يحكي عن اكتشاف المخرج الراحل يوسف شاهين له فيقول: طلب مني أن أغني، وحينها وجدت أنه طلب غريب، لكني غنيت أغنية لعبد الحليم حافظ، وعندها طلب أن اقوم بتكرارها، وحينما اختارني للمشاركة في فيلم (المصير) سألته عن سر ذلك الطلب، فأجابني شاهين قائلاً: اردت أن أرى احساسك في كل مرة ومدى اختلافه، ووجدت في عينيك نظرات أدهشتني.. هكذا كانت بداية النجم هاني سلامة، والآن هو نجم في رصيده ثلاثة عشر فيلماً تنقل بينها في مختلف الأدوار، والتي أجادها بشهادة الجميع.. جاء للسودان في مهام عمل مطلع الاسبوع الماضي، فحرصنا على الإلتقاء به.. ومن ثم كان هذا الحوار.. ------ ? زيارة مفاجئة وسريعة للسودان.. ترى ما الغرض منها..؟ - جئت ممثلاً لشركة (اكستريم) التي تتكون مني ومن الأخت أماني والأخ جمال، وجئنا لفتح آفاق جديدة للعمل بالتعاون مع شركة (ريناد) السودانية.. ? هل هي أعمال في مجال الإعلام..؟ - الشركة لديها عدة نشاطات تقوم بها، لكن يبقى الجانب الإعلامي هو الأبرز من بين نشاطاتها، إذ أن الشركة تهتم بالانتاج الإعلامي بشكل واسع.. ? ألا تعتقد أن زيارتك للسودان قد تأخرت، خاصة لو نظرنا للوشائج الوطيدة التي تربط بين شعبي وادي النيل..؟ - ضاحكاً- أعتقد أن (كل شيء بأوانه)، لذا ربما كان الآن التوقيت المناسب لهذه الزيارة مع أخذنا في الاعتبار اننا نرنو إلى مزيد من التواصل مع الاخوة السودانيين.. ? هل من بين تفاصيل هذا التواصل، انتاج أعمال فنية مشتركة..؟ - لا أعتقد أنه في الوقت الحالي هناك أفكار لانتاج أفلام مشتركة، فهذا الأمر يحتاج لوقت حتى يمكن أن نقول بأمكانية حدوثه.. ? ما الذي يمنع الآن..؟ - يحتاج السودان إلى بنى تحتية في مجال السينما، فقد لاحظت ندرة وجود دور السينما التي تعرض الأفلام الجديدة، وعلى الرغم من أن الشعب السوداني شعب ذواق وتواق للفن، وأنا في مصر كنت أتلقى اتصالات من السودان تتحدث عن أفلامي، ويناقشون معي بعض القضايا الفنية، لكن قلة دور العرض تقلل من تواصل الجمهور المباشر مع السينما.. ? أرجو أن توضح أكثر..؟ - الآن الأفلام الجديدة التي يتم عرضها في القاهرة، تجدها في ذات الوقت تعرض في لبنان وفي الامارات وفي غيرها من البلدان، ذلك لأن تلك الدول تشجع العمل السينمائي، وتمتلك المقومات التي تجعلها تتابع الحركة السينمائية ليست العربية فحسب، بل العالمية، مما يتيح لجمهورها فرصة أكبر في اكتشاف الجديد.. ? إذن وجود عدد وافر من دور السينما في السودان، تعتقد أنه عامل مشجع للتواصل..؟ - بكل تأكيد، فالفن من أيسر طرق التواصل بين الشعوب، ويساعد على خلق أرضية مشتركة تنطلق منها آمالهم وطموحاتهم، وبالتالي يمكن أن نتحدث عن تعاونات مشتركة مثلما يحدث الآن بيننا والاخوة اللبنانيين والخليجيين. ? على ذكر لبنان، صورت فيلمك الأخير (السفاح) بين مصر ولبنان، حول ماذا تدور قصة الفيلم..؟ - (السفاح) فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، هي قصة حياة سفاح المهندسين (المسيري) الذي قام بارتكاب عدة جرائم قتل شغلت الرأي العام، وتم القاءالقبض عليه واعدامه منتصف التسعينيات، ويشاركني البطولة النجمة نيكول سابا وخالد الصاوي وسامي العدل وسوسن بدر، ومن اخراج سعد هنداوي الذي أتعاون معه للمرة الثانية.. ? يلاحظ اتجاهك في الفترة الأخيرة للقيام بأدوار الشر في أفلامك..؟ - أنا لا أقصد تحديداً القيام بأدوار معينة، بل أنا ضد تنميط الفنان وتفصيل أدواره عليه، فطوال مسيرتي التي امتدت الآن لثلاثة عشر فيلماً، بدأتها مع الراحل المخرج يوسف شاهين في فيلم (المصير)، وانتهاءً بفيلم (السفاح) حاولت تجسيد مختلف الأدوار والشخصيات، بين الكوميديا والرومانسية والآكشن..و.. = مقاطعة= لكن جمهورك أحبك في الرومانسية، ألم يشكل قيامك بادوار الشر صدمة لهم، ولنأخذ مثالاً دورك في فيلم (خيانة مشروعة)..؟ = على العكس من ذلك فقد وجد الفيلم نجاحاً كبيراً سواء على مستوى النقاد أو مستوى الاقبال الجماهيري عليه، وحقق ايرادات عالية جداً، وفي اعتقادي أن تنوع الأدوار يخرج كل امكانات الممثل، ويوضح لنا بجلاء مدى ملكته الابداعية.. ? بالرغم من أنك قمت بدور البطولة المطلقة في فيلم (خيانة مشروعة) إلا أنك عدت في فيلم (الريس عمر حرب) لتشارك البطولة مع ممثلين آخرين وتكتفي بتقاسم البطولة معهم..؟ - العمل السينمائي لا يقوم أبداً على النجم الواحد، فهو عمل متكامل يتم بروح الفريق، ومهما كان الدور صغيراً فانه يمثل جزئية مهمة من سياق الفيلم المقدم..و.. = مقاطعة= ألا يخصم وجود أكثر من نجم في الفيلم من رصيد هؤلاء النجوم..؟ - على العكس تماماً، فهو يضيف للنجوم المشاركين من مختلف النواحي، فمثلاً لكل نجم جمهوره الذي يتابعه ويحرص على مشاهدة أعماله، فوجود عدد من النجوم يضمن نجاحاً جماهيرياً أكبر للفيلم المقدم.. = ألا توجد منافسة بين النجوم داخل العمل الواحد..؟ - هي منافسة ايجابية تجعلك تقدم أحسن ما عندك، وبالتالي فاني ارى مثل هذه الأعمال تشكل اضافة للنجم وليست خصماً عليه.. = إذن وقبل أن نودعك.. كيف وجدت السودان..؟ - أعظم ما في السودان شعبه، الطيبة والكرم هما الصفتان الأبرز لديه، ووجدت النيل الذي كنت أتوق لرؤية بدايته عند اقتران النيلين الأبيض بالأزرق، وسأكرر الزيارة في أغسطس القادم باذن الله، ولن تكون الزيارة الأخيرة بالتأكيد..