يقول مسؤولون بشركات تطويف إنهم لم يتأثروا بقرار تقليص نسبة الحجاج للعام الثاني على التوالي، مؤكدين أن نظام التطويف الإلكتروني ساعد على الحد من تكدس الحجيج. يأتي هذا فيما طالبت السلطات السعودية الشركات باعتماد التقنيات الحديثة للتخفيف على الحجاج. شهد موسم الحج الحالي ارتفاعا في أعداد بعض البعثات على عكس السنوات الماضية، في حين شهد انخفاض أعداد حجاج دول أخرى. وقالت المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية إن العدد الإجمالي للحجاج العرب هذا العام بلغ 265 ألفا و217 حاجا. وتصدرت مصر قائمة الحجيج العرب ب68 ألفا و749 حاجا، تليها الجزائر ب28 ألفا و543 حاجا، وحل المغرب ثالثا ب26 ألفا و790 حاجا، في حين حل العراق رابعا ب26 ألفا و259 حاجا. ولم يحل اجتياح المتمردين الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي دون إكمال الحجاج اليمنيين النسبة المقررة لهم، حيث بلغ عددهم 19 ألفا و360 حاجا، وفق تقرير إحصائي أصدرته مؤسسة الأزمة السياسية والعسكرية اليمنية. وأشار تقرير المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية إلى أن حجاجا ينتمون لقارات آسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية من الدول العربية أتوا لأداء فريضة الحج. فقد حضر أربعة كولومبيين وأحد عشر برازيليا، وثمانية فنزويليين، وسبعة من دولة الأوزبك ومثلهم من روسيا الاتحادية، وخمسة من أستراليا، وحاجان من بنما -إحدى دول الكاريبي-، وحاج واحد من كل من البارغواي وميانمار والدانمارك وألمانيا وأوغندا ومكاو وإيطاليا والبوسنة، وغيرهم ممن يقيمون بشكل دائم في الدول العربية من غير العرب. قرار تقليص حجاج الخارج بنسبة 20% تم تنفيذه للعام الثاني (الجزيرة) نسب البعثات وقالت مصادر سعودية معنية بشؤون الحج إن الحجاج السوريين حققوا أعلى نسبة أداء لفريضة الحج على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث وصل عددهم هذا العام إلى 9 آلاف و185 حاجا مقابل أقل من أربعة آلاف حاج العام الماضي. وبحسب تقرير المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- فإن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية هو من يشرف على رحلات السوريين للمشاعر المقدسة، وذلك بعد اعتراف الرياض به ممثلا شرعيا للشعب السوري. وحدد التقرير أربع دول قدم منها السوريون لأداء مناسكهم، ثلاث منها لها حدود متصلة بالحدود السورية وبها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وهي لبنان والأردن وتركيا، أما الدولة الرابعة فهي مصر. وذكر التقرير أن عدد السوريين القادمين للحج تقلص منذ اندلاع الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس/آذار 2011، إلا أنه شهد ارتفاعا منذ العام 2012، مشيرا إلى أن عددهم لم يتجاوز الألف حاج في الموسم قبل الماضي. أما عن حجاج تركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا، فيقول رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج هذه الدول طارق عنقاوي للجزيرة نت إن نحو 190 ألف حاج من هذه الدول قدموا هذا العام. وأضاف عنقاوي أن بعثة الحج الكولومبية هي أقل البعثات عددا، فهي مكونة من سيدة واحدة أسلمت في يونيو/حزيران الماضي وقدمت لأداء الفريضة، لكنها لا تفضل الحديث الإعلامي لتتفرغ للعبادة. تقليص الأعداد وعن مدى تضرر أرباح مؤسسات الطوافة من تمديد قرار تقليص الأعداد، قال عنقاوي "لم تتأثر مؤسستنا إطلاقا، فنحن نهتم أولا بخدمة الحجاج دون النظر للأرباح". وأشار إلى أن الخدمات التي تطلبها مكاتب شؤون بعثات الحجاج عوضت الخسائر التي ترتبت على تقليص أعداد الحجيج. ونفى ما يشاع عن وجود شكاوى من مكاتب شؤون بعثات حجاج الخارج بسبب رفع الكلفة المالية على حجيجهم، مؤكدا أن بعثات الحج الخارجية "تفهمت بشكل كبير قرار السلطات تقليص نسبة حجاج الدول، وعلموا أن ذلك يكفل لهم حجا آمنا". وتحتل قارة أوروبا المرتبة الأولى من حيث عدد الحجيج من هذه المناطق ب75 ألف حاج، وتعتبر روسيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا أكثر الدول التي يقدم منها ضيوف الرحمن، في حين حل الحجاج الأتراك في المرتبة الثانية ب60 ألف حاج. أما حجاج الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا فبلغ عددهم 17 ألف حاج، بينما بلغ عدد حجاج أستراليا ستة آلاف حاج. ولا يتجاوز عدد حجاج أميركا اللاتينية ودول الكاريبي 150 حاجا أغلبهم من البرازيل والأرجنتين ودول لاتينية أخرى. وقلصت سلطات الحج السعودية أعداد حجاج الخارج بنسبة تبلغ 20% بسبب أعمال التوسعة التي تجرى بالمسجد الحرام ولتخفيف ضغط الحجيج على صحن الطواف. وانعكس هذا التقليص على إجمالي أعداد الحجاج القادمين من تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، حيث بلغ عددهم 190 ألف حاج بدلا من 250 ألفا. وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي يتم فيه قرار تقليص الأعداد، حيث ترى سلطات الحج المركزية أن ذلك يساهم في الحفاظ على سلامة وأمن حجاج البيت المعمور. الحج الواحد وحصلت الجزيرة نت على معلومات بأن وزارة الحج السعودية طالبت مؤسسات الطوافة بتطبيق مبدأ "الحوكمة الإلكترونية الآلية" وتحويل الأعمال التقليدية إلى التقنية لتتماشى مع نظام "الحج الواحد" الذي يعتمد المسار الإلكتروني لحجاج الخارج. ومن المقرر تطبيق نظام الحج الواحد بدءا من الموسم المقبل لضمان الجودة وسرعة وإنجاز العمل وإصدار التأشيرات. وكانت السلطات قد اعتمدت برنامج "التطويف الإلكتروني" الذي يعتمد على قيام رئيس مجموعة الخدمة الميدانية بالحجز عبر البوابة الإلكترونية لإرسال الحجيج للمسجد الحرام وتطويفهم ثم إعادتهم لمساكنهم في أوقات محددة. وقد ساهم البرنامج الذي يطبق للسنة الثانية على التوالي في عدم تكدس الحجاج في الحرم المكي في وقت واحد، خاصة مع ضيق المساحات بفعل مشاريع التوسعة.