يبدو أن الرجل الذي استلقى على الحافلة برأسه لم يدرك بأن جرس هاتفه العالي المتواصل الرنين سيجعل الجميع ينصتون لحديثه، ولما كانت المتصلة فيما بدا لنا زوجته فقد انتهرها قائلا بأن النقود بجوار التلفاز وقبل أن تسمعه جيدا إنتهرها (أنا أجيب من وين ماصرفنا) وبعد هنيهة رد عليها (أديني من سيد الدكان) ، الموقف هذا وغيره الكثير يحدث يوميا في المواصلات ،فهل أصبح الهاتف والذي هو وسيلة للإتصال والتواصل بين الناس أداة لهتك الخصوصية (الصيحة) استطلعت الكثيرين في هذا الأمر : سلوك غير حضاري نون (ربة منزل) تقول بأن الهاتف أصبح وسيلة العصر فهو يقرب البعيد وبه يتم التواصل والصلات بين الأسر ولكن إستخدامه في المواصلات العامة بصورة كبيرة وغير مرشدة هو سلوك غير حضاري ،بل يكشف عن إنفتاح زائد وعدم إدراك لمعنى الخصوصية ، مضيفة بأن لابد للهاتف أن يكون للضرورة أما (الونسات) والأحاديث غير المثمرة فليس مكانها في المواصلات العامة وشددت نون على تقليص استخدام الهاتف في المركبات لأنه قد يتسبب في إزعاج الآخرين . خدش للحياء أبو محمد (موظف) قال:أنا ضد إستخدام الهاتف مضيفا بأن الشباب غالبا ما يستخدمونه بصورة كبيرة وغير مرشدة ،فالشباب دائما ما يضعون سماعاتهم ويلفونها حولهم في حلهم وترحالهم وكأنها موضة العصر أما الشابات فالكثيرات منهن يخرجهن هواتفهن التي تكون (بالشيء الفلاني) ويتحدثن ويهمسن بصورة خادشة للحياء ولا تشبه التقاليد ولا الأعراف السودانية . الهاتف وتفشي الكذب (س، م )(رفض ذكر إسمه ) (تاجر) يقول إنه لاحظ في المواصلات العامة بأن الهاتف تسبب في كذب الكثيرين خاصة أولئك المتأخرون عن مواعيدهم حينما يعطون أماكن مختلفة لوجودهم وكم من رجل تدل هيأته على الصلاح فيأتي رنين التلفون ليكشف هتك ستره وكذبه على محدثه .مشيرا بأن هذه العملية غير كريمة في المقام الأول لأنها تعطي إنطباعا بأن سلوك الشخص غير كريم . عرضة لجرائم السرقة محمد علي (موظف) قال ل(الصيحة): أولا استخدام الهاتف أصبح عادة مزعجة جدا خاصة عندما يتحدث الشخص في مواضيع خاصة بالأسر وكان قد حدث وسمعت إمرأة تتحدث بصوت عالٍ عن أسرار بيتها وخلافاتها مع أبنائها بصورة جعلت البعض يتذمر ويطأطئ رأسه لكونه لايمكن للفرد أن يتحدث في أماكن عامة عن أسراره مضيفا بأن البعض في حديثه يكون عرضة لجرائم السرقات عندما يقوم بوصف أموال أوممتلكات لكن هذا لايمنع أن نتحدث بالهاتف بصوت منخفض وأن لانطيل زمن المكالمة حتى لانتسبب في إزعاج الآخرين لأن بعض الركاب يكون عنده مرض وأيضا لابد من مراعاة الخصوصية . من المحررة إستخدام الهاتف المحمول بصورة سافرة في المواصلات العامة هو بالضرورة إزعاج للآخرين لذلك على الأشخاص ترشيد إستخدامه على قدر المستطاع في الأماكن العامة. صحيفة الصيحة