تعلية خزان الروصيرص تأتي وكأنها تشييد خزان آخر فوق الخزان الماثل الآن كي يعطي نفعاً كبيراً ظلت أعناق المهندسين وخبراء الكهرباء وعلماء الري تتوق الى تحقيقه زهاء أربعين عاماً.. ذلك لأن العائد سيكون كبيراً ومؤثراً في حياة أهل المنطقة المحيطة بالروصيرص مثل تأثيره الكبير في مصاف الاقتصاد القومي لما يتيحه من توسع زراعي فوق مضاعفته للتوليد الكهربائي كما الحال في خزان الروصيرص الآن، هذا الى جانب تخزين كميات هائلة من المياه هي حقوق السودان المرصودة له في اتفاقية تقسيم مياه النيل السودانية المصرية وقد كانت تذهب هدراً. فقد تم في الخرطوم يوم الأحد الماضي التوقيع على اتفاق بين وحدة تنفيذ السدود وكونسورتيوم صيني لتنفيذ تعلية خزان الروصيرص والحصول على تمويل لتنفيذ المشروع الحيوي هذا الذي يرفع إنتاج الكهرباء ويزيد السعة التخزينية للمياه بما يتيح زيادة الرقعة الزراعية.. وقد شهد التوقيع الأخ الرئيس المشير عمر البشير وعدد كبير من كبار المسؤولين في الدولة الى جانب مسؤولي ولاية النيل الأزرق. وأوردت «الرأي العام» في تغطية لمحررها الهمام الأستاذ وليد الخليفة أن توقيع الاتفاقية يقصد الى تنفيذ الأعمال المدنية والهيروميكانيكية بتكلفة (396) مليون دولار.. وبهذه المناسبة كان لابد أن يسمع صوت الوزارة المعنية بهذا الشأن وهي وزارة الري التي تحدث عنها وزيرها العالم الشهم المهندس كمال علي محمد الذي قال:- إن تعلية سد الروصيرص تأتي تنفيذاً للخطة الاستراتيجية القومية ووفاءً للفقرة (2) من اتفاقية مياه النيل مع مصر (العام 1959)، وقد أوضح أنه بهذا التوقيع «على اتفاقية تعلية سد الروصيرص» تبدأ المرحلة الثانية التي سترفع كفاءة المياه المخزونة من (3 مليارات) الى (3ر7) مليارات متر مكعب.. وستضاعف إنتاج الكهرباء بنسبة (50%) من الكمية المنتجة الآن وذلك الحدث يضاعف أيضاً إنتاج كهرباء خزان سنار بنسبة (100%) ويدعم خزان مروي. وكان لابد من كلمة شكر تُزجى للشركات التي بادرت باحتواء هذا المشروع تنفيذاً وتمويلاً.. وذلك هو ما عبر عنه الدكتور عوض الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني الذي أشاد بعطاء هذه المؤسسات المالية التي قدمت التمويل لهذا المشروع الكبير وهنأ د. عوض الجاز الشركات الصينية الفائزة بعطاء تنفيذ المشروع وكذلك الشركتين الأسترالية والفرنسية اللتين فازتا بالعقد الإستشاري.. لكنه دعاها لسرعة العمل وإنجاز المشروع في زمانه المحدد. وكان متوقعاً أن يخاطب الحضور السفير الصيني بالخرطوم الذي أكد عمق العلاقات السودانية الصينية، وقد أشار الى تشجيع حكومته المستمر للشركات الصينية العاملة بالسودان، وقال إن الصين تعتبر من أكبر الدول النامية في العالم والسودان يعتبر الأكبر في إفريقيا، وأعاد التأكيد بأن الشركتين ستنفذان المشروع في أسرع وقت وأحسن جودة دعماً لأواصر العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين. هذا المشروع العملاق الذي انتظره أهل السودان لأربعة عقود وهم يتمنون تحويله من الخرائط والدراسات الكثيرة المرصودة الى دنيا الواقع مجسداً فوق الأرض.. على الأخص أنه سيسهم في توفير الري للتوسع الزراعي المروي في سعة من الأرض تصل الى (5ر1 مليون) فدان (مليون ونصف المليون فدان)، كما سيضاعف من مساحة أراضي الجروف التي ستنشأ حول بحيرة الخزان بعد تعليته بما مساحته (4.17 آلاف فدان) أي بزيادة (100%) من المساحة الحالية، وهذه التعلية التي سيشهدها خزان الروصيرص ستمكن من استغلال ترعتي كنانة والرهد وزيادة المساحة المزروعة في ولايات سنار والدمازين والجزيرة. ومشروع تعلية خزان الروصيرص الذي تبلغ تكلفته كما أشرنا من قبل (396 مليون دولار) اشتركت في تمويله خمسة صناديق هي: الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وصندوق الأوبك، وصندوق أبوظبي للتنمية، بجانب حكومة السودان بالطبع.