر هذا الاسم إلا وأرتبط بالخزان العتيق الذي انشأ في العام 1967م لتوفير المياه لري المشروعات الزراعية على ضفتي النيل الازرق ، وتوفير الطاقة الكهربائية للعديد من مناطق السودان وعلى رأسها العاصمة. فقد ظل هذا الصرح العملاق يلعب دوره كاملاً في دعم مشروعات الري ، والكهرباء التي أصبحت من دعائم التنمية الأساسية إلا أن المنطقة التي إحتضنته ظلت تعاني الظلام على مدى أربعة عقود من الزمان ، دونما أسباب واضحة أو منطقية تبرر هذا الحرمان. فقد روي الفريق مالك عقار والي الولاية الذي غمرته الفرحة وجماهير ولايته و هو يرى النور يسرى في اسلاك مدينة الروصيرص التي شهدت اربعة من احيائها دخول الكهرباء لأول مرة إلى جانب دخول الكهرباء لستة من احياء اختها الدمازين ، فقد روي الوالي قصة اشبه بالخيال حينما قال أنه سال أحد المسئولين عن سبب عدم مد المنطقة بالكهرباء فكانت اجابته " أن الكهرباء لا تسير عكس التيار" فقد رد عليه الوالي بعد فترة من الزمان " أننا اليوم شهدنا الكهرباء تسير عكس التيار". واضاف لدى مخاطبته جماهير محلية الروصيرص التي احتشدت منذ الصباح الباكر فرحاًُ باستقبال الكهرباء " أننا كنا نرى الكهرباء حينما ننظر إلى أعلى واليوم رأيناها بيننا ". إن هذا الإنجازالذي أجمع عليه المراقبين ، والمستفيدين منه قد تم مؤخراً على يد الأستاذ/ الزبير أحمد حسن وزير الطاقة والتعدين مؤخراً بتدشين إنارة ستة احياء بالدمازين وأربعة بالروصيرص الذي هنأ أهل الروصيرص بالحدث، وحياهم على صبرهم وصمودهم مؤكداً مواصلة الحكومة لمشروعات التنمية المختلفة ، مشيرا إلى ان تعلية خزان الروصيرص ستأتي بخير للولاية. واثنى الوالي خلال كلمته على الحكومة الاتحادية لاستجابتها لمطالب المنطقة ، مشيرا الى توقيع مذكرة تفاهم لانارة بقية احياء المنطقة وهنأ الوالي أهل الروصيرص وقال أن الخزان قد تحول من صنم إلى شي ناطق وأبدى أحمد كرمنو نائب الوالي ، وزير التخطيط العمراني بالولاية سعادته لهذا الإنجاز وقال أن خزان الروصيرص كان يُعرف بظل الدليب " قعره حر وظله بعيد" والآن يتمتع أهل المنطقة بالكهرباء التي ينتجها لكن اهل الروصيرص أصبح يؤرقهم هاجس ارتفاع تكاليف التوصيل الجديد فتعالت هتافاتهم مطالبين بالتخفيض ، الأمر الذي وجد صدى لدى الوزير الذي وعدهم بدراسة الطلب والبت فيه. أن حال أهل الروصيرص يذكرنا ببيت شعر قديم " العيث في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول" والذي يقابله عندنا في السودان " ذي إبل الرحيل شايله السقا وعطشانا " ولكن تحول الان الحال واصبحت المدينة تنعم بالكهرباء بعد طول صبر وانتظار.