أبدت مسؤولتان في السفارة الأمريكية بالخرطوم تعاطفهما مع بائعات الشاي السودانيات اللائي يتعرضن لحملات منظمة من السلطات المحلية بدعاوى التنظيم و”محاربة المظاهر السالبة”. وجاء هذا التعاطف بالتزامن مع حملة نفذتها محلية أمدرمان يوم الخميس الماضي ضد بائعات الشاي، حيث يتم خلال هذه الحملات مصادرة أدوات صنع الشاي والمقاعد والمواقد. وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي كل من كارولين شنايدر وجيني منيوز المسؤولتان في السفارة الأمريكية بالخرطوم، وهما تجلسان على مقاعد في شارع النيل بالعاصمة السودانية وتحتسيان الشاي، أثناء إدلائهما بحديث باللغة الإنجليزية يبدي تعاطفاً لافتاً من بائعات الشاي. وتعد بائعات الشاي من أبرز مظاهر الشارع السوداني في أغلب المدن، وكانت أغلب النسوة اللائي يمتهن هذه المهنة ضحايا لغياب المعيل جراء الحرب أو النزوح من الريف إلى المدن بسبب موجات الجفاف، لكن المهنة أضحت السبيل الوحيد للرزق بعد الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وأكدت كل من كارولين وجيني، أنهما وجميع العاملين في السفارة الأمريكية يهنئون النساء اللائي يبعن الشاي على طول شارع النيل بالإضافة إلى سيدات الأعمال في أنحاء السودان كافة. وتابعت المسؤولتان: “تبين ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ اﺯﺩﻫﺎﺭﺍً ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍً، ﻭأﻣﺎﻧﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﻟﺬﻟك ﻧﺤﻴﻲ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﺮﺹ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ”. وقالت كارولين وجيني في رسالتهما من خلال الفيديو: “ﻧﺤﻴﻲ ﺳﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﻱ.. ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺎﻱ ﻟﺬﻳﺬ ﺗﻘﺪﻣﻮﻧﻪ”. ويذكر أن بائعات الشاي بعد تعرضهن للحملات على يد موظفي المحليات، يكن مضطرات لاستعادة أدوات صنع الشاي والمقاعد بعد دفع غرامات مالية للمحليات تصل إلى مائتي جينه حوالي 22 دولاراً. وتجد بائعات الشاي الكثير من الاحتفاء من قبل الناشطين، وشرائح المجتمع السوداني المختلفة، وكان لافتاً الأسبوع الماضي، اختيار “مبادرة شارع الحوادث” لبائعة الشاي “أم قسمة” لافتتاح غرفة إنعاش مكثفة بمستشفى للأطفال في أمدرمان، دفعت تكلفتها عبر التبرعات والهبات.