ابتكر مصور أمريكي أصغر طائرة بدون طيار في العالم، حيث يمكن طيها ووضعها في الجيب لتصبح أشبه بعلبة السجائر ليتم التنقل بها بسهولة واستخدامها في عمليات التصوير أو غير ذلك من المهام، فيما يبلغ ثمن الطائرة الجديدة المبتكرة 200 دولار فقط. أما الجديد واللافت في طائرة ال»درونز» الجديدة فهي أنها لا تحتاج لجهاز تحكم عن بعد وإنما يتم التعرف عليها من خلال الهاتف المحمول، والتحكم فيها من خلاله، سواء كان الهاتف يعمل بنظام (iOS) المستخدم في هواتف «آيفون» أو بنظام «أندرويد» المستخدم في هواتف «سامسونغ»، بحيث يصبح الهاتف هو ال»ريموت كونترول» الذي يتحكم في الطائرة عن بعد، ومن ثم تظل هذه الطائرة عبارة عن قطعة واحدة وليست قطعتين. ويمكن استخدام هذه الطائرة المبتكرة في العديد من المهام، لكن المهمة الأبرز لها هي التصوير، وخاصة في الأماكن المفتوحة وخلال الأحداث المهمة، حيث ستمثل إضافة مهمة في عالم التصوير الحديث، اذ ستتيح للمصورين وبامكانات متواضعة التقاط مشاهد وصور، سواء ثابتة أو بالفيديو، من أعلى، خاصة خلال مناسبات كبيرة مثل التظاهرات والإعتصامات والأحداث التي تتضمن اشتباكات وأعمال عنف. والطائرة الجديدة من تصميم وابتكار المصور الأمريكي ستيفن لام الذي يتخذ من مدينة نيويورك مقراً له، وأطلق عليها اسم (Anura) فيما قالت جريدة «دايلي ميل» في تقرير لها إن الثمن المتوقع للطائرة سوف لن يزيد عن 200 دولار فقط، إلا أنه لم يتم الكشف رسمياً عن هذه الطائرة حتى اللحظة كما لم يتم إعلان سعرها أيضاً. والطائرة الجديدة ستكون مزودة بكاميرا صغيرة الحجم ودقيقة جداً تقوم بالبث مباشرة من الموقع الذي تحلق فوقه الى جهاز الهاتف المحمول الذي يتحكم فيها، وهو جهاز صاحب الطائرة، حيث لن يضطر المستخدمون لتركيب كاميرات إضافية على الطائرة من أجل التصوير والتقاط المشاهد، وإنما سيكون بمقدورها أن تفعل ذلك وأن تبث مباشرة، حيث يمكن الاكتفاء بتخزين ما يتم تصويره على الهاتف المحمول، أو بثه مباشرة على الانترنت أو تحميله على الفور على موقع «يوتيوب» من خلال الهاتف مباشرة ودون الحاجة الى جهاز كمبيوتر. مواصفات الطائرة وبحسب المعلومات التي تداولتها العديد من التقارير الإعلامية الغربية، فان طائرة ال»درونز» التي سترى النور وتطرح في الأسواق قريباً، ما زالت غير معروفة الأبعاد بشكل دقيق، أي أن حجمها ليس محدداً بشكل دقيق حتى الآن. وسوف تكون مزودة بأربع محركات مروحية، حيث توفر قدرة عالية على التحكم فيها. كما أنها مزودة ببطارية قابلة للشحن، لكنها صغيرة الحجم ويمكنها التحليق مدة تصل الى عشر دقائق فقط بعد ان يتم شحنها بشكل كامل، لكن هذه المدة المتواضعة تظل كافية بالنسبة للصحافيين من أجل التقاط صور وفيديوهات يمكن استخدامها في الأخبار والتقارير، كما تظل كافية أيضاَ بالنسبة للهواة والراغبين في الاحتفاظ بالصور التذكارية، إذ أن الدقائق العشر من التسجيل من على ارتفاع، أي من السماء، في أي حدث تعتبر كافية لتشكل إضافة مهمة لعملية التصوير. وتصل سرعتها الى 40 كيلو مترا في الساعة، وهو ما يعطيها ميزة السرعة أيضاً ، وقد لا يتعدى الثلاث دقائق ومن ثم إصدار الأمر لها بالعودة الى مكانها. وقال المصور لام إن الطائرة «أنورا» هي تصميم متكامل لطائرة مروحية من أربع محركات بدون طيار، وهي أصغر شيء ممكن في هذا المجال، مشيراً الى أنها صغيرة الحجم وقابلة للثني من أجل وضعها في الجيب ومن ثم التنقل بها على مدار الساعة، مضيفاً: «كل ما تحتاجه لاستخدامها هو الهاتف المحمول فقط». ويقول المصور لام إن العديد من المزايا سوف يتم اضافتها الى الطائرة الجديدة المبتكرة، مثل القدرة على الإقلاع التلقائي، والهبوط أوتوماتيكياً، والعودة الى منزل صاحبها دون الحاجة الى التحكم، إلا أنه أكد أن هذه المزايا ستتم إضافتها الى الطائرة في حال تمكنت الشركة المنتجة من بيع ألف وحدة على الأقل لتتأكد من أنها تلقى رواجاً جيداً في أوساط المستخدمين. وبدأ عالم التصوير يشهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة بفضل الهواتف المحمولة الذكية التي أصبحت الشركات المنتجة لها تتسابق في إضافة الكاميرات ذات الجودة العالية والمواصفات الاستثنائية اليها، فضلاً عن أن ارتباط هذه الهواتف بشبكة الانترنت وظهور شبكات الانترنت الخاصة بالهواتف المحمولة (3G) و(4G) جعل أصحاب هذه الهواتف قادرين على نشر ما يقومون بتصويره على الفور، ودون الحاجة الى أجهزة كمبيوتر. وفكرة التصوير بواسطة طائرة بدون طيار ليست جديدة حيث يتم استخدامها حالياً في الكثير من المناسبات، لكن لا توجد معدات متكاملة لهذا الغرض إذ يضطر بعض المصورين الراغبين في التقاط مشاهد عامة من أماكن مرتفعة الى تركيب كاميرات صغيرة الحجم على طائرات يتم التحكم فيها عن بعد ومن ثم التقاط بعض الصور الثابتة وتسجيلات الفيديو، إلا أن هذه الطائرة بكاميراتها الخاصة تمثل إضافة حقيقية في هذا المجال. استخدمت في ميدان «رابعة» وكان نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي قد استخدموا طائرات بدون طيار يتم التحكم فيها عن بعد في تصوير الاعتصام الكبير في ميدان «رابعة» وذلك في محاولة لاظهار الحجم الكبير للمشاركين وسط تشكيك من السلطات آنذاك في أن الأعداد كبيرة. وتمكن النشطاء في ميدان «رابعة» خلال العام الماضي من تصوير العديد من المشاهد بطائرات يتم التحكم بها عن بعد، ومن ثم أرسلوا بها الى وسائل الإعلام ونشروا شيئاً منها على الانترنت، في الوقت الذي كانت فيه العديد من وسائل الإعلام ممنوعة من الوصول الى هناك، فيما كانت وسائل الإعلام الحكومية تحاول الترويج بأن أعداد المشاركين في الاعتصام محدودة ولا تشكل أغلبية في الشارع المصري. القدس العربي