السؤال: قال تعالي:{ إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر}.. أنا الحمد لله ملتزمة بالصلاة في ميقاتها فإذا لم تنهني صلاتي عن فعل فحشاء أو منكر أذلك يعني أن صلاتي لم تقبل؟ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد. فليس معنى الآية أن فاعل المنكر لا تقبل صلاته، والحديث الذي يتداوله الناس "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن هارون المخرمي الفلاس، حدثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد، حدثنا عمر بن أبي عثمان، حدثنا الحسن،عن عمران بن حصين قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {إِنَّ الصَلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} قال: "مَنْ لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له" هذا الحديث فيه علتان ذكرهما الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة وهما: 1- الانقطاع بين الحسن - وهو البصري - وعمران بن حصين، فإنهم اختلفوا في سماعه منه فإنه ثبت، فعلته عنعنته الحسن فإنه مدلس معروف بذلك. 2- جهالة عمر بن أبي عثمان، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/1/123) وقال: "سمع طاوساً قوله، روى عنه يحيى بن سعيد" ومن أراد أن يجد ثمرة صلاته فليبتغ وجه الله بها، وليحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وهو الذي قال "صلوا كما رأيتموني أصلي" والله الموفق والمستعان. ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ