شاهد بالفيديو.. بعد أن قدمت له الدعوة لحضور حفلها الجماهيري.. الفنانة هدى عربي تتفاعل مع أغنيات الفنان علي الشيخ بالرقص أعلى المسرح    "نسرين" عجاج تهاجم شقيقتها الفنانة "نانسي": (الوالد تبرأ منك عام 2000 وأنتي بالتحديد بنت الكيزان وكانوا بفتحوا ليك التلفزيون تغني فيه من غير "طرحة" دوناً عن غيرك وتتذكري حفلة راس السنة 2018 في بورتسودان؟)    شاهد بالفيديو.. بعد أن قدمت له الدعوة لحضور حفلها الجماهيري.. الفنانة هدى عربي تتفاعل مع أغنيات الفنان علي الشيخ بالرقص أعلى المسرح    494823041_1188454252548557_4534259656944472775_n    طاقم تحكيم سوداني يدير نهائي أبطال أفريقيا بين صن داونز الجنوب أفريقي وبيراميدز المصري    بدون أهداف .. تعادل مخيب لمانشستر سيتي مع متذيل البريميرليج    مناوي: نؤكد عزمنا على إجتثاث جذور هذه المليشيا الإرهابية    المريخ يستأنف تدريباته صباح الغد    شاهد بالفيديو.. الفنانة رحاب عذاب تحصل على أموال "نقطة" عبر تطبيق "بنكك" أثناء إحيائها حفل ببورتسودان    ترامب: الهند وباكستان وافقتا على وقف النار بعد وساطة أميركية    الرياضيون يبدأون إعمار نادي المريخ بنقل الأنقاض والنفايات وإزالة الحشائش    الطاقة تبلِّغ جوبا بإغلاق وشيك لخط أنابيب النفط لهجمات الدعم السريع    الاعيسر .. ما جرى في سجن مدينة الأبيض جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف إلى سجل الميليشيا وداعميها    محمد وداعة يكتب: التشويش الالكترونى .. فرضية العدوان البحرى    محمد صلاح يواصل صناعة التاريخ بجائزة جديدة مع ليفربول    أخطاء مخجلة رغم الفوز برباعية    ((نواذيبو الموقعة الأكثر شراسة))    على خلفية التصريحات المثيرة لإبنته الفنانة نانسي.. أسرة الراحل بدر الدين عجاج تصدر بيان عاجل وقوي: (مابيهمنا ميولك السياسي والوالد ضفره بيك وبالعقالات المعاك ونطالب بحق والدنا من كل من تطاول عليه)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة بعد حديثها عن وفاة والدها: (قيل أنه كان على علاقة مع الشخص الذي قتله وأنه مثلي)    في عملية نوعية للجيش السوداني.. مقتل 76 ضابطاً من مليشيا الدعم السريع داخل فندق بمدينة نيالا وحملة اعتقالات واسعة طالت أفراداً بالمليشيا بتهمة الخيانة والتخابر    شاهد بالفيديو.. من عجائب "الدعامة".. قاموا باستجلاب سلم طائرة ووضعوه بأحد الشوارع بحي الأزهري بالخرطوم    بمشاركة زعماء العالم… عرض عسكري مهيب بمناسبة الذكرى ال80 للنصر على النازية    أصلا نانسي ما فنانة بقدر ماهي مجرد موديل ضل طريقه لمسارح الغناء    عادل الباز يكتب: النفط والكهرباء.. مقابل الاستسلام (1)    خدعة واتساب الجديدة لسرقة أموال المستخدمين    عبر تطبيق البلاغ الالكتروني مباحث شرطة ولاية الخرطوم تسترد سيارتين مدون بشانهما بلاغات وتوقيف 5 متهمين    اختتام أعمال الدورة ال 26 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الدوحة    شاهد بالفيديو.. بعد غياب دام أكثر من عامين.. الميناء البري بالخرطوم يستقبل عدد من الرحلات السفرية و"البصات" تتوالى    بيان توضيحي من مجلس إدارة بنك الخرطوم    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حارسة القبور.. حكاية أغرب من الخيال..!!
نشر في النيلين يوم 23 - 08 - 2015

بمحض الصدفة خلال إحدى الجلسات الأسرية سمعت إحدى الصديقات تحكي عن امرأة توجد باستمرار في المقابر ( مقابر ناصر) ، وتهتم بها وهي ليس بخفير، بل تعمل ذلك من أجل الخير والمساهمة في حفظ حرمة الموتى وتكريمهم ، فشدني ذلك الحوار المثير إلى تلك السيدة ورغبت في معرفة المزيد عنها حتى أتأكد من صحة المعلومة، وأنقل حكايتها للقراء ، فبدأت رحلتي الاستقصائية للبحث عن حارسة القبور والالتقاء بها .
داخل المقابر
رغم طول المسافة ومشقة المواصلات توصلت إلى منطقتها بالجريف التي ولدت وعاشت فيها.. وصلت إلى منطقتها وبدأت رحلة السؤال عن سكن خفيرة تلازم المقابر تدعى ريا ناصر.
محطتي الاولى التي رأيت أن أبدأ بها هي المقابر للبحث عنها بين قبور الموتى في تلك الناحية أو تلك ، لكنني لم أجدها حتى رآني رجل من بعيد وجاء إليَّ فسألني : عمّن تبحثين في هذا المكان ؟ فأجبته بأني أبحث عن الخالة ريا التي تأتي إلى هنا وتعتني بهذه المقابر ، فقال لي: خرجت منذ قليل بعد أن قامت بتنظيف المقابر ، وقامت بسقاية الأشجار، واشار عليّ أن أسال صاحب الدكان القريب من المقابر في ناحيتها الجنوبية ، وقال لي إنه سيدلني على الطريق وعلى مكان منزلها، فهي مشهورة ومعروفة بين الجميع.
ذهبت إلى صاحب الدكان وسألته إذا كان يعرف مكان بيتها حتى يصف لي الطريق، وبينما أنا ذاهبة في طريقي قابلت بعض الأشخاص مجتمعين في ظل شجرة سألتهم للمرة الثانية وفعلاً وصفوا لي منزلها، وقالوا لي: اطرقي ذلك الباب الأزرق.
مع ريا وجها لوجه
وصلت الى الباب الازرق وقمت بطرقه ولم تمرّ سوى لحظات حتى جاءتني امرأة في وسط العمر تبدو عليها ملامح الإرهاق والتعب، فقلت لها: أنا الصحفية التي اتصلت بكم وأريد الحاجة ريا، فقالت لي: أنا الحاجة ريا ودعتني للدخول بقولها ” اتفضلي.. أنتِي وصلتي” .. دخلت إلى بيتها وعاملتني بكرم شديد وضعت أمامي كوب عصير ثم خرجت لبرهة من الوقت وجاءتني بالفطور، وأرادت أن تعدّ لي الشاي، ، عندها خرجنا من منزلها إلى المقابر حتى تروي لي حكايتها بين القبور .
حكاية
وبينما أنا وهي نسير في طريقنا إلى المقابر بدأت الحاجة ريا تسرد لي كيف أصبحت حارسة للمقبرة وكيف تعايشت مع هذا الأمر وكيف بدأته وهي تقول لي: برغم معاناتي الطويلة مع المرض فأنا كنت مصابة بسرطان الثدي وأجريت عملية منذ 12 سنة برغم ذلك أحمد الله على الصحة التي أعطاني إياها فأنا أقوم كل يوم منذ سنوات من الساعة السابعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً لنظافة المقبرة وترميمها وأعتني بها حتى أقمت السور وقالت إن بعض أصحاب الخير وقفوا معها وأضافت قائلة : ( لم تقم أي جمعية أو لجنة شعبية بدعمي مع أن المقبرة تحتاج لأعمال كثيرة من بناء سور ونظافة وحارس لها يرعاها ، رأيت المقابر أصبحت خرابة – لا لأنها تخص اسرتي وعشيرتي منذ 30 سنة ولكن لأن الأمر يتعلق بكرامة الموتى ..
الأسرة والمقبرة
سألتها عن علاقة اسرتها بهذه المقبرة فقالت : ( والدي حجز تلك المقابر من أرضه حتى وصفه البعض بالجنون ، وفعلا جعلها لتكون مقبرة للجميع وتبلغ مساحتها أكثر من أربعة فدادين وبالرغم من أن مساحتها واسعة وشاسعة إلا أنني لا أشعر بالتعب عندما أعتني بها وأشرف على كل الأمور من جير أو بوهية للسور.. خلال سنوات طويلة أصبحت مرتبطة بها لا أستطيع أن أغيب عنها يوماً، حتى الناس عرفوني بحارسة القبور، وأحياناً أقوم في الليل بمراقبتها، لأن منزلي قريب منها وتفصلني عنها فقط بعض الأمتار ، ولن أتخلى عنها حتى أموت.
رجل هرم
تقول الحاجة ريا : في يوم من الأيام رآني رجل هرم من بعيد فجاء قادماً نحوي وسلم علي فرددت عليه السلام فطلب مني أن أتركه ينظف معي المقبرة وهو يدعى يحيى، فعلاً سمحت بذلك وكان يفعل ذلك من غير مقابل كنت أعد له الفطور فقط ..فقمنا بنزع كل الأشجار التي كانت تحيط بالمقابر وتتراكم عليها الأوساخ والأكياس، استمر يحيى في العمل معي لفترة من الزمن دون أن يكل أو يمل .
اختفاء يحيى
ظل يحيى على هذا الحال حتى اختفى ذات يوم ، بحثت عنه في انحاء المقبرة .. لم تكن هذه من عاداته ..أخيرا من على البعد رأيت جسما عندما وصلته وجدت يحيى ملقيا على الأرض تحت إحدى الأشجار .. في البداية لم أعرف ما جرى له .. حاولت إيقاظه وتحريك يده لكن لم يجبني ..كان جسمه جافا وباردا ونبضه متوقفا فعرفت أنه متوفًّى من فترة من الزمن .
الموت مشهد عادي
لم أخف من منظر يحيى وهو قد فارق الحياة فقد تعودت على ذلك، فقمت بالبحث عن شيء يخصه لكي أعرف مكان أهله أو أسرته فوجدت رقم هاتف في جيبه وقمت بالاتصال به ،فرد عليَّ أحد إخوته فأخبرتهم بما جرى وجاءوا على عجل لأخذ الجثمان إلى منطقة الوحدة الحاج يوسف حيث قاموا بدفنه هناك، منذ ذلك الوقت عدت مرة أخرى وصرت أقوم بنظافة المقبرة لوحدي.
جثث مجهولة
تقول حاجة ريا: إن أكثر ما يخيفها في المقبرة بعض الجثث المجهولة وأغلبها لأطفال حديثي الولادة لا يتم دفنهم بصورة صحيحة، فالجثة أحيانا تكون بارزة وظاهرة مما يجعلني أقوم بدفنها مرة ثانية، لأن إكرام الميت دفنه.. هذه من أكبر المشاكل التي تحدث في المقبرة وهذه ظاهرة تخيفني لأنها بدأت تزيد ولا أعرف ماذا أفعل جراء هذا الموضوع، ولم أقم بإبلاغ الشرطة، لأنني لا أعرف ما هي الجهة ومن هو الفاعل وهل وراء الأمر جريمة أم مسألة خاصة بجودة عملية الدفن ، كما توجد عمليات دفن على قبور قديمة ، إذ هم لم يخافوا الله ولم يحترموا الميت.
حادثة غريبة
أكثر ما أخافني عندما وجدت في يوم من الايام جثة لشخص دفن لا أعرف متى ومن أين جاءت الجثة ؟ حتى اعتقدت ان وراء الامر جريمة قتل ثم توالت ظاهرة دفن جثث حديثي الولادة في هذه المقبرة، فقبل أيام وجدت بعض الكلاب مجتمعة على شيء فشعرت ببعض الخوف والفزع عندهاوصلت إلى هناك وجدت جثتين لطفلين حديثيْ الولادة، وكان الذباب حولهما عندها قمت بدفنهما وترحمت على روحهما ومنذ ذلك الوقت عزمت على أن أخبر الشرطة بأي شيء مريب يحدث في هذه المقبرة.
تجاهل اللجان
ذهبت لأكثر من مرة للجان الشعبية وأخبرتهم بما يحدث في المقبرة علماً بأن لديهم السلطة لإدارة المقبرة، وأن يقوموا بتعيين خفير عليها، ولكن كان التجاهل دوماً هو الرد ، عندها أخبرتهم بأن هناك الكثير من الجنازات تأتي من مكان غير معروف وأشخاص لا نعرفهم، فلابد أن تكون هناك أوراق رسمية وشهادات وفاة لهذه الجنازات، لم تستجب اللجان الشعبية لطلبي وأخبرتهم بأن هذه المقبرة وجدت فيها الكثير من الجثث غير المعروفة، وهناك جثث تم دفنها بطريقة غير شرعية خاصة حديثي الولادة، أردت أن أوصل لهم هذه المعلومة حتى يتم تعيين خفير أو مراقب لهذه المقبرة لأن هذه المقبرة ملك الجميع ..
خطر باليل
الليل أكثر خطورة في المقبرة حيث يتجمع فيها الشماسة ..هذا خطر آخر بجانب الجثث عندما آتي الصباح أقوم بشغلي اليومي لنظافة المقبرة أجد فيها بعض مخلفات السجائر، وأنا أعني هنا الحشيش، وأن المقبرة مقر رئيس لتجمع اللصوص الذين يخبئون مسروقاتهم فيها، وجدت أكثر من مرة بعض المسروقات في المقبرة وأخبرت الناس ومرة وجدنا مقتنيات تخص إحدى الساكنات في المنطقة، كل هذه الأشياء تحدث بالليل، فأنا أقوم الصبح لتجميع الأوساخ وحرقها فأجد مخلفات السجائر وأقوم بحرقها، وطبعاً إذا ذهبت للشرطة سيقيَّد البلاغ ضد مجهول، لأن المقبرة لا يوجد فيها حارس أو خفير .
ممارسات سالبة
ذات مرة تأخر ابني عن المنزل وهو (عضير)معاق.. فقمت بالبحث عنه عندما مررت بالمقبرة شاهدت ما لم أكن أتوقعه .. بعض الأولاد والبنات متجمعين في هذا الوقت المتأخر داخلها لشيء لا يعلمه إلا الله، عندها حاولت الذهاب لطردهم من المكان، ولكن تفاجأت عندما صرخ أحدهم في وجهي وطلب منى الابتعاد وقام بتهديدي، قصدت أن أعرف أن كان هذا الولد من الحي، ولكن ملامحه لم تكن واضحة عندما تكررت تهديداته خرجت من المقبرة واستنجدت بأحدهم، ولكنه رفض وقال لي: هؤلاء ليس من هذا المكان وهم خطرون، وأنا لن أعرِّض نفسي للخطر والأفضل لكِ الذهاب إلى البيت حتى لا يتعرفوا عليكِ ويقومون بمهاجمتك، لأنك تدخلت في خصوصايتهم وهذا خطر آخر، لأنه يجسِّد واقع انعدام الرقابة، وأصبحت ملجأ لهم للقيام بأفعالهم السيئة، فقمت الصباح بإخطار اللجنة الشعبية بما يدور وحتى الآن لم يفعلوا أي شيء، وأنا أحملهم المسؤولية التامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.