وكل ما في الأمر هو أن كل شيء يتبدل.. في السودان وغير السودان... في الحكومات والمجتمعات.. وحتى الكلمات ومعاني الكلمات. .. في العالم أمس الثلاثاء ظهراً لما كانت المحطات تعرض محاكمة أنطوني بلير التي تكشف أن ضربة العراق عام 2003م كانت عدواناً أمريكياً.. كانت أمريكا تضرب العراق.. تضرب داعش. .. وكلمات مثل الحق والباطل و... أشياء معانيها تتبدل الآن. .. ودراسة فيها. قالوا لمهاتير.. كيف أقمت دولة مسلمة .. تقود آسيا اقتصادياً بعد أن كانت ركاماً.. وعندك سبعون شعباً مختلفاً.. قال: السبعون قدناهم معاً بآية «ولقد كرمنا بني آدم»، لم يقل الله سبحانه.. كرمنا المسلمين. قالوا: لكن الآخرين في العالم الإسلامي يضربون غير المسلمين. قال: انظروا.. تجدون أن المهاجم هناك هم الآخرون هؤلاء .. وأن المسلمين مدافعون. ومعاني الآيات والفهم تتبدل. ومعاني العلاقات تتبدل. ومحاضر عن الإستراتيجية يصل إلى أن : الإستراتيجية في السودان ما يهدمها هو أن ما يقال لا ينفذ. .. ومعنى الجملة هذه يصبح أعظم من يقدم تفسيراً له هو هيكل عام 1967م. هيكل حين يبحث يومئذ عن صورة ترسم الكلام الذي لا يتبعه عمل يقول : السودانيون هم الذين توصلوا إلى نحت أفصح جملة لرسم الكلام الذي لا يتبعه عمل.. فالسودانيون هم الشعب الوحيد في الأرض الذي ينحت تعبير «كلام ساكت» ويجمع بين الكلام.. والسكوت (2) وعن الأحزاب في السودان وما يتبدل قالوا : الشيوعيون والإخوان المسلمون أنتجوا كتباً بينما الأحزاب ستون سنة دون كتاب واحد.. في أي شيء. الشيوعيون كتبوا شعراً وأدباً وفنوناً.. و... والإخوان كتبوا أدباً ودراسات وشعراً.. .. الشيوعيون يعتذرون بأنهم لم يحكموا.. بينما الإخوان في السودان يقيمون بنك فيصل.. ومصانع.. وهم في المعارضة.. الأحزاب تموت منذ خمسين سنة.. وفي كل ميدان قال: الأشياء تتبدل والشعارات الأحزاب العقائدية أعظمها الشيوعيون.. أعداء أمريكا. والسخرية تجعل الشيوعيين هم أعظم هجاء لأمريكا.. ولسبعين سنة.. لم يتركوا لها صفحة. بعدها.. الآن.. الشيوعيون يصبحون كلاب صيد لأمريكا ضد الإسلاميين. قالوا الشيوعيون (ينفردون) بحكم أعظم دولة حتى إذا سقطت وفشلوا قالوا : النظرية صحيحة والخطأ هو التطبيق. قالوا: لو لم تنفردوا بالحكم لكان العذر هذا مقبولاً. قالوا: العذر هذا يعني أن من انفرد بالحكم كانوا هم خلاصة العقول البلهاء.. التي تبلغ براعة البله فيما هدم نظرية هي كاملة تماماً. قالوا : الفرز الذي يقود المجتمع والدولة يستمر. وفي السودان من (يقاتل) هم الشيوعيون والإخوان. الصادق قاتل أيام 1976 ضد النميري والتسعينيات ضد الإنقاذ لكن؟ عام 1976 الصادق كان من يصنع جيشه هم الإخوان وعام 1992 الصادق حين ينفرد بجيشه في أسمرا ضد الإخوان لا يتبعه مائة (وما يقع في المعسكرات هناك لا يمكن روايته). نوع آخر من الفرز. (4) وشيء يتبدل.. في الأحزاب والحكومات والجيوش والمعاني والمجتمعات. وانتحار أحد أعظم الممثلين في هوليوود الأسبوع الماضي يعيد السؤال عن : كيف ولماذا تكشف الإحصائيات أن أكثرالناس تعاسة هم أهل الدول الغنية. قالوا: الدراسات الإستراتيجية في العالم كله تقول الآن إن : الإنسان ليس هو طعاماً وكمبيوتراً وجسماً رياضياً الإنسان أصله الأول هو الروح. قالوا: المجتمع أيضاً أصله الروح.. روح قوية تعني مجتمعاً قوياً. .. قالوا قالوا. والروح ما يقدم التفسير الأعظم لها وكيف تصبح هي السلاح الأعظم هو حرب إسرائيل من هناك بكل ما عندها وحماس من هنا بكل أيديها العارية. وكيف يضج المجتمع بجثث الأطفال ثم يصمد. العالم يتبدل.. ونعرف ما يحمله الغد للسودان حين نعرف جذور الجملة هذه. والحوار هو أن أعطيك ما عندي من معرفة وأن آخذ ما عندك من معرفة.. وأن أعرف.. وأن تعرف العالم.. لأن من لا يعرف العالم اليوم.. العالم المتبدل.. يموت. المعادلة هذه تكشف عن : لماذا لا يوجد الآن حوار؟ حوار مع من..؟ كل شيء يتبدل.. وبعض ما يتبدل هو معنى كلمة (حوار). صحيفة الانتباهة