سونا مدينة الروصيرص ، ما أن يذكر هذا الاسم إلا وأرتبط بالخزان العتيق الذي انشأ في العام 1967م لتوفير المياه لري المشروعات الزراعية على ضفتي النيل الازرق ، وتوفير الطاقة الكهربائية للعديد من مناطق السودان وعلى رأسها العاصمة. فقد ظل هذا الصرح العملاق يلعب دوره كاملاً في دعم مشروعات الري ، والكهرباء التي أصبحت من دعائم التنمية الأساسية إلا أن المنطقة التي إحتضنته ظلت تعاني الظلام على مدى أربعة عقود من الزمان ، دونما أسباب واضحة أو منطقية تبرر هذا الحرمان. فقد روي الفريق مالك عقار والي الولاية الذي غمرته الفرحة وجماهير ولايته و هو يرى النور يسرى في اسلاك مدينة الروصيرص التي شهدت اربعة من احيائها دخول الكهرباء لأول مرة إلى جانب دخول الكهرباء لستة من احياء اختها الدمازين ، فقد روي الوالي قصة اشبه بالخيال حينما قال أنه سال أحد المسئولين عن سبب عدم مد المنطقة بالكهرباء فكانت اجابته أن الكهرباء لا تسير عكس التيار فقد رد عليه الوالي بعد فترة من الزمان أننا اليوم شهدنا الكهرباء تسير عكس التيار. واضاف لدى مخاطبته جماهير محلية الروصيرص التي احتشدت منذ الصباح الباكر فرحاًُ باستقبال الكهرباء أننا كنا نرى الكهرباء حينما ننظر إلى أعلى واليوم رأيناها بيننا . إن هذا الإنجازالذي أجمع عليه المراقبين ، والمستفيدين منه قد تم مؤخراً على يد الأستاذ/ الزبير أحمد حسن وزير الطاقة والتعدين مؤخراً بتدشين إنارة ستة احياء بالدمازين وأربعة بالروصيرص الذي هنأ أهل الروصيرص بالحدث، وحياهم على صبرهم وصمودهم مؤكداً مواصلة الحكومة لمشروعات التنمية المختلفة ، مشيرا إلى ان تعلية خزان الروصيرص ستأتي بخير للولاية. واثنى الوالي خلال كلمته على الحكومة الاتحادية لاستجابتها لمطالب المنطقة ، مشيرا الى توقيع مذكرة تفاهم لانارة بقية احياء المنطقة وهنأ الوالي أهل الروصيرص وقال أن الخزان قد تحول من صنم إلى شي ناطق وأبدى أحمد كرمنو نائب الوالي ، وزير التخطيط العمراني بالولاية سعادته لهذا الإنجاز وقال أن خزان الروصيرص كان يُعرف بظل الدليب قعره حر وظله بعيد والآن يتمتع أهل المنطقة بالكهرباء التي ينتجها لكن اهل الروصيرص أصبح يؤرقهم هاجس ارتفاع تكاليف التوصيل الجديد فتعالت هتافاتهم مطالبين بالتخفيض ، الأمر الذي وجد صدى لدى الوزير الذي وعدهم بدراسة الطلب والبت فيه. أن حال أهل الروصيرص يذكرنا ببيت شعر قديم العيث في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول والذي يقابله عندنا في السودان ذي إبل الرحيل شايله السقا وعطشانا ولكن تحول الان الحال واصبحت المدينة تنعم بالكهرباء بعد طول صبر وانتظار.