أدى الاتفاق الاقتصادي الامني الذي تم بين السودان وجنوب السودان الى انخفاض اسعار العملات الاجنبية امام الجنية السوداني بوتيرة متسارعة، رغم ان النفط لم يضخ حتى الان.. ترى كيف ينظر المغترب السوداني الى هذا الواقع الجديد، وهو يفقد هامشاً كبيراً في سعر الصرف، وهل سيكون الاتفاق حقيقياً، يملك قوة الاستمرار حتى تستقر الاسعار، ام ينهار كسابقاته من الاتفاقيات. وتحدث عدد من المغتربين السودانيين بالمملكة العربية السعودية ل «الصحافة» صفحة «مع المهاجر»، حيث عبروا عن سعادتهم بما تم التوصل اليه بين الخرطوم وجوبا من مصفوفة تقضي بتنفيذ جميع الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل اليها في المجالات الامنية والاقتصادية وبخاصة تصدير النفط الى جانب حركة المواطنين والتبادل التجاري. واكدوا ان انخفاض الدولار والريال لا يشكل لهم أي نوع من القلق طالما استقرت الاوضاع بين الخرطوم وجوبا، ومن ثم انعكس ذلك على السوق، بانخفاض السلع الغذائية والادوية، وطالبوا الخرطوم وجوبا بأن تمضيا بهذا الاتفاق الى غاياته المنشودة، خاصة ان شعبي البلدين يعيشان معاناة حقيقية. وناشدوا البلدين اعمال الحكمة حتى لا ينهار هذا الاتفاق الذي احدث سعادة كبيرة في ديار المغتربين كما هو الحال في مختلف ارجاء السودان. وقال د. الصافي خير الله «طبيب اطفال»: «أشعر بسعادة غامرة اطلت بعد خيبات كثيرة، واحسب ان توقيع مصفوفة بين الخرطوم وجوبا لجدولة تنفيذ الاتفاقيات أمر حكيم وفيه انتصار كبير للارادة السياسية التي استشعرت الخطر المحدق الذي يحيط بشعبي البلدين»، وطالب بضرورة المضي قدماً بهذا الاتفاق وعدم تعريضه لاية انتكاسات، فالشعبان لا مقدرة لهما على مزيد من المعاناة. واكد د. خير الله ان انخفاض سعر الدولار والريال الذي هوى الى دون الى «1600» في السوق الموازي بعد ان لامس «2000» جنيه، امر لا يمكن ان يشكل أي نوع من القلق والازعاج للمغتربين الذين هم اصلا امتداد طبيعي لاسرهم بالسودان، معرباً عن امله في ان يؤدي الواقع الجديد لاحداث انفراج في الاسعار يشعر به الناس. وعبر خالد المصطفى عبيد «مدير مالي» عن بالغ سعادته بأحاديث السلام والتنمية التي تدور هذه الايام بين السودان وجنوب السودان بدلاً من لغة الحرب التي الحقت اضراراً بالغة بالبلدين، وأشار الى ان انخفاض الريال السعودي امام الجنيه أمر متوقع طالما بدأ الحديث يعلو عن تدفق النفط واستقرار الاوضاع. وقال: «لا احسب ان هناك شخصاً عاقلاً يطرب لارتفاع الريال، او يحزن او يقلق لانخفاضه امام الجنيه، فالجميع يتطلعون الى استقرار اقتصاد وطنهم»، مؤكدا ان الانخفاض الذي حدث في سعر الصرف يجب ان ينعكس اثره سريعاً على السوق، وهنا يتوجب على السلطات المختصة ان تقوم بواجباتها كاملاً، فالانخفاض المفاجئ والكبير في الدولار والريال السعودي لا بد أن تتبعه اجراءات حاسمة وحازمة تلجم جماح السوق السوداء التي اصبحت لا تعرف الا لغة الزيادة! وشدد عبد الحكم نصر الدين يوسف «مهندس» على ان التفاؤل الكبير يسود ديار المغتربين بأن نقلات اقتصادية حقيقية سوف تحدث بعد اتفاق الخرطوم وجوبا، وسيشعر الناس بذلك حينما تخفض الاسعار. وأوضح أن المغترب يسعد للغاية بمثل هذه الاتفاقيات، وهو لا يعبأ كثيراً بانخفاض الريال السعودي امام الجنيه، لأن المغترب اصلاً لم يستفد من ارتفاع الريال الذي يقابله ارتفاع جنوني في اسعار السلع الغذائية وكذلك مواد البناء، وحتى اسعار العقار، وبالتالي أي مغترب يحلم بأن تستقر الأسعار، وليس مهماً عنده انخفاض العملات الاجنبية، بل يريد لها ان تنخفض وأن ينعكس ذلك على حياة الناس. وعبر صالح زين العابدين «معلم» عن مخاوفه من عدم صمود الاتفاقيات مع جنوب السودان، مشيراً الى ان جميع الاتفاقيات السابقة مع دولة الجنوب لم يكتب لها أي نوع من النجاح، فأية اتفاقية توقع بالنهار تنهار ليلاً على صوت المدافع. وقال إنه رغم هذه المخاوف نتمنى من الله تعالى ان يرتفع صوت العقل جنوبا وشمالا حتى تمضي هذه الاتفاقية نحو مقاصدها، مبيناً أن انخفاض سعر الريال السعودي أمر متوقع، وقال أحسب انه سيواصل انخفاضه الى ادنى حتى إن قدر لهذه الاتفاقية أن تبلغ اهدافها. واكد معتز علي عبد الله «عامل» ان فرحاً غامراً شعر به عند توقيع المصفوفة الخاصة بإنفاذ الاتفاقيات بين السودان وجنوب السودان، وفي اليوم التالي ذهب بغرض تحويل مبلغ مالي الى اسرته بالسودان، وفوجئ بأن سعر الصرف في السوق الموازي انخفض، مؤكداً انه لا توجد مشكلة في ذلك، ولكن لا بد لأسعار السلع أن تخفض أيضاً.