يبدو أن إنخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه السوداني في السوق الموازية في السودان لم يعجب بعض الفئات. حيث عبرعدد من المغتربين في تعليقات على أخبار الإنخفاض المستمر لسعر صرف الدولار والعملات الأجنبية أمام الجنيه في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي عن غضبهم من الإنخفاض، وبرروا ذلك بأنه سوف يحدث ضرر بهم مالم تنخفض أسعار المواد الإستهلاكية وغيرها من أراضي وعقارات في السودان لأن أسرهم الممتدة تقيم في السودان أو أبنائهم يدرسون في الجامعات السودانية. كذلك من الفئات التي باتت تستشعر خطر إنخفاض الدولار فئة المصدرين حيث باتت تجارتهم تعاني من قلة الأرباح نسبة لجنيهم حصائل الصادر بالعملات الأجنبية التي تنخفض قيمتها يومياً ويشكون أيضاً من إرتفاع أسعارالسلع المحلية وخدماتها اللوجستية التي يقوموا بتصديرها وأنها لم تنخفض بنفس معدل الهبوط في سعر الدولار. كذلك شكا بعض منقبي الذهب من الإنخفاض المتوالي لأسعار الذهب نسبة لإرتباطها الوثيق بأسعار الدولار مقابل الجنيه. لكن السؤال الذي يبحث الناس عن إجابته لماذا إنخفضت أسعار الدولار؟. أسباب كثيرة لعل أبرزها إنفراج العلاقات السودانية الخليجية بعد تباعد بين الخرطوم وطهران فيما لم تصدر أي تصريحات رسمية سودانية عن المكاسب المحققة من ذلك. كذلك الإنتاج الغزير للذهب عبر التنقيب الأهلي بات يرفد خزائن بنك السودان بإحتياطيات مقدرة من العملات الأجنبية.أيضاً إرتفاع صادرات السودان المختلفة من مواشي ومحاصيل نقدية جعل الميزان التجاري يتقارب مما خفض الضغط على العملة الخضراء. ومن الأسباب ويبدو لطيفاً الزيادة الكبيرة في أعداد المغتربين السودانيين في أقطار الدنيا مما جعل تحويلاتهم عبر الوسائل المختلفة تنساب بصورة كبيرة وساهمت بفعالية في زيادة العرض من العملات مما أدى للإنخفاض المعروف. كذلك يشير البعض أن هنالك ركود عام يضرب قطاعات تجارية واسعة وتكدس الأسواق والمخازن بالسلع المختلفة وقلة السحب تشكل أيضاً عامل محفز لإستقرار سعر الصرف. وهنالك حزم من الإجراءات الإقتصادية أصدرها بنك السودان المركزي في الشهور الماضية مثل منع تمويل السيارات والعقارات من البنوك التجارية ساهمت بصورة فعالة في كبح جماح التضخم وأدت للإنخفاض المتوالي لسعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني. هل تعتقد أن هنالك أسباب أخرى أدت لإرتفاع قيمة الجنيه؟.